مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • وصايا الصالحين (6) | خطبة لسيدنا علي رضي الله عنه

      28 مايو، 2022
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      27 مايو، 2022
      0
    • قرآنا عجبا | 18 | "عبس وتولى"

      25 مايو، 2022
      0
    • الزهد في الدنيا

      20 مايو، 2022
      0
    • وصايا الصالحين (5) | خطبة لعمر الفاروق رضي الله عنه

      19 مايو، 2022
      0
    • قرآنا عجبا | 17 | بحر ومداد

      17 مايو، 2022
      0
    • تحكيم كتاب الله في الحياة

      16 مايو، 2022
      0
    • تلطف وعتاب

      13 مايو، 2022
      0
    • من مواعظ ابن الجوزي رحمه الله | عليك بالخوف من الله

      13 مايو، 2022
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • المرأة وبناء الذات

      26 مايو، 2022
      0
    • المؤمنات ومجتمع الاستهلاك

      11 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (3) | أنواع الكمال – 2 –

      21 مارس، 2022
      0
    • يوم الطالبة وليلتها

      17 مارس، 2022
      0
    • فاعلية المرأة والتغييران الذاتي والمجتمعي في مشروع الإمام عبد السلام ياسين

      16 مارس، 2022
      0
    • بيعة النساء عهد ووفاء

      11 مارس، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (2) | أنواع الكمال - 1 -

      22 فبراير، 2022
      0
    • الخصال العشر (5): العلم

      21 فبراير، 2022
      0
    • جنة الدنيا

      19 فبراير، 2022
      0
  • نساء صدقن
    • نساء فلسطين.. دروس في الصمود

      26 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (7) | نساء كاملات -4-

      24 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (6) | نساء كاملات -3-

      18 مايو، 2022
      0
    • قبسات من تاريخ المرأة المغربية المجاهدة

      14 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (5) | نساء كاملات -2-

      9 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (4) | نساء كاملات -1-

      5 مايو، 2022
      0
    • رؤيا عاتكة في بدر.. خبر الغيب وحنكة المخبر

      18 أبريل، 2022
      0
    • تتعب لتسعد الإنسانية

      16 مارس، 2022
      0
    • رائدة التمريض: رُفَيْدَة الأسلمية

      15 مارس، 2022
      0
  • مع الأسرة
    • العالم الافتراضي وضريبة الوقت

      25 مايو، 2022
      0
    • أدب الزيارة

      23 مايو، 2022
      0
    • رهانات النجاح الأسري

      21 مايو، 2022
      0
    • حق لهم أن يتفانوا في محبته

      20 مايو، 2022
      0
    • حديث غرفة النوم

      18 مايو، 2022
      0
    • حكايات أبوية: الحبة سنبل (قصة قصيرة)

      14 مايو، 2022
      0
    • ما شأنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟!

      12 مايو، 2022
      0
    • إليك أمي...

      12 مايو، 2022
      0
    • ضوابط عامة في تربية الأبناء

      11 مايو، 2022
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • كمال عماري.. شهيد شاهد على عصر الظلم والاستبداد والقهر

      28 مايو، 2022
      0
    • قضية الشهيد كمال عماري حية لن تموت

      27 مايو، 2022
      0
    • العالم الافتراضي وضريبة الوقت

      25 مايو، 2022
      0
    • الحفاظ على البيئة من شيمنا

      24 مايو، 2022
      0
    • التشميع لا يحجب المبادئ أن تزهر

      19 مايو، 2022
      0
    • في الذكرى 74 للنكبة.. فلسطين جرح الأمة النازف

      17 مايو، 2022
      0
    • حقوقيات من أمام البيتين المشمعين: كفى من الممارسات السلطوية فهي لا تجدي

      16 مايو، 2022
      0
    • نص كلمة ذة. لطيفة عدار التي ألقتها أمام بيتها المشمع بوجدة

      15 مايو، 2022
      0
    • إمعانا في استهدافها للصحفيين.. قوات الاحتلال الصهيوني تقتل الصحفية القديرة "شيرين أبو ...

