مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • ذ. بناجح يستعرض نماذج عملية لخُلق المواساة من السيرة النبوية

      1 مارس، 2021
      0
    • ذ. عبادي في مجلس النصيحة المركزي: المواساة إحساس قلبي وسلوك عملي

      1 مارس، 2021
      0
    • البردة ومديح سيد الأنام

      26 فبراير، 2021
      0
    • "ادعوني أستجب لكم"

      25 فبراير، 2021
      0
    • حديثُ نظرة..

      23 فبراير، 2021
      0
    • الزهد في الدنيا

      22 فبراير، 2021
      0
    • رحمته صلى الله عليه وسلم

      14 فبراير، 2021
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      12 فبراير، 2021
      0
    • سعادة المؤمنين

      8 فبراير، 2021
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • كن قائدا فالتاريخ لا يعترف بالجنود

      27 فبراير، 2021
      0
    • العربية.. لغة تواصل أم أمانة قيم؟

      2 فبراير، 2021
      0
    • الأسس الفكرية لقضية المرأة

      31 يناير، 2021
      0
    • المرأة وجهاد التعليم.. رؤية منهاجية

      21 يناير، 2021
      0
    • المرأة والتعليم.. ندوة علمية عن بعد من تنظيم الهيئة العامة للعمل النسائي ...

      20 يناير، 2021
      0
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
  • نساء صدقن
    • فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق

      4 فبراير، 2021
      0
    • خير نساء العالمين | فاطمة الزهراء بنت أبيها (1)

      3 فبراير، 2021
      0
    • من بين فرث ودم

      24 يناير، 2021
      0
    • رب السماء يمطر الذهب والفضة.. قصة من وحي الواقع

      22 يناير، 2021
      0
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • العلاقة الزوجية وصفارات الإنذار

      21 فبراير، 2021
      0
    • مودة ورحمة| التغافل خلق الكرام

      11 فبراير، 2021
      0
    • أحتاج إليك زوجي

      4 فبراير، 2021
      0
    • الحزام السحري (قصة قصيرة)

      3 فبراير، 2021
      0
    • الإشباع العاطفي ودوره في صناعة طفل سوي

      1 فبراير، 2021
      0
    • مسؤولية المصاب بداء السكري في التكفل بمرضه

      28 يناير، 2021
      0
    • في بيت النبوة (3) | الاجتماع على الله حصن الأسرة الحصين

      26 يناير، 2021
      0
    • "يا بني اركب معنا"

      25 يناير، 2021
      0
    • رسالة إلى الوالدين.. كونوا أصدقاء أبنائكم

      25 يناير، 2021
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع".. إطار وحدوي جديد

      1 مارس، 2021
      0
    • المرأة بين سقطة التطبيع وإعداد جيل التحرير

      28 فبراير، 2021
      0
    • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

      24 فبراير، 2021
      0
    • كن قويّاً.. فقد خُلِق النجاح للأقوياء

      17 فبراير، 2021
      0
    • التطبيع جبن وضعف وانهزامية

      16 فبراير، 2021
      0
    • تعددت الأشكال والغرق واحد

      11 فبراير، 2021
      0
    • الفنيدق.. المغرب الصغير

      10 فبراير، 2021
      0
    • "الديوانة".. اقتصاد اهتز أم لغم انفجر؟

      10 فبراير، 2021
      0
    • طنجة الغارقة!

      9 فبراير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
أساسيات في العبادة
Home›عين على الآخرة›أساسيات في العبادة›الحج القصد

الحج القصد

بقلم سعيدة رامضي
29 يوليو، 2020
2693
0

الحج ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة، وهو: لُغةً: التوجّه والقصد، أمّا اصطلاحاً: فهو قصد بيت الله الحرام في فترة الحجّ، والقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ؛ طاعةً لله تعالى، وقد عرَّف العلماء الحجَّ شرعاً على أنّه: اسمٌ لأفعالٍ مخصوصةٍ، في أوقاتٍ مخصوصةٍ، في مكانٍ مخصوصٍ، من شخصٍ مخصوص.

للحجّ أركان أربعة، وركن الشّيء: هو ما يقوم فيه الشّيء، وأركان الحجّ: هي ما يقوم فيها الحجّ ويُبتَنى عليها، فإن وُجِدت هذه الأركان صحَّ الحجّ واستقام، وإن لم تُوجد أركان الحجّ أو أحدها فالحجّ باطل. وأركان الحجّ عند المالكيّة والحنابلة هي: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسَّعي بين الصَّفا والمروة، أمّا الحنفيّة فيقصُرونها على الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، بينما يزيد الشافعيّة رُكناً خامساً وهو الحَلق أو التّقصير. وللحج فضائل كثيرة لا يمكن لأي مسلم أن ينالها إلا بالتزام آداب مخصوصة حث الشرع عليها والتي لا يمكن نوالها إن لم نقف على المقاصد البليغة للحج و مناسكه.

