فصل فِي حكم زيارة قبره ﷺ وفضيلة من زاره وسلم عَلَيْه وكيف يسلم ويدعو له

وزيارة قَبْرِه ﷺ سُنَّة من سُنَن الْمُسْلمين مُجْمَع عليها، وفضيلة مُرَغَّب فِيهَا.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرزاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا؛ أنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي” (1).
وَعَن أَنَس بن مَالِك قَال: قال رسول الله ﷺ: “مَنْ زَارَنِي فِي الْمَدِينَةِ مُحْتَسِبًا كَانَ فِي جِوَارِي، وَكُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
وَفِي حَدِيث آخَر: “مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي” (2).
وَكَرِه مَالِكٌ أَن يقال: زُرْنَا قَبْر النَّبِيّ ﷺ.
وَقَد اخْتُلِف فِي مَعْنَى ذَلِك؛ فَقِيل: كَرَاهِيَة الاسْم؛ لما وَرَد من قَوْلِه ﷺ : “لعن الله زَوّارات القبور” (3).
وهذا يرده قوله ﷺ: “نهيتمُ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا” (4).
وَقَوْلُه: “مَنْ زَارَ قَبْرِي”؛ فَقَدْ أَطْلَقَ اسْمَ الزِّيَارَةِ.
وَقِيلَ: لِأَنَّ ذَلِكَ لما قِيلَ إِنَّ الزَّائِرَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَزُورِ.
وَهَذَا أَيْضًا ليس بشيء؛ إِذْ لَيْسَ كُلُّ زَائِرٍ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَلَيْسَ هَذَا عُمُومًا، وَقَد وَرَد فِي حَدِيث أَهْل الْجَنَّةِ: زيارتهم لربهم؛ وَلَم يُمْنَع هَذَا اللَّفْظ فِي حَقّه تَعَالَى.
وَقَال أَبُو عِمْرَان رَحِمَه اللَّه: إنَّمَا كَرِه مَالِك أَن يقال: طَواف الزّيَارَة؛ وَزُرْنَا قَبْر النَّبِيّ ﷺ، لاسْتِعْمَال النَّاس ذَلِك بَيْنَهُم بَعْضِهم لِبَعْض، وكَرِه تَسْويَة النَّبِيّ ﷺ مَع النَّاس بَهَذَا اللَّفْظ، وَأحَبّ أن يُخَصّ بِأَن يقال: سَلَّمْنَا عَلَى النَّبِيّ ﷺ.
وَأيْضًا فَإِنّ الزّيَارَة مُبَاحَة بَيْن النَّاس، وَوَاجِب شَدُّ الرحال إِلَى قَبْرِه ﷺ؛ يُرِيد بالْوُجُوب هنا وُجُوب نَدْب وَتَرَغِيب وَتَأْكِيد، لَا وُجُوب فَرْض.
وَالْأَوْلَى عندي أَنّ مَنْعَه وَكَرَاهَة مَالِك لَه لإضَافَتِه إِلَى قَبْر النَّبِيّ ﷺ؛ وَأنَّه لَو قَال: زُرْنَا النبي لَم يَكْرَهْه؛ لِقَوْلِه ﷺ: “اللَّهُمَّ لَا تجعل قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ بَعْدِي، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”.
فَحَمَى إضَافَة هَذَا اللّفْظ إِلَى القَبْر، وَالتَّشَبُّه بِفِعْل أولئِك؛ قَطْعًا لِلذّرِيعَة وَحَسْمًا لِلْبَاب. والله أَعْلَم.
قَال إِسْحَاق بن إبْرَاهِيم الْفَقِيه: ومما لَم يَزَل من شَأْن من حَجّ المُرُورُ بالمَدِينَة، وَالْقَصْدُ إِلَى الصَّلَاة فِي مسجد رَسُول اللَّه ﷺ، وَالتَّبَرُّك بِرُؤْيَة رَوْضَتِه وَمنْبَرِه وَقَبْرِه، وَمَجْلِسِه، وَمَلامِس يَدَيْه، وَمَوَاطِئ قَدَمَيْه، وَالعَمُود الذي كان يستند إليْه، وَيَنْزِل جِبْرِيل بِالْوَحْي فِيه عَلَيْه، وَبِمَن عمره وقصده مِن الصَّحَابَة وأئِمَّة المُسْلِمين، والاعْتِبَار بِذَلِك كُلّه.