      11 مايو، 2022
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
الزواجمنطلقات
Home›مع الأسرة›الزواج›الأسرة أساس البناء

الأسرة أساس البناء

بقلم ثورية البوكيلي
12 أبريل، 2021
712
0

مقدمة

تعيش الأمة الإسلامية اليوم مرحلة حاسمة في تاريخها، حيث تعيش صحوة بعد جمود، وعودة إلى الدين بعد هجره. ويسعى الكل إلى تغيير الواقع الموروث عن عصور الانحطاط بواقع يكون فيه الإنسان حرا، وذلك بعدما غزت المادية عقل المسلم وفكره وحركته. وهذا التغيير لن يتم إلا بتضافر جهود الأمة كلها، كبيرها وصغيرها، نسائها ورجالها. وقد لا أبالغ إن قلت إن مسؤولية المرأة في هذا الأمر أكبر وأعظم. فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندته دليل كافٍ على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير. كما أن التغيير الشامل الذي نسعى له مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها، ويأتي في قمة هذه الأدوار محوريتها في بناء الأسرة، وذلك من خلال ما تتحمله كزوجة من أمر تدبير الأسرة وما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، و في هذا المقام سأتحدث عن مركزية الأسرة في التغيير المنشود وعن وظيفة المرأة العظمى في بناء هذه الأسرة، وقبل التطرق إلى هذين المحورين لابد من الحديث عن واقع الأسرة في وقتنا الحاضر.

واقع الأسرة المسلمة

كما نعلم جميعا، السياق العام فيه هجوم على الأسرة، حيث يراد لها أن تطمس هويتها الدينية، وأن تفسد وظيفتها الإصلاحية. إذ فقدت هذه الأخيرة موقعها في البناء، وهذا كان نتيجة الاختلالات التي اعترت أسس بنائها. ولاريب أن هناك عدة عوامل أدت إلى هذه الاختلالات، من أهمها:

انطماس الفطرة؛ الذي له عدة أسباب كما أشار إلى ذلك الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، إلا أنه شخّص السبب الرئيسي الذي منه أصيبت هذه الفطرة، حيث قال إن “أمهات الغثاء اللاتي ضيَّعْنَ على مَدَى أجيالٍ الجَديلة المعْنويَّة من ضفيرة الفطرة يعتنين بدقة بما يرضَعُ الطفل ويلبَس ويُطبَّبُ. لكنهن عن نشأته الإيمانية ورَضاعِه الفطري في غياب مُذهل” (1).

تيار المادة الجارف الذي سببته حركة الإنتاج الماديِّ الهائل مما جعل وعيَ الناس غارقاً في هموم تلبية حاجات البَدَن ومستلزمات المتعة، وانتشرت فيها عقلية الاستهلاك بشكل مخيف، فالكل يجري وراء سراب الدنيا، الكل مفتون بتنمية رصيده المادي، رغم التعب والإرهاق هناك لهث ولهث بدعوى أن الواقع لا يرحم.

عامل الانفتاح؛ ونقصد به انفتاح الأسرة على وسائل الإعلام التي أصبحت أحد المحركات الأساسية في عملية إنتاج الأفكار والقيم، وخاصة منها الإعلام الرقمي والذي له جاذبية لا تقاوم، لهذا يُقبِل عليه أفراد الأسرة بشغف، وهذا ما يدفعهم إلى الانكفاء على ذواتهم وانغلاقهم في عالمهم الخاص.