فضائل الحج

للحج فضائل كثيرة لا يمكن عدها ولا حصرها، ولكن سنتطرق لأهمها وذلك لإزالة بعض اللبس الذي يحاط بهذه الفريضة، والسعي لحث المسلمين وندبهم لإحيائها.

1- الحج عبادة مكفرة للذنوب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه. والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة”. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.

2- الحج بركة في الرزق

والإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.

3- الحجاج ضيوف الرحمان

والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله. عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم”. وفي رواية أخرى: “الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم”.

4- الحج مغنم لكثير من الأجر والثواب

فالصلاة قي المسجد الحرام وكذا المسجد النبوي تفضل عن الصلاة في غيرهما من المساجد، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “صلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه”.

وفي فضل التلبية: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا”.

وفي فضل الطواف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة”. وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة”..

أما عن فضل مسح الحجر والركن اليماني فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مسحهما كفارة الخطايا”.

و كذا في فضل يوم عرفة قال رسول الله صلى الله عليه سلوم: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة، فيقول: “ما أراد هؤلاء؟”.

5- الحج يعدل الجهاد في سبيل الله لمن لا يُكلف به

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”. وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور”. فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

ونختم هذه الفقرة بتحذير سيدنا علي كرم الله وجهه لمن توانى عن أداء هذه الفريضة وتوفر فيه شرط الاستطاعة، فيما روي عنه مرفوعا قال رضي الله عنه: من أدركته فريضة الحج ولم يحج ومعه زاده وراحلته، ليس عليه أن يموت إن شاء يهودياً أو نصرانياً. رواه الترمذي وقال غريب وفي إسناده مقال، وروي نحوه مرفوعاً عن أبي أمامة رضي الله عنه. رواه أحمد والبيهقي وقال إسناده ليس بالقوي.

آداب الحج

1- إخلاص النية لله تعالى

فلا يقصد في حجه رياء ولا سمعة، وتصحيح النية وتخليصها عبادة تتطلب كثيرا من المجاهدة والتمحيص الدائم، ولقد اعتبر كثير من العلماء أن حديت النية أصل لكل العلوم. يقول المرشد رحمه الله في كتاب الإحسان: قال الإمام السهروردي رحمه الله بعد أن ذكر حديث إنما الأعمال بالنيات: “النية أول العمل، وبِحسبها يكون العمل (…) و من لم يهتد إلى النية بنفسه يصحب من يعلمه حسن النية”.

2- خفض الجناح للمؤمنين وحسن صحبتهم

ومن ذلك أن يقوم الإنسان على خدمتهم بلا منة ولا تباطؤ، وأن يشكرهم إذا قاموا بالخدمة، وأن يتحمل ما يصدر منهم من جفاء وغلظة، وأن يواسيهم بماله وعطفه، ويتفقد حالهم، ولا يتوانى عن تقديم النصح لهم وإرشادهم. ولنا القدوة الحسنة في سلفنا الصالح حيث كانوا – رحمهم الله – يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب، وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية. قال مجاهد رحمه الله: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني. وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة. وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده مر وجمع أصحابه وقال: من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!

3 – تعظيم شعائر الله وحرماته 

قال تعالى في سياق آيات الحج: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ، وقال عز وجل: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ وهذا التعظيم لا يمكن أن يكون وليد اللحظة، بل هو ثمرة قلبية لتربية قبلية لا تتأتى إلا بلزوم صحبة صالحة في ظلال مجالس وارفة. وما هذه الفريضة إلا رباط دائم لا يفتر فيه الحاج عن ذكر الله عز وجل وعن استحضار عظمته في الحل والترحال. عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله أي الجهاد أعظم أجرا؟ قال: “أكثرهم لله ذكرا”، قال فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال: “أكثرهم لله ذكرا”، قال: ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل [ذلك] ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أكثرهم لله ذكرا”، فقال أبو بكر: يا أبا حفص، ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أجل” .

مقاصد الحج

الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة له مقاصد عظيمة وأسرار خفية، قد تغيب على أذهان كثير من الناس، فلا بأس من الوقوف على بعضها.

