مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • فن الطعام بين درك الشهوات وطلب الآخرة والعبادات

      16 أغسطس، 2022
      0
    • في رحاب دعاء الرابطة

      15 أغسطس، 2022
      0
    • ذكر الله دواء الأنفس السقيمة

      12 أغسطس، 2022
      0
    • بوح القلم.. كأنك تراه

      11 أغسطس، 2022
      0
    • السياحة بين العادة والعبادة

      10 أغسطس، 2022
      0
    • الهجرة في القـرآن

      9 أغسطس، 2022
      0
    • الفضيلة العظيمة والحرمة القديمة

      8 أغسطس، 2022
      0
    • عاشوراء: احتفاء الحبيب بالكليم

      7 أغسطس، 2022
      0
    • كلمة ذ. محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان في ختم الرباط ...

      6 أغسطس، 2022
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • عاشوراء ذكرى سراء أم ضراء؟

      8 أغسطس، 2022
      0
    • المعرفة التاريخية في نظرية المنهاج النبوي للإمام عبد السلام ياسين

      14 يوليو، 2022
      0
    • ذ. عبادي: نجاح الدعوة مرهون بالحب في الله وبالاتباع الكامل لمنهاج رسول ...

      14 يونيو، 2022
      0
    • العلاقة بين الحاكم والأمة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      13 يونيو، 2022
      0
    • الخصال العشر (6): العمل

      13 يونيو، 2022
      0
    • سعادة الجسد

      12 يونيو، 2022
      0
    • المرأة وبناء الذات

      26 مايو، 2022
      0
    • المؤمنات ومجتمع الاستهلاك

      11 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (3) | أنواع الكمال – 2 –

      21 مارس، 2022
      0
  • نساء صدقن
    • اختارت ما عند الله

      21 يوليو، 2022
      0
    • أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.. مسيرة حافلة بالصبر والعطاء

      19 يونيو، 2022
      0
    • المرأة الفلسطينية.. نموذج يجب أن يعمم

      14 يونيو، 2022
      0
    • "لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها"

      6 يونيو، 2022
      0
    • خير نساء العالمين (10) | فاطمة الزهراء.. بنت أبيها

      2 يونيو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (8) | نساء كاملات -5-

      31 مايو، 2022
      0
    • المرأة في القرآن

      30 مايو، 2022
      0
    • نساء فلسطين.. دروس في الصمود

      26 مايو، 2022
      0
    • خطوة نحو الكمال (7) | نساء كاملات -4-

      24 مايو، 2022
      0
  • مع الأسرة
    • للآباء والأمهات الجدد : مشاكل الرضاعة

      13 أغسطس، 2022
      0
    • تنشئة الأبناء في واقعنا المعاصر: إشارات وتنبيهات (4) | تحمل المسؤولية

      11 أغسطس، 2022
      0
    • السمر بين الزوجين

      10 أغسطس، 2022
      0
    • في بيت النبوة (1).. مقدمات

      29 يوليو، 2022
      0
    • التعبير عن المشاعر بين الزوجين

      24 يوليو، 2022
      0
    • الأمراض المنقولة جنسيا، المعاناة الصامتة

      23 يوليو، 2022
      0
    • في بيتنا.. صمت رهيب!

      18 يوليو، 2022
      0
    • الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الغير

      16 يوليو، 2022
      0
    • الطفل والقرآن

      15 يوليو، 2022
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • ذ. حمداوي ينوه في مقابلة تلفزيونية بيقظة المغاربة حيال فلسطين وينبه إلى ...

      9 أغسطس، 2022
      0
    • عاشوراء.. يوم من أيام الله

      8 أغسطس، 2022
      0
    • الهيئة المغربية للنصرة تدين العدوان الصهيوني على غزة وتدعو الأنظمة المطبعة للتراجع

      5 أغسطس، 2022
      0
    • تعظيم يوم عاشوراء

      5 أغسطس، 2022
      0
    • رسول الله ﷺ في المدينة

      5 أغسطس، 2022
      0
    • من هنا الطريق

      4 أغسطس، 2022
      0
    • نسائم من الهجرة

      4 أغسطس، 2022
      0
    • دروس في كنف محرم الحرام

      3 أغسطس، 2022
      0
    • حلم بمقعد

      3 أغسطس، 2022
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
نساء صدقن
Home›نساء صدقن›أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها

أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها

بقلم زينب التدلاوي
14 سبتمبر، 2020
8675
0

نسبها ومولدها

هي أسماء بنْت أبي بكر الصديق خليل النبي عليه الصلاة والسلام في حياته، وخليفته بعد مماته، جدها أبو قحافة، وأمها قتيلة بن عبد العزى، تزوجها أبو بكر في الجاهلية، فأنجبت له أسماء وعبد الله ثم طلقها قبل الإسلام وبقيت في جاهليتها مدة ثم أسلمت بعد الفتح، زوج الزبير بين العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالدة عبد الله بن الزبير، وأخْت أم المؤمنين عائشة، قال عبد الرَّحمن بن أبي الزِّنَاد: كانَت أسماء أكبر من عائشةَ بعشر سنين. ولدت أسماء قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين سنة في بيت علم وكرم وحسب ونسب، وتعرف رضي الله عنها بذات النِّطاقين.

تعليق على النسب

صحابيَّتُنا الجليلة جمعت المجد من أطرافه كله، أبوها صحابي جليل، وجدها صحابي جليل، وأختها صحابية، وزوجها صحابي، وابنها صحابي، وحسبها بذلك شرفاً وفخرًا. وبما أننا ذكرنا النسب فليَ تعليق عليه، النسب تاج لا يوضع إلا على رأس المؤمنة، فإن لم تكن مؤمنة فلا قيمة له، والدليل قال تعالى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (سورة المسد الآية: 1-2). وإذا كان هناك إيمان فالنسب تاج يزيد الشريفة شرفاً، ويزيد ذات المروءة مروءةً، أما إن لم يكن هناك إيمان فلا قيمة للنسب إطلاقاً، بل هو حجة على صاحبته، وأقوى دليل حديث أَبِي هُرَيْرَةَ الطويل، وفيه: وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ (أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة). فلا قيمة للنسب من دون إيمان.

إسلامها

أسلمت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها مع السابقين الأولين وهي فتاة غضة في الرابعة عشرة من عمرها، يوم أن عاد والدها الصديق رضي الله عنه إلى الدار مشرق الوجه متهلل الجبين باسم الثغر تكاد عيناه تنطقان بالكلمات قبل أن يتلفظ بها لسانه، فها هو يزف إلى أهله بشرى نبوة “محمد الأمين” صديقه وصفيه صلى الله عليه وسلم ويعلن أنه قد تابعه وآمن به.

ولما آن أوان إسلام أسماء كان ترتيبها في الإسلام الثامن عشر بين الرجال والنساء، انضوت تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت كثيرًا ما تلقاه في منزل أبيها الصديق رضي الله عنه، الذي كان يعتبره رسول الله منزلا له ومقيلا ومأوى، فتلقت رضي الله عنها شعب الإيمان وأحكام الإسلام من مصدرها الصافي العذب من فم وقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم متغلغلا إلى أعماق قلبها، فهي من المؤمنات السابقات. فأصبحت بهذه التنشئة الإيمانية رمزًا حيا للمرأة المسلمة.

تعليق على تنشئتها وبيئتها

عاشت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية، فهي من السابقات إلى الإسلام، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم على الإيمان والتقوى، وتربت على مبادئ الحق والتوحيد والحرية والصبر متجسدة في تصرفات والدها، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنسانًا.

شهدت أسماء فجر الدعوة، وبداية الانطلاقة، وعاشت مع أبيها أذى المشركين، وحملت لواء الدعوة بيدها وقلبها ومشاعرها.

وكانت مشاهد التربية الإيمانية الحقة تتكرر على مرأى ومسمع من أسماء، فقد رأت كيف وقف أبوها وحده في وجه زعماء قريش من عشائر وقبائل ليدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، فيتركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبلون على أبو بكر (رواه الحاكم)، فكيف لا تتربى بعد ذلك على الشجاعة والإرادة والصمود من أجل الحق.