الأسرة ومركزتيها في التغيير المنشود

هذه بصفة عامة أهم العوامل التي أدت إلى تراجع دور الأسرة في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى زعزعة مركزيتها في التغيير المنشود، وتنبثق هذه المركزية من مكانة الأسرة في ديننا وحرصه على إرساء أركانها والمحافظة على أسسها. وجسد ذاك الحرص بتشريعاته الحكيمة وأحكامه العادلة، فجعلت الشريعة الإسلامية معايير الأهلية الواجب تحريها في تكوين الأسرة جامعة بين معيار الدين باعتباره المرجع في حياة المسلمين والموجه لهم والمنظم لعلاقاتهم، وبين حظ النفس الذي لا يهمله الشرع، وتحث السنة على طلبه، لذا وجب تحري كل ما تحتاجه النفس في الزوج الآخر، كل ذلك لأجل إشباع العاطفة وتحقيق سعادة الجسد، وحق الأمة: إنشاء أسرة لا يقتصر على مصلحة وحاجات الأفراد فقط، بل للأمة منه نصيب جوهري ومحوري؛ فالأسرة هي الضامن الطبيعي لاستمرار النوع البشري، وحفظه بعد خلقه، وتحقيق العمارة والاستخلاف في الأرض.

وللأسرة في تصور ديننا الحنيف معنى واسع وعميق؛ فهي لبنة مهمة في كيان المجتمع والأمة،  وبرج استراتيجي، وظيفته توفير الحماية والرعاية، وترتيب شؤون الحياة وفق خطط محكمة، وخندق لحماية أفرادها من الفتن والتيارات الجارفة، ومبعث ومنطلق لصناعة جيل يتقدم بالدعوة قُدُماً. وبناء على هذا فالأسرة  حاملة للرسالة التي كلف الله بها أفرادها، والتي تتجلى في تحقيق العبودية الكاملة لله الواحد، وفي تحمل مسؤولية إعمار الأرض. وهي مجال اشتغال يسعى الزوجين من خلاله إلى الارتقاء بعلاقاتهما إلى مرتبة الإحسان، وإلى الارتقاء كالأبوين إلى مرتبة القداسة عبر صناعة الولد الصالح، وجبهة عمل لتخريج جيل قوي يصنع التاريخ بعطاءاته.

وخلاصة القول؛ احترام هذه المعايير سيمنحنا أسرا قوية، مما يحقق استقرار أحوال المجتمع، وتوطيد أركان الأمة، لهذا يجب أن تؤسس هذه الأخيرة بعناية، وأي خلل فيها يعيب سلامة البناء. لهذه الاعتبارات بين الإسلام القواعد السليمة التي تكفل نشأة الأسرة.

أسس بناء الأسرة

لم يترك القرآن والسنة صغيرة ولا كبيرة يبنى عليها استقرار الأسرة إلاّ وبيّنها تفصيلاً، ولم يكتف بتوضيح حقوق وواجبات كل واحد حيال الآخر، فإن ذلك وحده بالنسبة لأخطر نواة في بناء المجتمع لا يكفي، إنما وضع الأسرة كلها في بوتقة تنصهر فيها الأثرة والأنانية، وهذا ما أكده لنا الله سبحانه وتعالى حين قال وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكمْ سَكَنًا (النحل، 80). إذن يمكن القول إن الأسرة هي الأس ومنها البناء. ولضمان سلامة هذا البناء، لابد أن تقوم على الأسس التالية:

الأساس الإيماني؛ إن العلاقة بين أفراد الأسرة ليست علاقة دنيوية مادية، فهي أسمى وأعلى من ذلك، إذ هي علاقة روحية كريمة، وصلة إيمانية قوية، إذا ترعرعت امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات، وهذا ما وعد به الرحمان: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (الرعد، 23).

الأساس العاطفي؛ إن العلاقة التي تسود بين أفراد الأسرة، ورابطة الحب التي تجمع بينهم، على جانب كبير من الأهمية في توفير الأجواء الأسرية المفعمـة بالمحبـة والطمأنينـة والأمـن، لهذا حرص الإسلام على بث روح المودة بين أفرادها وغرس جذور الصفاء بينهم.

