إمعانا في استهدافها للصحفيين.. قوات الاحتلال الصهيوني تقتل الصحفية القديرة “شيرين أبو عقلة”

لفظت مراسلة الجزيرة في فلسطين الصحفية شيرين أبو عقلة أنفاسها الأخيرة فجر اليوم، الأربعاء 11 ماي 2022، برصاص جيش الاحتلال الصهيوني وذلك خلال تغطيتها لأحداث اقتحام مخيم جنين.
ووفق قناة الجزيرة فإن شهود عيان أوضحوا أن الجيش أطلق الذخيرة الحية على المتظاهرين وعاملي الأخبار.
وتظهر مقاطع الفيديو للحظة قتل شهيدة الواجب المهني الصحفية أبو عقلة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها كانت ترتدي السترة الإخبارية التي تميز الصحفيين، والمكتوب عليها بوضوح كلمتي “صحافة” و”press” باللغتين العربية والإنجليزية، وأن الإصابة مست رأسها مباشرة.
واتهمت شبكة الجزيرة الجنود الإسرائيليين باستهداف مراسلتها بشكل مباشر. حيث جاء في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: “في جريمة قتل فاجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة”.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن عددا من المواطنين والعاملين في الأنباء أصيبوا بجروح خطيرة برصاص جيش الاحتلال في ذات الهجوم.
وكانت الصحفية بقناة الجزيرة الفضائية منذ سنة 1997، قد قالت في حديث لشبكة الجزيرة إن السلطات الإسرائيلية دائما ما كانت تتهمها بتصوير مناطق أمنية، وأنها كانت تشعر باستمرار بأنها مستهدفة، وأنها في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين.
وفي فيديو ترويجي للجزيرة في مناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسها 25 في أكتوبر الماضي (2021)، ظهرت أبو عقلة وهي تقول: “اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم” لتؤدي ضريبة أداء واجبها المهني حياتها.
ويعد استهداف الصحفيين إحدى سياسات جيش الكيان الصهيوني، حيث أقر تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الأخير، أن أكثر من 144 صحفياً، فلسطينياً وأجنبياً، تعرضوا لاعتداءات جيش الاحتلال خلال تغطيتهم الأحداث بفلسطين المحتلة خلال السنوات الأربع الأخيرة، وأن هذه الاعتداءات المتكررة أدت إلى مقتل أكثر من 46 صحفياً منذ سنة 2000، دون أن تتم محاسبة الاحتلال الصهيوني على ذلك، فيما سبق أن قدم كل من الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين “ICIP” شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية يتهمون فيها “إسرائيل” بارتكاب “جرائم حرب” بحقّ صحفيين في الأراضي الفلسطينية.
يضاف إلى ذلك استهداف غارات سلاح الجو الإسرائيلي مقرات 23 منبرا إعلاميا عربيا ودوليا خلال العدوان على غزة سنة 2021، ولم يتعدى هذا العدوان الصارخ على الجسم الصحفي إدانة الاتحاد الدولي للصحفيين عمليات الاستهداف هذه، حيث قال أمينه العامّ أنتوني بيلانجي إن “الاستهداف الممنهج للمؤسسات الإعلامية هو محاولة مخزية من الجيش الإسرائيلي لإسكات صوت الإعلام الذي ينقل الإخبار عن العنف الذي يمارسه في غزة، وهو مخالف للقانون الدولي. ويجب وضع حدّ لاستهداف الصحفيين والاعتداءات المقصودة عليهم”.