وقال ابن أَبِي فُديْك: سَمِعْت بَعْض من أَدْرَكْتُ يَقُول: بَلَغَنَا أنَّه من وَقَف عِنْد قبر النَّبِيّ ﷺ فَتَلَا هَذِه الآيَة: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ (5) ثُمَّ قَال: صَلَّى اللَّه عَلَيْك يَا مُحَمَّد – من يَقُولُهَا سَبْعِين مَرَّة نادَاه مَلَك: صَلَّى اللَّه عَلَيْك يَا فُلان، وَلَم تَسْقُط لَه حَاجة.
وَعَن يَزِيد بن أَبِي سَعِيد المَهْرِيّ: قَدِمْت عَلَى عُمَر بن عَبْد الْعَزِيز، فَلَمّا وَدَّعْتُه قَال لِي: إِلَيْك حاجةٌ؛ إذَا أتَيْت الْمَدِينَة سَتَرَى قَبْر النَّبِيّ ﷺ، فَأَقْرِه منّي السَّلَام.
وقَال غَيْرُه: وَكَان يُبْرِد إلَيْه البَرِيدَ (6) مِن الشَّام.
قَال بَعْضُهُم: رَأَيْت أَنَس بن مَالِك أتى قَبْر النَّبِيّ ﷺ، فَوَقَف فَرَفَع يَدَيْه حَتَّى ظَنَنْت أنَّه افْتتح الصَّلَاة، فَسَلَّم عَلَى النَّبِيّ ﷺ؛ ثُمّ انْصَرَف.
وَقَال مَالِك فِي رِوَايَة ابن وَهْب: إذَا سَلَّم عَلَى النَّبِيّ ﷺ، وَدَعَا، يقف ووجهُه إِلَى القَبْر الشريف لَا إِلَى القِبْلَ،ة وَيَدْنُو، وَيُسَلّم، وَلَا يَمَسّ القَبْر بِيَدِه.
وَقَال في المَبْسُوط: لَا أرَى أَن يَقِف عِنْد قبر النَّبِيّ ﷺ يَدْعُو، وَلكِن يُسَلّم ويَمْضِي.
قَال ابن أَبِي مُلَيْكَة: من أحَبّ أن يقوم وِجاهَ النَّبِيّ ﷺ فَلْيَجْعَل القندِيل الَّذِي فِي القِبْلَة عِنْد القَبْر عَلَى رَأْسِه.
وَقَال نافِع: كَان ابن عُمَر يُسَلّم عَلَى القَبْر، رَأيْتُه مِائَة مرة وأكثر يجيء إِلَى القَبْر فَيَقُول: السَّلَام عَلَى النَّبِيّ ﷺ، السَّلَام عَلَى أَبِي بَكْر، السَّلَام عَلَى أَبِي، ثُمّ ينصرف (7).
ورُئي ابن عُمَر وَاضِعًا يَدَه عَلَى مَقْعَد النَّبِيّ ﷺ من المنبر، ثم وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِه.
وَعَن ابن قُسَيْط وَالْعُتْبِيّ: كَان أصْحَاب النبي ﷺ إذَا خلَا الْمَسْجِد جَسُّوا رُمَّانَة الْمِنْبَر التي تَلِي القَبْر بِمَيَامِنِهِم، ثُمّ اسْتَقْبَلُوا القِبْلَة يَدْعُون.
وَفِي المُوَطّأ من رِوَايَة يحيى بن يَحْيَى اللَّيْثِيّ: أنَّه كَان يَقِف عَلَى قَبْر النَّبِيّ ﷺ فَيُصَلّي عَلَى النبي، وَعَلَى أَبِي بَكْر، وعمر.
وعند ابن الْقَاسِم والقَعْنَبِيّ: وَيَدْعُو لأبي بَكْر، وَعُمَر.
قَال مَالِك فِي رِوَايَة ابن وَهْب: يَقُول المُسَلّم: السَّلَام عَلَيْك أيُّهَا النَّبِيّ ورحمة اللَّه وَبَرَكَاتُه.
قَال فِي المَبْسُوط: وَيُسَلّم عَلَى أَبِي بَكْر، وعمر.
قَال الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيد البَاجِيّ: وَعِنْدِي أنَّه يَدْعُو للنَّبِيّ ﷺ بِلَفْظ الصَّلَاة، وَلأبِي بَكْر، وعمر، كَمَا فِي حَدِيث ابن عُمَر من الْخِلَاف.