عاشت أسماء مع المسلمين الأوائل حياة الصبر والمحنة العظيمة، وتحملت الأذى، وصبرت على البأساء ورأت ما يفعله كفار قريش بالمسلمين؛ فكم مرة رأتهم وهم يجرون المستضعفين من المسلمين إلى رمضاء مكة وحولهم العبيد والصبيان يذيقونهم ألوان العذاب، ولكنها لم تزدد إلا يقيناً وثباتاً، وكلما أشرقت شمس يوم جديد تعمقت جذور الإيمان في نفسها.

زواج أسماء وقيامها بأمر بيت الزوجية

تزوجت أسماء من الزبير بن العوام، وهو ابن عمة رسول الله صفية، قبل هجرتها إلى المدينة، وكان شاباً فقيراً لا يملك من متاع الدنيا إلا البيت الذي يسكنه، والفرس الذي يركبه، والسيف الذي يحمله، ورضيت به أسماء زوجاً ولقد كان بيتها وبيت الزبير بيتاً من بيوت الإيمان؛ نشأت فيه التقوى وأصبحت وارفة الظلال. فكانت له نعم الزوجة الصالحة، تخدمه وتسوس فرسه وترعاه وتطحن النوى لعلفه، حتى فتح الله عليه فغدا من أغنى أغنياء الصحابة. وروى عروة عنها، قالت: تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه؛ فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ، فجئت يوما، والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله ومعه نفر، فدعاني، فقال: “إخ، إخ”، ليحملني خلفه، فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته. قالت: فمضى. فلما أتيت الزبير أخبرته فقال: والله، لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.

وكانت رضي الله عنها تربي أولادها على العزة والشجاعة والشهامة، فتقول لعبد الله بن الزبير: يا بني، عش كريماً ومت كريماً لا يأخذك القوم أسيراً. وعبد الله بن الزبير هذا الذي كان مع غلمان يومًا يلعبون، فمر عمر بن الخطاب، فلما رأوه، وكان ذا هيبة شديدة تفرَّقوا إلا عبد الله بن الزبير، بقي واقفاً بأدب، أمر يلفت النظر، فلما وصل إليه قال: يا غلام، لمَ لمْ تهرب مع من هرب؟ قال: أيها الأمير، لستَ ظالماً فأخشى ظلمك، ولستُ مذنباً فأخشى عقابك، والطريقُ يسعُني ويسعُك.

تعليق على زواجها

كانت رضي الله عنها تخدم فرس الزبير وهي من هي في شرفها وعلو قدرها، وفي زمننا هذا تستنكف الكثير من النساء عن خدمة أزواجهن ورعاية أبنائهن، فيحتسبن الأجر في ذلك، ويجعلنه من أولوياتهن. وكانت تحافظ على غيرة زوجها الزبير بن العوام.

مواقف أسماء مع الرسول وأبيها الصديق وجدها أبو قحافة وأبي جهل

قامت أسماء رضي الله عنها بدور كبير في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عمد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسر الهجرة، فقد ائتمنها صلى الله عليه وسلم على اتخاذ قراراتِ خطيرة ومصيرية.

فكلفها بمهمة خطيرة في هجرته وهي مسؤولية تزويد مؤونة الهجرة؛ تزودهما بما يحتاجان إليه من الطعام والشراب وهما مختبئان في غار ثور، فلم تفش سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، بل كانت تأخذ كل إجراءات الحيطة والحذر حتى لا يراها أحد من جموع قريش الذين يطاردونهما، ولما عزما على الارتحال من الغار صنعت لهما ما يحتاجانه من طعام. عن أسماء رضي الله عنها قالت: صنعت سفرة النّبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي حين أراد أن يهاجر، فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما، فقلت لأبي: ما أجد إلاَّ نطاقي فقال: شقّيه باثنين، فاربطي بهما قالت: فلذلك سمّيت بذات النطاقين. (سير أعلام النبلاء، 2/289).

وكان لها دور بارز في بيت أبيها، حيث خرج أبو بكر مهاجراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ماله في سبيل الله، وكان خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، وأسماء على علم بهذا مما أغضب والده أبو قحافة الذي كان مكفوفا، فكان لها دور كبير رضي الله عنها في تطييب خاطر جدها في هذا الموقف، إذ أخذت أحجاراً فوضعتها في كوة في البيت كان أبوها يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوباً وأخذت بيده فقالت: يا أبت ضع يدك على هذا المال، فوضع يده عليه فقال: لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن.