الأساس الخلقي؛ أكد الشرع على ضرورة بناء صلة خلقية بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال مخاطبة كل واحد منها بما يجب عليه، وباحترامهم المبادئ الأخلاقية التي  تقوم على التراحم والتعاون والإيثار، والنبي ﷺ يخبرنا أن “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم” (2).

هذه بصفة عامة هي أسس بناء الأسرة في شموليتها والتي يجب على أفراد الأسرة السعي إلى اكتسابها، لهذا وجب عليهم الحرص على بناء العلاقات أولا، ولقد فصل ديننا الحنيف في شكل هذه العلاقات، وحدد مقوماتها كل على حدى، فنظم العلاقة الزوجية ووضع ركائزها، وأرسى العلاقة مع الأبناء وأقام أعمدتها.

ركائز العلاقة الزوجية

الله سبحانه خلق الذكر والأنثى من نفس واحدة، وفي هذا حكمة أن شطر هذه النفس لا يسكن إلا إلى الشطر المكمل لها راحة وألفة، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا (الأعراف، 189)، والزواج ميثاق غليظ بشهادة رب العزة، وتعظم من درجة مسؤولياته كلمة الميثاق. وللقيام بتبعات هذه الكلمة، يبنى الزواج على الركائزِ التالية:

العبادة؛ فالعلاقة الزوجية في الأصل هي علاقة إيمانية تتشابك فيها الأيدي سعيا لطاعة الله. المودة والرحمة بهما تنتظم الحياة الزوجية، فالمودّة هي التي توفر لكلا الزوجين قَدْراً كافياً من الحب، والرحمة هي التي يهون معها كل صعب.

الإحسان؛ صمام أمان الأسرة، إذا كرم الرجل زوجته، فيفيض عليها حنوا، وهي تكافئ الإحسان بالإحسان، وتشد عضُدَه وإن اقتضى الأمر تنازلها عن بعض حقوقها تكرما منها.

التكامل؛ مفتاح سعادة الأسرة واستقرارها، لهذا وجب العمل على الارتقاء بالعلاقات الزوجية إلى مستوى التدبير المشترك، القائم على مبدأ التشاور، وتقاسم المسؤوليات بينهما.

أما بالنسبة للعلاقة مع الأبناء، فالآباء يحملون رسالة وواجبا، رسالة جمع الناشئة على الله، وتأصيل الولاء له ولرسوله في نفوسها، وواجب مسك يد الطفل برفق وحب ومسؤولية، وواجب تدريب وتعليم اليافع وصقل قدراته، وواجب احتضان الشاب وتحرير إرادته… لذا فهم مطالبون بإحكام وظيفتهم، ولتحقيق هذا لابد من توافر مجموعة من العناصر، وأولها:

الاحتضان؛ وهو الطريق الأيسر إلى قلوب الأبناء،  لذا يجب  حسن رعايتهم وملاطفتهم، ومنحهم المزيد من الحب والحنان، وهذا ما قدمه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لأبنائه وبناته وحفدته.

التربية؛ وذلك حق الولد على الوالدين لصنع مستقبله، عنصراً صالحا في محيطه. لذا يجب الحرص على التربية المثَلَّثَة الأطراف: تربية الجسم بما يليق من غذاء وكساء، وتربية الروح بالحفاظ على سلامة الفطرة، وتربية العقل والمهارة ليكون المولود كاسبا عاملا لا عالة على الناس.

التأهيل؛ ومعناه الحرص على تنمية مؤهلات الطفل منذ الصغر، ونقصد بها مجموعة من المهارات النفسية والشخصية التي تساعد الأطفال على اتخاذ قرارات مدروسة بعناية، والتواصل بفعالية مع الآخرين.

وخلاصة القول؛ إن ضمان تثبيت هذه الدعامات رهين بمدى استيعاب الزوجين لأدوارهما، ومدى قدرتهما على تحمل مسؤولياتهما المشتركة في البناء.

