روح بلى ولحظة الميلاد المتجددة

عندما تسري دواوين الذكر في شعاب القلب يتحقق الوصل بالله سبحانه ويستعيد القلب لحظة ميلاده الأولى وهو بين قلوب العالمين، لحظةٌ علا فيها نداء الخالق: ”ألست بربكم قالوا بلى…“. فكلما حَلَّ الذكر وُلِدَ القلب ثم وَمَضَت فيه روح ”بلى“، فاتسع ملء الزمان والمكان الذي ولد فيه إلى الآن.
ثمة علاقة بين عالم الذكر وعالم القلب؛ علاقة ميثاق دُوِّنَ في الحضرة الإلهية، ومنذ ذلك العهد وفي القلب جوعة وفقر لا يسدها شيء إلا ذكر الله! منذ ذلك العهد ولا طمأنينة يرجوها القلب إلا ويجدها في ذكر الله! منذ ذلك العهد وجمود القلب لا تذيبه إلا شمس ذكر الله!
ميلاد القلب معناه أن يسترد القلب لحظة سماع الميثاق حتى تسري فيه روح ”بلى“ فيرفعه هذا الجواب الجماعي ليعيده إلى الحضرة الإلهية، لا لينتشي بحلاوة الحال، وإنما ليستمد منها ما يقيم حياته على أحسن حال. أولم تسمع قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.
سيد الذاكرين عاش وقلبه معلق بالله ويده في الطين! ومعنى ذلك أنه كان صلى الله عليه وسلم دائم الذكر لربه بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل، لم يحجبه سعي الدنيا عن الله، بل كان مطيةً لذكر الله، والتقرب إليه بإخلاص النية في صالح الأعمال.
تَذَكَّر دائما أيها القلب أن على حوافي ”بلى“ يتجدد النداء الرباني وتتجدد معه الاستجابة القلبية. فمتى ستستفيق من غفلتك؟ ومتى ستحضر من غيبتك؟ فَكَمْ اشتاقت أقلام الملائكة لتكتب اسمك في اللوح المحفوظ مع الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، وأنت تصغي بأذن قلبك إلى صرير أقلامها ولسانك يردد دونما فتور ”لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله…“ حتى تنمحي كل صور الدنيا من قلبك ويغدو مشعا بنور الله…!
روح بلى ولحظة الميلاد المتجددةروح بلى ولحظة الميلاد المتجددة تصغي بأذن قلبك إلى صرير أقلامها ولسانك يردد دونما فتور ”لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله…“ حتى تنمحي كل صور الدنيا من قلبك ويغدو مشعا بنور الله…!
Geplaatst door قناة الشاهد – Chahed.Tv op Maandag 28 september 2020