ولما طاش صواب قريش عندما علموا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من داره سالمًا من بينهم، وجنّ جنونهم، وفقدوا صوابهم فهاجوا وماجوا، وفي مقدمتهم أبو جهل، الذي جاء هائجًا إلى منزل أبي بكر فقابلته أسماء، فلما فتحت له الباب، قال: أين أبوك؟ ومتى خرج؟ وإلى أين سار؟ فأجابته بهدوء: لا أعلم، ازداد غيظًا وأقسم باللات والعزى مهددًا لئن لم تفصحي لنؤذينك، فجاء جوابها أثبت من الأول: لا أعلم، وافعل ما بدا لك، فما كان منه إلا أن لطمها لطمةً أطارت خرصها من أذنها، وسال دمها الزكي الطاهر، لكنها لم تبال ولم تضعف، بل زادها قوة وثباتًا، وحفظا للأمانة، فقد كانت تأبى الخيانة رغم تعرضها للتعذيب.

تعليق على موقفها مع الرسول وأبيها الصديق وجدها أبو قحافة وأبي جهل

– وقفت رضي الله عنها بكل صبر وثبات في هذه الحادثة العظيمة، ونالها من الأذى الشيء الكثير، ولكنها صبرت واحتسبت، ولم تفش سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه رغم تعرضها للتعذيب. فادعاء أن النساء لا يمكن أن يؤتمن على سر من الأسرار إذن هو خطأ، وقد جاء في السيرة من الدلائل أن رجالا كانوا أسرع إلى إفشاء الأسرار من نساء (قصة أم سليم بنت ملحان مع ابنها أنس، وأم حبيبة في فتح مكة مع أبيها قائد جيش المشركين). مثلت المرأة في صدر الإسلام الصبر، وكانت صدورهن كالقبر في حمل الأسرار.

– قامت أسماء بدور مهم وخطير وهو ما يمكن أن نسميه بلجنة التمويل أو بدعم لوجستيكي غير مسبوق.

ـ الأمينة المؤتمنة، فقد ائتمنها رسول الله على حياته ثقة بأمانتها، فاتخذ رسول الله قراره الخطير وهي شاهدة، لمّا قرر رسول الله الهجرة وجاء إلى بيت أبي بكر ليخبره قال له: “أخرج عني من عندك”، فأجاب أبو بكر: يا رسول الله إنما هما ابنتاي، فلم يعترض رسول الله إقرارًا منه بتزكية أبي بكر لهما، وهذه إشارة من الرسول أن أسماء وعائشة قد ارتفعتا ـ رغم صغر سنهما يومئذ ـ إلى مستوى المسؤولية، فلا حرج من شهودهما اتخاذ القراراتِ الخطيرةِ والمصيريةِ.

ـ كانت ذكية عاقلة ذات شخصية قوية، فأتمنت على أهم أسرار الهجرة بل أخطرها. وما أجمل ما قاله الماوردي: “كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح وأدوم أحوال الصلاح”.

ـ قدرتها على التصرف برزت في مواقف كثيرة وهي تنتقل في سرية تامة بين مكة وجبل ثور وسط مطاردة عاتية من قريش.

ـ لم يثنها حملها عن تأدية المهمة التاريخية التي تشهد لها صخور وتلال جبل ثور.

ـ هاجر أبو بكر رضي الله عنه في صحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يترك في بيته شيئا من متاع الدنيا، إلا أنه ترك لهم إيمانا لا تزلزله الجبال، ولا تحركه العواصف، ولا يتأثر بقلة أو كثرة المال، وورثهم يقينا بالله وثقة لا حدّ لها.

ـ استخدمت أسماء رضي الله عنها فطنتها وعقلها لتستر أمر أبيها وتسكن قلب جدها الضرير وتخفف من حزنه ولوعته على ابنه المهاجر الذي كان يرعاه ويقوم على أمره، وكلها ثقة أن الله عز وجل لن يضيعهم، وأن العاقبة للمتقين، فما أعظم هذا الموقف، وما أحسن هذا التصرف. ويا له من درس رائع للنساء المسلمات في كل مكان وفي كل عصر.

