فصل فِي تخصيصه ﷺ بتبليغ صَلَاة من صَلَّى عَلَيْه أَو سلم مِن الأنامِ

حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا أبو عمر الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاسَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ) (1)
وَذَكَر أَبُو بَكْر بن أَبِي شَيْبَة، عَن أَبِي هُرَيْرَة قَال: قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ؛ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا بُلِّغْتُهُ) (2).
وَعَنِ ابن مَسْعُود: (إنّ الله مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأرض يبلغوني عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) (3).
وَنَحْوَه عَن أَبِي هُرَيْرَة.
وَعَن ابن عُمَر: أكْثِرُوا مِنَ السَّلَامِ عَلَى نَبِيِّكُمْ كُلَّ جُمُعَةٍ؛ فَإِنَّهُ يُؤْتَى بِهِ مِنْكُمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ.
وَفِي رِوَايَة: فَإِنَّ أَحَدًا لَا يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ صَلَاتُهُ عَلَيَّ حِينَ يَفْرُغُ مِنْهَا.
وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي) (4).
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَّا بُلِّغَهُ (5).
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُرِضَ عَلَيْهِ اسْمُهُ.
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ فإن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال: (لَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ كُنْتُمْ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ).
وَفِي حَدِيث أوْس: (أكْثِروا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ) (6).
وَعَنْ سُلَيْمَان بن سُحَيْم: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ هَؤْلَاءِ الَّذِينَ يَأتُونَكَ فَيُسَلَّمُونَ عَلَيْكَ، أَتَفْقَهُ سَلامَهُمْ؟ قَالَ: (نَعَمْ، وَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ).
وَعَن ابن شِهَاب: بَلَغَنَا أَنّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال: (أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ، وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ؛ فَإِنَّهُمَا يُؤَدِّيَانِ عَنْكُمْ، وَإِنَّ الأرض لا تأكل أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا حَمَلَهَا مَلَكٌ حَتَّى يُؤَدِّيهَا إِلَيَّ وَيُسَمِّيهِ حَتَّى إِنَّه لَيَقُولُ: إِنَّ فُلانًا يَقُولُ كَذَا وَكَذَا) (7).
من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ج2، ص 66-67. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.
(1) أبو داود (2041)، تحفة الأشراف (14839)، شعب الإيمان، الشذرة في الأحاديث المشهورة (843)، النكت (273).
(2) شعب الإيمان (1583)، النكت البديعات (273).
(3) النسائي (1281)، تحفة الأشراف (9203)، مسند أحمد (1/387).
(4) المعجم الكبير للطبراني (3/82 رقم 2729)، الشذرة (542)، مجمع الزوائد (10/162).
(5) شعب الإيمان (1584).
(6) أبو داود (1047)، النسائي (1373 = 1666 في الكبرى)، تحفة الأشراف (1736).
(7) المقاصد الحسنة (148)، الشذرة (133)، أسنى المطالب (247).