البناء الأسري مسؤولية مشتركة

البناء الأسري إذن مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وهذا ما دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم “… وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ” (3)، هذه المسؤولية المشتركة مفادها التكامل الوظيفي بين الزوجين، الذي يستوجب تقسيم المهام وتوزيع الأدوار بينهما، والتي حددها الله في قوامة الرجل  حافظیة المرأة؛ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ به بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ وبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (النساء، 34).

أصل الاستقرار الأسري إذن ومثواه الزوج الصالح الناظر إلى مثال الخيرية في خطاب رسول الله: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي” (4)، ويحقق الزوج هذه الخيرية عبر القيام بوظيفته؛ القِوامة.

ويشير مصطلح القوامة إلى واحد من أهم المفاهيم التي تؤطر النظام الأسري وتحفظه من التفكك والانحلال. والقوامة لها قواعد وأصول وغرضها ضبط علاقة الزوجين والسمو بها من طبيعة العادة التي قد يقع فيها الحيف والظلم، إلى ممارسة شرعية منضبطة بضوابط الشرع. إذن فهي:

أمانة ومسؤولية؛ وهي أقرب إلى الإدارة منها إلى التحكم والسيطرة، وتكون بالتالي بمثابة صلاحيات مقابل مسؤوليات، حيث أوجب الله على الرجل القيام بشؤون الزوجة والأولاد.

قيادة ودراية؛ فالدرَجةُ التي جعلها الله للرجل ليقود السفِينة بحنكة ودراية ومداراة. المداراة تعني السياسة الكيسة، ومراعاة نفسية المرأة، وما جبلت عليه مما لا يتفق وأسلوب الرجل في الحياة وطريقته في تصنيف المعاش وأولوياته.

رعاية وعناية؛ فالقوامة هي وظيفة داخل كيان الأسرة لحماية هذه المؤسسة، وعلى الزوج القيام بأعباء هذه المهمة وما يصاحبها من عطف ورعاية وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجته وعياله.

أصل استقرار الأسرة كذلك ومِرْساتُه الزوج الصالحة الناظرة إلى مثال الكمال في خطاب رسول الله: “خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالِكَ” (5). في الحديث الشريف تتميز ملامح الحافظية ويظهر لفظها في نطاق الحياة الزوجية؛ استقرار البيت المسلم الذي ينظر فيه الزوج إلى زوجته فتسره، يعني ذلك أن يحبها ويسكن إليها، لا شرطها أن تكون فاتنة الجمال الجسدي فذلك يذبل ويبقى جمال الخلق وجمال الروح. إذن الحافظية هي:

– استقرار البيت ببناء علاقة ناجحة مع الزوج على أساس المودة والرحمة المتبادلين. تسعى المرأة إلى إدخال السرور على زوجها بسمو قلبها ورجاحة عقلها وجمال مظهرها، وطاعته، وطاعة الزوجة لزوجها تكون على شورى ورضى لا تشم منها رائحة المهانة. بل هي طاعة لله وشرف.

– استمرار الجنس البشري باعتبار المرأة محضن للأجنة، وحضن للتربية، ورعاية الطفل تحتم القيام بحفظه من كل ما يضره والقيام بلوازمه وشؤونه على أكمل وجه بما يحقق حاجات نموه.

– تدبير ضرورات معاش الأسرة وتوفير وسائل الراحة، حيث إن قيام المرأة بأعمال المنزل وترتيبه يوفر الراحة النفسية لزوجها ولأولادها، وقيامها بإدارة المال بالشكل الصحيح المعتدل يبعد الأسرة عن المشاكل المادّية.