ـ من تلكم المواقف ندرك أن بيوت الدعاة جزء من الدعوة، ففيها يتم ترتيب أمور الدعوة وتدبيرها، لذلك يقوم الدعاة بتأمين تلك البيوت تأمينًا لدعوتهم، إن البيت – كل البيت – من زوجة وأولاد جزء من الدعوة، وهم أمان للدعوة، بل هم مشاركون فيها، وتوزَّع عليهم الأدوار، مثل تجهيز مطالب المهام والأحداث وإعدادها، ومن تأمين الأسرار، ولو تعرضت إحداهن للأذَى بالضرب والإهانة، مثلما تعرضت أسماء وتحملت من عدو الله أبي جهل عندما أخفت الخبر الذي تعلمه.

هجرة أسماء إلى المدينة

لما استقر النبي وصحبه بالمدينة هاجرت أسماء مع زوجها وكانت حاملاً بعبـد الله بن الزبيـر، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم، وما كادت تبلغ قباء عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض، ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة، وحُمِل المولود الأول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين، حيث أن يهود المدينة أشاعوا بأن المهاجرين قد سحرهم اليهود ولا يولد لهم، فخاب ادعاؤهم، فوضعه رسول الله في حجره، وحنكه بتمرة بعد أن لاكها رسول الله بفمه الشريف ثم وضعها في فم عبد الله، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما دخل جوف عبد الله، وهو الذي سماه بهذا الاسم. وولدت بعد ذلك “عروة” و”المنذر”، وما منهم إلا عالم أو فارس.

موقف أسماء مع أمها المشركة

ومن مواقف أسماء موقفها مع أمها المشركة الذي جاء في القصة التالية. كانت أسماء رضي الله عنها وقافة عند حدود الله، لا تجامل في ذلك أحداً من خلقه، حتى وإن كان أقرب الناس إليها وألصقهم بها، كأمها التي كان بطنها لها وعاءً وثديها لها سقاءً؛ عن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية في أسماء، و كانت أمها يقال لها قتيلة، جاءتها بهدايا زبيب وسمن فلم تقبلها حتى سألت الرسول صلى الله عليه وسلم، فنزلت: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين (سورة الممتحنة). وفي الصحيح أن أسماء قالت: يا رسول الله، إن أمي قد قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم صلي أمك.

أسماء العالمة والمحدثة رضي الله عنها

بعد هجرة أسماء رضي الله عنها إلى المدينة قامت بدور كبير، تمثّل ذلك في تعليم و دعوة النساء بالمدينة، وكانت نساء قريشٍ يعرفن الكتابة، بينما نساء الأنصار لا يعرفنها، فكان نساء المهاجرين يعلمن نساء الأنصار ما يتعلمن به القرآن، وكانت أسماء قد حفظت بعض القرآن فشرعت في تعليم نساء الأنصار أمور دينهن.

وكانت رضي الله عنها تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فتحفظه وتعلمه غيرها، وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة. قال النووي رحمه الله : “رُويَ لأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثًا”.

تعليق عن علمها

وهكذا فإن أسماء رضي الله عنها تعتبر قدوة للنساء في التعلم والتعليم والرواية والدعوة إلى الله تعالى، فجزاها الله عنهن خير الجزاء.

أخلاق أسماء وصفاتها

إلى جانب ما سبق ذكره من اتصاف أسماء بالصبر والتضحية والإيثار، بينه بجلاء ما بذلته رضي الله عنها في قصة الهجرة، فإن أسماء كانت تتمتع بصفات حميدة وأخلاق رفيعة، منها ما يلي:

1- سخاء نفسها وعظيم جودها: فقد كانَت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس، وكانت رضي الله عنها من أكرم النساء وأجودهن، ومن حبها للعطاء لم يكن يثبت بيدها مال.

جاء في تاريخ دمشق بإسناد مصنفه، عن القاسم بن محمد، قال: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة، فكانَت تجمع الشيء إلى الشيء، حتَى إذا اجتَمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانَت لا تَدّخر شيئاً لغد.