وَقَال ابن حَبِيب: وَيَقُول إذَا دَخَل مَسْجِد الرَّسُول: باسْم اللَّه، وَسَلام عَلَى رَسُول اللَّه، السَّلَام عَلَيْنَا من رَبّنَا، وصلى اللَّه وملائكة عَلَى مُحَمَّد. اللَّهُمّ اغْفِر لِي ذُنُوبي، وَافْتَح لِي أبْوَاب رَحْمَتِك وَجَنّتِك، وَاحْفَظْنِي مِن الشَّيْطَان الرَّجِيم. ثُمّ اقْصِد إِلَى الرَّوْضَة؛ وَهِي مَا بَيْن القَبْر وَالْمِنْبَر فَارْكَع فِيهَا رَكْعَتَيْن قَبْل وُقُوفِك بالْقَبْر تحمد الله فيهما وَتَسْألُه تَمَام مَا خرجتَ إليْه وَالعَوْن عَلَيْه.
وإن كانت ركعتاك فِي غَيْر الرَّوْضَة أجزأتاك، وَفِي الرَّوْضَة أَفْضَلُ.
وَقَد قَال ﷺ: “مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ ترع الجنة”.
ثم تَقِفْ بِالْقَبْرِ مُتَوَاضِعًا مُتَوَقِّرًا، فَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَتُثْنِي بِمَا يَحْضُرُكَ، وَتُسَلِّم عَلَى أَبِي بَكْر وعمر، وَتَدْعُو لهما.
وأكثِر من الصلاة في مسجد النبي ﷺ بالليل والنهار، ولا تدع أن تأتي مسجد قُباء وَقُبُور الشُّهَدَاء.
قَال مَالِك فِي كِتَاب مُحَمَّد: وَيُسَلّم عَلَى النَّبِيّ ﷺ إذَا دَخَل وَخَرج – يَعْنِي فِي الْمَدِينَة – وَفِيمَا بَيْن ذَلِك.
وقَال مُحَمَّد: وَإذَا خَرَج جَعَل آخِرَ عَهْدِه الوُقُوف بِالْقَبْر، وَكَذَلِك من خَرَج مُسَافِرًا.
وَرَوَى ابنُ وَهْب عَن فاطِمة بِنْت النَّبِيّ ﷺ أَنّ النَّبِيّ ﷺ قَال: “إذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِد فَصَلّ عَلَى النَّبِيّ ﷺ، وقل: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لِي أبْوَاب رَحْمَتِك. وإذا خَرَجَت فَصَلّ عَلَى النَّبِيّ ﷺ وقل: اللهم اغْفِر لِي ذُنُوبِي، وَافْتَح لِي أبْوَاب فَضْلِك”.
وَفِي رِوَايَة أخرى: فَلْيُسَلّم مَكان: فَلْيُصَلّ فِيه، وَيَقُول إذَا خَرَج: اللَّهُمَّ إِنَّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ.
وَفِي أُخْرَى: “اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” (8).
وَعَنْ مُحَمَّد بن سِيرين: كَان النَّاس يَقُولُون إذا دَخَلُوا الْمَسْجِد: صَلَّى اللَّه وملائِكتُه عَلَى مُحَمَّد. السَّلَام عَلَيْك أيُّهَا النَّبِيّ ورحمة اللَّه وبركاتُه، بِاسم اللَّه دَخَلْنَا وبِاسم اللَّه خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّه تَوَكَّلْنَا.
وكانوا يقولون إذَا خَرَجُوا مِثْل ذَلِك.
وَعَن فاطمة أيْضًا: كَان النَّبِيّ ﷺ إذَا دَخَل الْمَسْجِد قَال: “صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وسلم” (9). ثُمّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيث فاطمة قَبْل هَذَا.
وَفِي رِوَايَة: حَمِد اللَّه وَسَمَّى، وَصَلَّى عَلَى النبي ﷺ، وَذَكَر مِثْلَه.
وَفِي رِوَايَة: “باسم اللَّه، والسلام عَلَى رَسُول الله” (10).
وَعَن غَيْرِهَا: كان رسول الله ﷺ إذَا دَخَل الْمَسْجِد قَال: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَيَسِّرْ لِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ”.
وَعَن أَبِي هُرَيْرَة: “إذَا دَخَل أحَدُكُم الْمَسْجِد فَلْيُصَلّ عَلَى النَّبِيّ ﷺ، وَلْيَقُل: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي”.
