ذة. جرعود: موجة التطبيع الرسمية تسقط آخر الأقنعة

تفاعلا مع ما تعرفه القضية الفلسطينية من خذلان عربي رسمي، بعد هرولة كل من الإمارات والبحرين للإذعان للإرادة الصهيونية وإعلان التطبيع الرسمي تحت مسمى “السلام”، وكذا موقف جامعة الدول العربية الأخير القاضي برفض دول عربية (دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب والسودان) مشروعا قدم لها من طرف دولة فلسطين ضد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، تعرف وسائل التواصل الاجتماعي، ملاذ الشعوب للتعبير عن رأيها، نشاطا تضامنيا كبيرا مع الشعب الفلسطيني في الاعتراف والدفاع عن حقوقه، وكذا رفض أي تطبيع من شأنه أن يجور على هذه الحقوق ويقضي على القضية، متبرئين من قرارات حكامهم الرسمية التي يعتبرها جل المدونين خنوعا وعارا ومقايضة للقضية بالعروش والقروش..
ولم تحد الأستاذة أمان جرعود، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان ومسؤولة القطاع النسائي بها، عن هذا التفاعل، حيث ذكّرت في تدوينة نشرتها أمس الثلاثاء 15 شتنبر الجاري على حسابها في فيسبوك تحت عنوان “كلنا مع السلام… كلنا ضد التطبيع” ببعض العبارات التي “رددها الموقعون اليوم على اتفاق العار، وقاسمها المشترك السلام”؛
– جهود الرئيس ترمب الحثيثة هي التي جعلت من السلام واقعا..
– اليوم نمد يد سلام ونستقبل يد سلام…
– اتفاق اليوم يعتبر خطوة مهمة أولى والآن يقع على عاتقنا العمل بنشاط لإنجاز السلام…
– هناك دول أخرى سوف تلحق بالركب وتوقع اتفاقات سلام معنا…
– رئيس وزراء “إسرائيل” اختار السلام ونحن نشكره على ذلك…
عبارات اعتبرتها امتدادا لما سبقها بسنين “سلام الشجعان” و”الأرض مقابل السلام”، فكان من نتائجها أن “لا الأرض عادت لأصحابها ولا “الشجعان” ظلوا شجعانا”، تقول جرعود، وتضيف: “واستمرت قصة السلام، لنصل إلى مرحلة “التطبيع مقابل السلام”، ولا ندري أين ستنتهي حلقات هذا المسلسل البئيس؟؟؟”.
واسترسلت جرعود مؤاخذة أصحاب هذه المقولات والمعاهدات على تنازلهم عما لا يملكون، فقالت: “ويبدو أننا وسط الزحام نسينا أن من لهم الحق في الحديث عن السلام هم أولئك الذين تغتصب أرضهم، وتهدم بيوتهم، ويغتال شبابهم، هم أولئك الذين تداس مقدساتهم ويسجن رجالهم… هم وحدهم من يحق لهم الحديث عن السلام ولا أحد غيرهم”.
وزادت مجلية حقيقة ما يحدث في قضية كشفت بجلاء علاقة رؤساء الدول العربية مع شعوبها من جهة ومع الاحتلال الصهيوني ومن يدعمه عالميا من جهة ثانية؛ “يبدو أننا وسط الزحام نسينا أن السلام تصنعه أطراف ولا يمليه طرف، وأن السلام لا يقوم على المظالم بل يستنبت على أرض الحق والعدل وإلا صار استسلاما لا سلاما”.
لتخلص إلى القول: “إن ما حدث وما سيحدث لا يعني إسدال الستار على آخر جبهات الممانعة، إنه فقط سقوط لآخر الأقنعة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة… وعاشت القضية ولا عاش من خانها”.