وكانت رضي الله عنها تقول لبناتها ولأهلها: “أنفقوا وأنفقن وتصدقن، لا تجدن فقده” (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى).

2- حرصها على مرضاة ربها في جميع أحوالها: قال ابن أبي مليكة: كانَت أسماء تَصدع، فتَضع يدها على رأسها، وتقول: “بذنبي، وما يغفره الله أكثر” (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى).

وفى طبقات ابن سعد بإسناد الصحيحين عن فاطمة بنت المنذر: أنّ أسماء كانَت تَمرض المَرْضَةَ، فَتَعْتقُ كلَّ مملوك لها.

أسماء الأم المربّية

بعد وفاة يزيد بن معاوية بويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة في الحجاز واليمن والعراق وخراسان، وظل تسع سنوات ينادى بأمير المؤمنين، حتى شاءت الأقدار أن تزول الخلافة من أرض الحجاز.

جاء الحجاج بجند الشام فحاصر ابن الزبير في مكة، وطال المدى، واشتد الحصار، وتفرق عنه أكثر من كان معه، فدخل عبد الله على أمه في الساعات الأخيرة من حياته، ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره، وهناك أمسك التاريخ بقلمه ليكتب موقف الأم الصبور من ابنها وفلذة كبدها، في لحظة حاسمة من لحظات الخلود، فقالت له أمه: (يا بني أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك) قال عبد الله: (والله يا أماه ما أردت الدنيا ولا رَكنْتُ إليها، وما جُرْتُ في حكم الله أبداً ولا ظلمت ولا غَدَرْت) قالت أمه أسماء: (إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني إلى الله أو سَبقْتُك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر، وبِرّه بأبيه وبي، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين) وتبادلا معا عناق الوداع.

أسماء الأم الصابرة

وبعد ساعة من الزمان تلقّى الشهيد ضربة الموت، وأبى الحجّاج إلا أن يصلب الجثمان الهامد تشفياً وخِسة، وقامت أم البطل وعمرها سبع وتسعون سنة لترى ولدها المصلوب، وبكل قوة وقفت تجاهه لا تروم، واقترب الحجّاج منها قائلا: (يا أماه إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا، فهل لك من حاجة؟) فصاحت به قائلة: (لست لك بأم، إنما أنا أمُّ هذا المصلوب على الثّنِيّة، وما بي إليكم حاجة، ولكني أحدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يخرج من ثقيف كذّاب ومُبير) فأما الكذّاب فقد رأيناه، وأما المُبير فلا أراه إلا أنت).

وتقدم عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من أسماء مُعزِّيا وداعيا إياها إلى الصبر، فأجابته قائلة: (وماذا يمنعني من الصبر، وقد أُهْدِيَ رأس يحيى بن زكريا إلى بَغيٍّ من بغايا بني إسرائيل).

تعليق على شجاعة أسماء

يا لعظمتك يا ابنة الصدّيق، أهناك كلمات أروع من هذه تقال للذين فصلوا رأس عبد الله بن الزبير عن جسده قبل أن يصلبوه؟ أجل إن يكن رأس ابن الزبير قد قُدم هدية للحجاج ولعبد الملك، فإن رأس نبي كريم هو يحيى عليه السلام قد قدم من قبل هدية لسالومي بَغيّ حقيرة من بني إسرائيل، ما أروع التشبيه وما أصدق الكلمات.  هل سمعتم منطقًا أفضل من هذا في هذا الباب؟! هكذا يكون المستشار أمينًا ولو كانت المشورة مُرّة، فالرسول يقول: المستشار مؤتمن؛ أي: في كتم ما استشير عليه وفي الاجتهاد في إبداء النصح.

إذا المرءُ أرعى واستشارَكَ فاجتهد ** له النصحَ وأمره بما كنتَ آتيا

ولقد كانت نعم النّاصح مع إدراكها للعاقبة، فأعجبه ردّ أمّه وقال: هذا والله رأيي الذي قمت به داعيًا إلى يومي هذا، ما ركنت إلى الدنيا، ولا أحببت البقاء فيها، وما فعلت ما فعلت إلا غضبًا لله، ولكني أحببت أن أعلم رأيك، فزدتني بصيرةً مع بصيرتي.