وظيفة المرأة في بناء الأسرة

من خلال ما سبق، اتضح لنا الدور المهم الذي تلعبه المرأة في بناء الأسرة، هي بذلك تؤدي عملاً مركبًا بنيويا؛ فهي من خلال حفظ التوازن النفسي لأفراد الأسرة تقوم بتدعيم أساس البناء ليصير قادرًا على حمل أعباء أكثر، ومن خلال تربية النشء فهي تقوم بعملية الرفع لهذا البناء. وهذا يُظهر مدى محورية المرأة في بناء الأسرة، وصعوبته أيضًا، وهذا يتطلب منها استعدادًا خاصًّا، وهو ما يملي عليها أن تدرك احتياجات هذا الأمر والأخذ بأسباب تحقيقها. ومن هذه الأسباب:

– استكمال الإيمان بالتوبة إلى الله الشاملة، والمؤمنة التائبة والناشئة على الإيمان تضع أوامر الله عز وجل مواضعها في كل جوانب حياتها، تصطبغ حياتها بصبغة الله، وتنضبط بطاعة الله، تسارع في الخيرات، تسعى سعي الآخرة لا كدح الدنيا.

– استكمال التأهيل عن طريق إعداد علمي معرفي للمرأة من أجل بناء كيان الأسرة القوية الآمنة، وترسيخ أركانها علما وفهما، مما يساعدها على أداء وظائفها داخل أسرتها، وكذلك إعداد عملي لاكتساب المهارات اللازمة من أجل إتقان الحياة الأسرية.

– استكمال البناء باقتحام العقبات بالعمل الصالح المثمر الذي تزكيه نية التغيير، فيصدر من كل امرأة مساهمة فعالة منتجة تتقدم ولا تضعف. على المرأة السعي لاقتحام عقبات التقاليد، وعوائق العادات والأنانيات والذهنيات.

سبل التغيير وآلياته

تتحمل المرأة إذن أمانة عظيمة في الحفاظ على أركان الأسرة، ولكي تنجح فيها لابد من تآزر الجهود وتعاون الجميع لافتتاح العهد الجديد وتغيير الذهنيات المتجذرة. ولأن الأسرة هي الأم أولا، يجب أن تكون وضعية المرأة أولوية الأولويات في برنامج المؤسسات الحكومية والمنظمات الخيرية. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله: “معنى الحل الإسلامي أن يهيمن شرع الله بأحكامه، والإيمان بالله بكل شعبه، على كل حركات المجتمع وعلاقاته ونشاطاته، في القضاء… في إنصاف المرأة، في قوامة الرجل، في الأموال والاقتصاد، في الحياة اليومية، في علاقات المسلمين مع الصديق والعدو، في الأسرة والبيت…” (6).

ولتحقيق التغيير المنشود، لابد من المرور من السبل التالية:

– إنصاف المرأة من الظلم الشنيع الواقع عليها متراكما كل هذه القرون، سواء كان مصدر هذا الظلم مجتمعا جائرا، أو أباً قاسياً أو زوجاً مستبداً أو ولداً عاقاً.

– تحرير العقول من قيود الموروثات، باجتهاد يتناول الأمور في شمولها، ويستنبط الأحكام من أصولها، ويتتلمذ مباشرة للنموذج النبوي، وبفقه يستفيد من ذخائر أئمتنا دون أن يقف عندها وينحبس في أفقها.

– تحرير الإرادات، فعلى عاتق المرأة تقع مسؤولية فهم وتبنّي قضيتها، وإن أول خطوة في هذا المسار الطويل اقتحام عقبتها النفسية لتتحول الإرادة عندها إلى قوة فاعلة.

خاتمة

تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فهي الحاضنة للمعاني الأخلاقية والقيم النبيلة، وهي مدرسة تخريج الأجيال الملتزمة بقيم دينها، وعلى قدر تماسك الأسر وترابطها تقاس قوة المجتمعات وضعفها، لهذا يجب الانصراف التام لتقويم الفطرة. ومكان المرأة، أما وبنتا وأختا، هو مكان الصدارة. صلاحها في نفسها وتأثيرها في الوسط الاجتماعي ابتداء من بيتها هو صلاح الأمة. “فالقلب الرحيم لا شك، وحس المؤمنة المجبولة على تعهد الحياة وبناء الإنسان محمولا في البطن، وموجعا من أجله في الوضع، ومُرْضَعا مَحْنُوّاً عليه، ومفطوما مفصولا برقة، وصبيا يلعب في الحجر، وغلاما مشاكسا، ويافعا ثائرا، وزوجا بعد وأبا. كل ذلك يطلب من المعاناة والصبر واللين والحب والرفق ما تقدُره المرأة حق قدره، فتسمعه من الوحي، وتخزنه لنا ذاكرتها. فللمؤمنة في فقه التغيير وتفقيه الرجال بأسلوبه المرتبة الأولى” (7).