وَقَال مَالِك فِي “الْمَبْسُوط”: وَلَيْس يَلْزَم من دَخَل الْمَسْجِد وَخَرَج مِنْه من أَهْل الْمَدِينَة الْوُقُوفُ بِالْقَبْر، وَإِنَّمَا ذَلِك لِلْغُرَبَاء.
وَقَال فِيه أيْضًا: لَا بَأس لمن قَدِم من سَفَر أَو خَرَج إِلَى سفر أَن يَقِف عَلَى قَبْر النَّبِيّ ﷺ، فَيُصَلي عَلَيْه وَيَدْعُو لَه وَلِأَبِي بَكْر وعمر.
فَقِيل لَه إنّ نَاسًا من أَهْل الْمَدِينَة لَا يَقْدُمُون من سَفَر وَلَا يُريدُونَه، يَفْعَلُون ذَلِك فِي الْيَوْم مَرَّة أَو أكْثَر، ورُبَّمَا وَقَفُوا فِي الْجُمُعَة أَو فِي الأيام الْمَرَّة أَو الْمَرَّتَيْن أَو أكْثَر عِنْد الْقَبْر فيسلمون ويدعون سَاعة.
فَقَال: لَم يَبْلُغْنِي هَذَا عَن أَحَد من أَهْل الْفِقْه بِبَلَدِنَا، وَتَرْكُه وَاسِع، وَلَا يُصْلِح آخِر هَذِه الْأُمَّة إلَّا مَا أصْلَح أوَّلَهَا، وَلَم يَبْلُغْنِي عَن أَوَّل هَذِه الْأُمَّة وَصَدْرِهَا أنهم كَانُوا يَفْعلُون ذَلِك، ويُكْرَه إلَّا لِمَن جَاء من سَفَر أَو أرادَه.
قَال ابن الْقَاسِم: وَرَأَيْت أَهْل الْمَدِينَة إذَا خَرَجُوا مِنْهَا أَو دَخَلُوهَا أتَوا الْقَبْر فَسَلَّمُوا، قَال: وَذَلِك رَأْيي.
قَال الباجيّ: فَفَرْق بَيْن أَهْل الْمَدِينَة وَالْغُرَبَاء؛ لِأَنّ الْغُرَبَاء قَصَدُوا لِذَلِك، وَأَهْل الْمَدِينَة مُقِيمُون بِهَا لَم يَقْصِدُوها من أجْل الْقَبْر وَالتّسْلِيم.
وَقَال ﷺ: “اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مَسَاجِدَ” (11).
وَقَال: “لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا”.
وَمِن كِتَاب أَحْمَد بن سَعِيد الهندي فِيمن وَقَف بِالقبر: لَا يَلْصَق بِه، وَلَا يَمَسُّه، وَلَا يَقِف عِنْدَه طَوِيلًا.
وَفِي الْعُتْبِيَّة: يَبْدَأ بالرُّكوع قَبْل السَّلَام فِي مسجد النَّبِيّ ﷺ، وَأحَبّ مَوَاضِع التّنَفُّل فِيه مُصَلَّى النَّبِيّ حَيْث الْعَمُود الْمُخَلَّق.
وَأَمَّا فِي الْفَرِيضَة فَالتَّقَدُّم إِلَى الصُّفُوف والتنفُّلُ فِيه لِلْغُربَاء أحَبُّ إلي من التنفل فِي البيوت.
من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ ، للقاضي عياض، ج2، ص 71-76. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.
(1) المقاصد (1125). الشذرة (960). الغماز على اللماز (276).
(2) الشذرة (960). الدارقطني (2/278). سنن البيهقي الكبرى (5/246).
(3) الترمذي (1056) عن أبي هريرة. تحفة الأشراف (14980).
(4) مسلم (977/106، 106م)، عن بريدة بن الحصيب. تحفة الأشراف (1932، 1989، 2001).
(5) سورة الأحزاب/33، الآية 56.
(6) قوله: (يبرد البريد): البريد أي الرسول المستعجل.
(7) البيهقي في سننه الكبرى (5/245).
(8) ابن ماجة عن أبي هريرة (773).
(9) مسند أحمد (6/283 – رقم 26462) عن فاطمة.
(10) الترمذي (314) عن فاطمة. وفي سنده انقطاع. تحفة الأشراف (18041).
(11) موطأ مالك (ص 173) عن عطاء بن يسار مرسلا. وانظر: التمهيد لابن عبد البر (5/ 41 – 43).