دة. نسليهان: الإمام عبد السلام ياسين فهم حاجة البشرية ووضع منهاجا تغييريا قابلا للتطبيق

أجرى موقع mouminate.net حوارا مع الدكتورة نسليهان إر، أستاذة العلوم الإسلامية بجامعة يالوفا في جمهورية تركيا، التي شاركت بمداخلة تحت عنوان: “المسؤوليات تجاه الدولة المثالية والإنسان في الفكر الإسلامي المعاصر، الإمام عبد السلام ياسين نموذجا” في المؤتمر الدولي الثالث الذي نظمته مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات، بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل الإمام رحمه الله، يومي السبت والأحد 4 – 5 جمادى الأولى 1442هـ/ 19 – 20 دجنبر 2020م، في موضوع “البعد الإنساني في الفكر الإسلامي المعاصر: الإمام عبد السلام ياسين نموذجا”.
ارتسامات الباحثة الأكاديمية حول المؤتمر، وحول فكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وأيضا الفكرة الأساس التي دارت حولها مداخلتها، كل هذا تجدونه في نص الحوار الآتي:
مرحبا بك دكتورة نسليهان، شكرا جزيلا لحسن استجابتك لدعوتنا. نود بداية أن نتعرف على ارتساماتك حول المؤتمر .
الشكر للقائمين على المؤتمر وعلى الموقع أيضا لهذه الاستضافة الكريمة.
تنظيم مؤتمر علمي أكاديمي يحيي معاني الأخوة والإنسانية في فترة مثل التي نعيش، موسومة بتفشي خطاب الكراهية والظلم والاستعلاء.. أمر يستحق فائق التقدير. وأستطيع القول إن المؤتمر لاقى نجاحا كبيرا لا من حيث اختيار الموضوع ولا من حيث التنظيم.
كان من المُسعد، والمثير لي أيضا، أن أشارك في ذكرى شخص عظيم، وفي ضوء أفكاره، مع ثلة من الباحثين من مناطق مختلفة من العالم، بلغات مختلفة، ولكن لنفس الغرض.
ما هي، دكتورة، أهم الأفكار التي خرجت بها في بحثك الذي شاركت به في المؤتمر؟
أهم فكرة بنيت عليها بحثي الذي شاركت به في المؤتمر والموسوم بـ”المسؤوليات تجاه الدولة المثالية والإنسان في الفكر الإسلامي المعاصر، الإمام عبد السلام ياسين نموذجا”، والتي استقيتها من فكر الإمام عبد السلام ياسين، هي قدرته رحمه الله تعالى على معرفة ما تحتاجه البشرية من أجل تحقيق خلاصهم فرادى وجماعة؛ وعي عال بحال الأمة بدءا من أعالي التاريخ وانتهاء بما تعيشه الأمة اليوم، وتدرج في الدعوة إلى تغيير مخلفات هذا التاريخ بغية الوصول إلى الدولة المثالية، ثم التأكيد على ضرورة التربية وحاجة الإنسانية إليها إعدادا لجيل من المسلمين يقع على عاتقهم تحرير العالم الإسلامي والانتصار لمعاني الإنسانية.
لسوء الحظ، نرى في كل ركن من أركان العالم أنه بسبب جشع أشخاص يعاني آخرون، صحيح أن هناك جهود مختلفة لإيجاد حل، لكن هذه الحلول تتسم في مجملها إما بضعف في الأساس، أو ميل إلى العنف، أو الاندفاع، أو نقص في الإخلاص.
في نظرية الإمام عبد السلام ياسين كان الحل سليمًا، ومدروسًا بعناية، وشاملا، ومتزنا، فهو لم يتسرع في وضعه بل خطه على مهل حتى يصل به درجة الكمال. والأهم من ذلك، اتخاذه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤسس الدولة الإسلامية الأولى على هدي شرع الله تعالى المسطر في القرآن الكريم، موضع المثال.
وأثناء إنشاء خريطة التغيير أخذ الإمام عبد السلام ياسين في الاعتبار أيضًا الأنظمة العلمانية القائمة.
لقد اهتم بشكل خاص بأهل الدعوة الموصولين بحبل رسول الله، وبيّن طريق وعي العارفين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، القادرين على التوجيه حسب ما يقتضيه زمانهم.
كيف وجدت فكر الأستاذ عبد السلام ياسين بعد تعاملك القريب مع كتاباته اطلاعا وبحثا؟ ما الذي يتميز به في رأيك؟
بعد التفاعل الوثيق مع كتاباته من حيث القراءة والبحث، توصلت إلى استنتاج مفاده أن فكر الإمام عبد السلام ياسين يغطي عصوراً تاريخية، وهو منهج قابل للتحديث دائماً، ويحتوي على حلول معقولة من حيث التطبيق.
توصياته مفهومة وقابلة للتطبيق بالكامل. حتى بالنسبة لشخص وافد على الدين والإيمان، يمكنه فهم وتطبيق توجيهاته بشكل مريح.
تقرأ من خلال ما سطر من كتب الجهد المبذول لرسم خريطة التحرير، ليس لهدف أرضي إنما تحفزه محبة الله ورسوله ومحبة ورحمة الخلق أجمعين طلبا لرضا الله تعالى.
إن تعبيراته قابلة أن تصل وتلمس الجميع أينما كانوا في العالم، فهي مبنية على أساس الأخوة الإسلامية – التي تحتوي كل خلق الله تعالى – ووعي الأمة بمصيرها في الدنيا والآخرة.