(1) عبد السلام ياسين، العدل، ص 304.

(2) رواه الترمذي.

(3) سنـن أبي داود.

(4) رواه الترمذي.

(5) رواه ابن جرير الطبري.

(6) مجلة الجماعة، العدد الثامن، ص 119.

(7) عبد السلام ياسين، تنوير المؤمنات، ج 1، ص 72.

Tagsالأسرةوظيفة المرأة
السابق

تساؤلات مقلقة ومؤرقة حول قرار الحظر الليلي ...

التالي

“إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • منطلقات

    من كتاب “تنوير المؤمنات” | قانون الغاب

    25 يوليو، 2021
    بقلم هيئة التحرير
  • أبناؤنا

    الأولاد زينة الحياة الدنيا

    14 يوليو، 2020
    بقلم فاطمة الزهراء بوزياني
  • أبناؤنا

    استئذان الوالدين لطلب العلم.. قصة الإمام الذهبي رحمه الله

    9 يونيو، 2020
    بقلم حبيبة حمداوي
  • أبناؤنا

    من كلام الإمام رحمه الله تعالى.. أثر الأب في بناء جيل التغيير

    23 يونيو، 2020
    بقلم المصطفى إيدوز
  • أبناؤنا

    من وصية الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله .. “برُّ آلْوَالِدَيْنِ”

    22 يونيو، 2020
    بقلم أمينة فخوري
  • الزواج

    ذ. محمد بارشي | “العلاقات الزوجية.. أسس ومقومات” (4) | حسن الخلق

    19 يناير، 2022
    بقلم هيئة التحرير

مواضيع قد تهمك

  • نساء صدقن

    الزهراء، الوجه الجميل لمراكش العصي على الطمس والابتذال

  • منطلقات

    رسول الله في المدينة صلى الله عليه وسلم

  • منطلقات

    الضلع الأعوج

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • كمال عماري.. شهيد شاهد على عصر الظلم والاستبداد والقهر

    بقلم أمال الوكيلي
    28 مايو، 2022
  • وصايا الصالحين (6) | خطبة لسيدنا علي رضي الله عنه

    بقلم هيئة التحرير
    28 مايو، 2022
  • محبته صلى الله عليه وسلم

    بقلم أمينة الجابري
    27 مايو، 2022
  • قضية الشهيد كمال عماري حية لن تموت

    بقلم حفيظة فرشاشي
    27 مايو، 2022
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • مفاهيم ومقاربات حول النساء والتنمية 1

    بقلم بشرى العماري
    5 فبراير، 2010

RSS الجماعة.نت

  • الطالب المختطف بالناظور يروي قصة تعذيبه من قبل عصابات القاعديين الكراس (+فيديو)
  • تواضُعُه صلى الله عليه وسلم
  • جمعية عائلة وأصدقاء الشهيد كمال عماري تعلن برنامج إحياء الذكرى 11 لاغتياله
  • جمعية عائلة وأصدقاء الشهيد عماري كمال تحيي الذكرى الحادية عشرة لقتله من قبل قوات الأمن (بلاغ)
  • طلبة العدل والإحسان: “عصابة اليسار القاعدي الكراس” يختطفون طالبا من ساحة الجامعة ويعذبونه (بيان)
  • المشروع التربوي عند الإمام عبد السلام ياسين وسؤال الوسائل
  • كيف نحيا بالقرآن؟
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020