من القرآن.. دعاء للآباء والأبناء (1)

موضوع حلقتنا الأولى يتناول نموذج أسرة مختارة، اصطفاها الله عز وجل وجعلها ذرية بعضها من بعض، إنها صورة مضيئة لامرأة عمران، هاج بحر أمومتها فتاق فؤادها إلى ولد صالح، ليس مجرد ابن يلبي غريزة بقاء نسل، وإنما ولد يرث من أبيه علما وصلاحا ونبوة، فيخلفه في إمامة بني إسرائيل.
تضرعت الأم القانتة سليلة آل عمران إلى الملك الوهاب سبحانه، كل ذلك تولاه القصص القرآني بالتشويق والبيان، يقول سبحانه وتعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (آل عمران، 35).
من القرآن.. دعاء للآباء والأبناءمن القرآن.. دعاء للآباء والأبناءبمناسبة حملة قرة العين تقدم لكم قناة الشاهد سلسلة تتناول أدعية وردت في القرآن الكريم موجهة من الآباء لأبنائهم ومن الأبناء لآبائهم ومن الأزواج لبعضهم، جعلنا الله وإياكم من مستجابي الدعوة
Gepostet von قناة الشاهد – Chahed.Tv am Mittwoch, 17. Juni 2020
وبدأت هذه الآية بـ”إذ” الظرفية، وهي زمن تحققها رضي الله عنها ويقينها بأن الله تعالى سميع الدعاء، وأنه سبحانه وتعالى المعطي والمانع، آنذاك امتد أنين فؤادها وتعالى صوت رجائها، فاستفتحت باب الكريم الوهاب سبحانه، الأول والآخر، بأنامل الافتقار والانكسار؛ فقالت: “رَبِّ”، ووهبت نفسها له، دليل عبودية وتذلل وافتخار بأن لها ربا سميع الدعاء، يسمع قولها ويعرف حالها، فقالت بكل حب وعزم وإرادة: إني جعلت ما في بطني محررا، إني نذرت جنيني وفلذة كبدي هذا خالصا لك، محررا من قيد الشرك وقيد الدينا وفتنها وشهواتها، خالصا لك، لا عمل له سوى التبتل بين يديك وخدمة دعوتك، فكان منتهى رجائها أن يقبل منها هذا العمل. وكان جوابه سبحانه أن تلقى هذا الحمل بالقبول والرعاية، فكانت الهبة الكبرى والبشارة العظمى جزاء حسن ظن الأم بمولاها ورفعة طلبها لمعالي الأمور.
سيدة نساء العالمين، الأمة العابدة الناسكة؛ مريم عليها السلام، أنبتها نباتا حسنا، وكفلها نبي صالح، وكانت أما لنبي معجزة. فدور الأسرة، وعلى رأسها الأم المربية حاضنة الفطرة حاملة رسالة الاستخلاف، يبدأ بأول لقاء بينها وبين زوجها؛ يحدد فيه القصد من هذا الميثاق الغليظ: الزواج، والغاية المثلى من إنجاب الولد، فتكون البداية؛ إخلاص النية، وقصد جامع لأبواب الخير والنفع لعباد الله، وتربية تحضن الهبة الإلهية وتواسي اللطيفة الربانية بالكلمة الرقيقة والقدوة الحسنة، والدعاء الخاشع مخ العبادة.
فاللهم هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.