وفاتـها

توفيت أسماء رضي الله عنها لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى، سنة ثلاث وسبعين، وكانَت آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وهكذا انتهت حياة أسماء بنت أبي بكر الصديق أم عبد الله بن الزبير، وزوج حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وذات النطاقين. انتهت حياتها، وانتقلت إلى جوار ربها لتترك للمؤمنات دروساً خالدة، ومواعظ غالية، وستظل مهما تعاقب الزمان تذكر بالتضحية والصبر والتقوى، وسيظل لها لقب (ذات النطاقين). فرضي الله تعالى عنها وعن أبيها وزوجها وأبنائها في الخالدين، وألحقنا بهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.


المصادر والمراجع

– سير أعلام النبلاء، الذهبي.
– سيرة ابن هشام.
– دور المرأة في حمل الدعوة، محمد حسين عيسى.
– من أعلام الصحابيات، محمد علي قطب.
– نساء حول الرسول، محمد علي قطب.
– عظماء الإسلام، محمد سعيد مرسي.
– الإصابة في تمييز الصحابة.
– موقع الصحابة.
– فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
– صحيح مسلم بشرح النووي.

Tagsصحابياتنساء رائدات
السابق

ذة. جرعود: انفراد العلم بقيادة العالم دون ...

التالي

بعد موقفها الأخير ضد دولة فلسطين .. ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • نساء صدقن

    رائدات في بدر

    11 مايو، 2020
    بقلم نزهة دادوي
  • نساء صدقن

    صحابية مبشرة بالجنة.. سيدتنا الفريعة بنت مالك بن سنان

    30 مايو، 2020
    بقلم ليلى قابوش
  • نساء صدقن

    فاطمة الزهراء عليها السلام

    8 أغسطس، 2021
    بقلم حياة بولكراكر
  • نساء صدقن

    صانعة العظماء

    13 مارس، 2022
    بقلم سعيدة شوكير
  • نساء صدقن

    أخوات بشر الحافي

    2 فبراير، 2020
    بقلم بشرى أيت كاوزكيت
  • نساء صدقن

    ‏دور المرأة في تحمل أعباء الجهاد مع رسول الله ﷺ

    4 يونيو، 2020
    بقلم أسماء العلمي

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    في ذكرى رحيل الإمام الثامنة.. العدل والإحسان تنظم مؤتمرا دوليا في موضوع: “البعد الإنساني في فكر الإمام عبد السلام ياسين”

  • منطلقات

    المسلمة والخصال العشر «الخصلة الخامسة: العلم»

  • منطلقات

    الأمومة وصناعة الأجيال

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • فن الطعام بين درك الشهوات وطلب الآخرة والعبادات

    بقلم لمياء الأمين
    16 أغسطس، 2022
  • في رحاب دعاء الرابطة

    بقلم السعدية كيتاوي
    15 أغسطس، 2022
  • للآباء والأمهات الجدد : مشاكل الرضاعة

    بقلم نادية كوتي / دة. أمراض نساء
    13 أغسطس، 2022
  • ذكر الله دواء الأنفس السقيمة

    بقلم أمينة الدغوري
    12 أغسطس، 2022
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • حبل الله…

    بقلم حفيظة فرشاشي
    25 يوليو، 1022
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008

RSS الجماعة.نت

  • وداعا أبي
  • فضلُ الدُّعاء
  • عبارات كثر استعمالها… تعلم لغتك العربية واكتشف الخطأ من الصواب (2)
  • صناعة الحرية (9).. من منطق التصوف إلى منطق المنهاج
  • “تعلّمُ الدّين وتعليمُه وفق منهج التّلقي والتّرقي والتوقّي” كتاب جديد يرى النور للكاتب ذ. الخزروني
  • الوفاء بالعهد: اتباعا ومحبة ودعوة وجهادا… (3)
  • د. الونخاري عن اليوم الدولي للشباب: سياسات الإفساد أنتجت شبيبة معطوبة وفاقدة للثقة
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020