فصل فِي ذَمِّ مّنْ لَم يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ ﷺ وإثمه

حَدَّثَنَا الْقَاضِي الشَّهِيدُ أَبُو عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، حَدَّثَنَا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسن الصَّيْرَفِيُّ؛ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا السِّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بن إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فلم يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دخل رمضانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرُ فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ) (1).
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: أَوْ أَحَدُهُمَا.
وَفِي حَدِيثٍ آخَر: أَنّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم صعِد الْمِنْبَر فَقَال: آمِين، ثُمَّ صَعِدَ، فَقَالَ: آمِين، ثُمَّ صَعِدَ، فَقَالَ: آمِين، فَسَأَلَهُ مُعَاذٌ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: “إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ مَنْ سُمِّيتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فدخل النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ؛ فَقُلْتُ آمِينَ” (2).
وَقَالَ فِيمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ فَمَاتَ مِثْلَ ذَلِكَ.
وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا فَمَاتَ مِثْلَهُ.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (الْبَخِيلُ من ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فلم يُصَلِّ عَلَيَّ) (3).
وَعَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّد، عَن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّم: (مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عليَّ أُخطِئَ بِهِ طَرِيقُ الْجَنَّةِ) (4).
وَعَن عَلِيّ بن أَبِي طَالِب، أَنّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال: (إِنَّ الْبَخِيلَ كُلَّ الْبَخِيلِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ).
وَعَن أَبِي هريرة، قَال أَبُو الْقَاسِم صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم: (أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا قَبْلَ أَنْ يَذْكُرُوا اللَّهَ وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ) (5).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (من نَسِي الصَّلَاةَ عَلَيَّ نَسِيَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ) (6).
وَعَن قَتَادَة، عَنْه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم: (مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ أُذْكَرَ عِنْدَ الرَّجُلِ فَلَا يُصَلّي عَلَيَّ).
وَعَن جَابِر، عَنْه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَلَى غَيْرِ صَلاةٍ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم إِلَّا تَفَرَّقُوا عَلَى أَنْتَنِ مِنْ رِيحِ الْجِيفَةِ).
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لَا يَجْلِسُ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الثَّوَابِ) (7).
وَحَكى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذيّ، عَن بَعْض أَهْل الْعِلْم؛ قَال: إذَا صَلَّى الرَّجُل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم مَرَّة فِي المَجْلِس أجْزَأ عَنْه مَا كَان فِي ذَلِك المَجْلِس.
من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ج2، ص 64-66. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.
(1) الترمذي (3545)، تحفة الأشراف (12977).
(2) انظر مجمع الزوائد (10/164 – 165) فقد ذكره عن عدة من الصحابة.
– مسند البزار (3167 – كشف).
– مختصر الزوائد البزار (2152).
(3) الترمذي (3546)، تحفة الأشراف (10072)، شعب الإيمان (1566).
(4) شعب الإيمان (1573).
(5) الترمذي (3380)،تحفة الأشراف (13506).
(6) شعب الإيمان (1574).
(7) شعب الإيمان (1571).