التشميع لا يحجب المبادئ أن تزهر

اعتاد المخزن توجيه ضرباته بين الفينة والأخرى لكل صوت حر وإرادة حية داخل الوطن. يضغط بأسلوبه الرديء، وضمن سيناريوهات مكرورة مكروهة على القوى الفاعلة التي تأبى الانبطاح والسعي وراء القطيع في سفوح الخذلان والتردي.
لم تعيه محاولاته للتركيع، ويصر على تقليم أظافر مخالفيه بما أوتي من أساليب الشيطنة والتضليل متشبثا بحبل قصير لا يفتأ يكشف آخره عن صور البهتان الملفقة، والتهويل المروجة التي يستعمل في إشاعتها أبواقه المأجورة. فتارة يستعمل أسلوب المناورة والمتاجرة، وتارة يعتمد القذف والتعريض، وأخرى الاتهام المباشر والمواجهة العنيفة ولغة التخويف والسجن والتشميع… في رغبة يائسة في الإخضاع والاستنزاف والتخويف والترهيب.
تضيره الحكمة في تصريف الخطابات، والذود عن المبادئ، واستيعاب المخالفين، والقدرة على بناء جسور التواصل، والنضج في الطرح والرشد في التعامل… فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
تساؤلات مشروعة لمخزننا المبجل:
هل أتم معالجة مظاهر الفساد وألوان الخلل، وأسعف المواطنين بأطيافهم، واستجاب للمطالب والرغائب حتى يتحول لبيوتات الناس التي يأوون إلى ظلها ويحتمون في كنفها مشمعا؟
هل يعتقد أن إخراجه الممجوج لمسرحيات رديئة ما زالت تجد آذانا صاغية من شعب ارتقى منسوب نضجه؟
هل يعتقد أن جماعة العدل والإحسان ستتخلى عن مبادئها المؤسسة لتنجر إلى عنف مضاد؟
هل يعتقد أن سياسة الانفراد بجهة مخصوصة، ستنجح المواجهة التقاطبية التي يريد نهجها؟
ما ظنه في فئة الله، ناصر المستضعفين، وكيلها؟
ألا يعلم أن القناعات محلها القلوب والعقول، وأن تشميع البيوت وإن كان خرقا سافرا لأبسط حقوق المواطنة، لا يحجب شمعه الأحمر وأقفاله الحديدية إشراقات المبادئ أن تعم وتزهر؟
ألم يان له أن يخدم الوطن بما تستحق تربته التي آوت الشرفاء والأفاضل في كل زمن وحين، عوض إشعال فتيل التفريق والتخوين والشيطنة في عربدة، الله وحده عليم بمآلاتها؟
كيف يغيظه رأسمال الشرفاء ولا تحركه أكوام الشر المنتشر؟
ألم تعيه تهم الفساد وهجمات التضييق على الرزق والمنع من الوظائف واللائحة تطول، حتى يوجه الوجهة إلى البيوت؟!
ما هكذا تساس الشعوب التواقة لغد الحرية والعدل، ولا الترهيب يوقف القوى المعتدلة المؤمنة بما معها من الحق والخير.
القافلة حتما ستستمر في المسير بإذن الله، والموعد الله القائل في كتابه العزيز: إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.