خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها

خديجة أمٌّ علاها البهاءُ *** وقصة زوجٍ دعاها السّناءُ
رعت دعوةً للرّسول فكانت *** له نعم عونٍ وكان العطاءُ
هي الأمّ للمؤمنين ونبعٌ *** جرى بالحنان وروحٌ فداءُ
ورمزٌ تألّق عبر الزّمان *** وفيه تجلّى الهدى والولاءُ
وخفضُ جناحٍ لزوجٍ كريمٍ *** نبيّ له في الوجود الضياءُ
فدته بمالٍ ونفسٍ وفعل *** فهام القُليبُ ولبّى الوعاءُ
رعته بعين الرضى والمنى *** وزاد لها في الحبيب الرجاءُ
وصانت له كلَّ عهد ودينا *** بشكرٍ وخيرُ العطايا الثناءُ
بحجرتها قد أقام النبيّ *** وقام له في المكان الوفاءُ
ولمّا تنزّل وحيُ الإله *** عليه وأثقل منه الرّداءُ
أتاها وصوتُ المخاوف يهفو *** وشأنُ الخليقة فيه اعتلاءُ
تدثّر في بيتها مستجيرا *** من الروح لا يستجيب النداءُ
فقالت له لن يصيبك سوءٌ *** وفيك الخصال وفيك الرّواءُ
فأنت لذي حاجة فيك سؤلٌ *** تعين الفقير فيبدو الهناءُ
وتحمل كلا وتكسب ضِفنا *** وتجلو النّوائب فيها البلاءُ
لذي رحمٍ تصل القرب فيهم *** لعمري وصوتُ الليالي دعاءُ
هي اليمن والبشر والفضل ذكرى *** لها في الأنام العلى والبهاءُ
فصارت لكلّ النساء مثالا *** عظيما وفيه التقى والحياءُ
فجازِ إلهي خديجةَ عنّا *** بما أنت أهلٌ له وكفاءُ
وصلِّ على المصطفى قدوتي *** كذا الآل في حبّهم لا نُساءُ
على الصّحبِ صلّ أيا ربَّنا *** ففي ذكرهم حُظوةٌ وارتقاءُ