1- إقامة ذكر الله

ويلحظ القارئ لآيات المناسك تكرار الأمر بذكر الله عقب كل منسك، قال تعالى: إِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جُعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذِكْرِ اللَّهِ. عن سيدنا أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أَيّ الْحَجّ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: “الْعَجّ وَالثّجّ”. الْعَجّ: رَفْعُ الصّوْتِ بِالتّلْبِيَةِ، الثّجُ: إرَاقَةُ دَمِ الْهَدْيِ.

2- التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم واِلتماس صحبته

عن سيدنا جابر – رضي الله عنه – قال: رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: “لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. فلا بد من اتباع هديه صلى الله عليه وسلم في أداء هذه الفريضة، واقتفاء أثره وإحياء سنته. كما يجب علينا التأدب أثناء زيارة الروضة الشريفة، واستشعار الروح الطاهرة، لأن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء. لذا فزيارته صلى الله عليه وسلم في مماته كزيارته في حياته، إذ أمرنا بالسلام عليه وأن يستغفر لنا كما في الآية الكريمة: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا، بل لا مانع من مناجاته والتوسل به في قضاء حوائجنا.

3- التعرض لنفحات يوم عرفة 

يوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف. عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً.

إذا كانت معجزة الإسراء مناسبة لتجليات الأنوار الإلهية والفتوحات الربانية لسيدنا وقرة أعيننا سيد العرب والعجم ومهجة المحبين والوالهين، فإن يوم عرفة يوم الجلوة والمناجاة والوصل للمحبين والمتضرعين والمفتقرين لرحمة رب العالمين. كان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:

سبحان من لو سجدنا بالعيون له ** على شبا الشوك والمحمى من الإبر

لم نبلغ العشر من معشار نعمته ** ولا العشير ولا عشرا من العشر

هو الرفيع فلا الأبصار تدركه ** سبحانه من مليك نافذ القدر

وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: (الذي يظن أن الله لا يغفر لهم).

4- تعميق أواصر المحبة والتآخي والموالات بين المسلمين

في الحج يتحقق ذلك المعنى الرفيع كما أخبر الله بذلك في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. وإن اختلفت اللغات والأوطان والمشارب فالتعارف من أكبر أسباب الألفة بين أهل الإسلام. كما أنه مناسبة مواتية لمدارسة هموم المسلمين، والاطلاع على أحوالهم لتقديم النصرة الواجبة لهم، وإِن أصبحت الظروف غير الظروف، والأحوال غير الأحوال، فضيوف الرحمان محاصرين في الحل والترحال، وفي المنشط والمكره إلى أن يزيل الله عنهم هذه الغمة وهو القادر سبحانه على ذلك.

5- تكريم رباني للأمومة من خلال الصفا والمروة 

لا أحد منا يجهل قصة أمنا هاجر وسعيها المضني سبعة أشواط بين جبلي الصفا والمروة بحثا عن قطرة ماء تسقي بها الرضيع المبارك سيدنا إسماعيل المشرف على الهلاك. فكان من بركة هذا السعي جزاء وافي لهذه الأم الحانية الرحيمة، إذ تدفق ماء عذب زلالا شاف هو ماء زمزم هبة ربانية للوليد وأمه ومن في الأرض جميعا.

وخلد سعي المرأة الصالحة على رعاية ولدها وحدبها عليه في الأولين والآخرين نسكا وركنا ركينا من أركان الحج، لتعظيم دور الأمومة في المجتمع الإسلامي، وكونها عبادة لا تقل أهمية عن سائر العبادات.

وأخيرا قد يكون الشوق قد بلغ ذروته والعين ترنو للتملي برؤية الكعبة الشريفة والروضة المنيفة لكن الحال لا يسعف والعبرة حلت محل النظرة، فأبشر أيها العاشق الولهان لزيارة تلك الأوطان ببلوغ المرام بصدق النية. كما أن هناك عبادات مخصوصات تبلغ المقصود: عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته. ولعل الحدب على المسلمين وتعظيمهم ورعاية حرمتهم وخفض الجناح لهم، أعظم أثرا وثوابا إن غابت روح العبادة والمقصد الأسمى من الحج. فعن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: “مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا”.

Tagsالحجعشر ذي الحجة
السابق

فقه الأضحية

التالي

معاني وعبر من قوله تعالى “فصل لربك ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • أساسيات في العبادة

    العيد.. عادة أم عبادة؟

    27 يوليو، 2020
    بقلم زينب اليعقوبي
  • أساسيات في العبادة

    الرحلة إلى الدار الآخرة: الحج

    23 يوليو، 2020
    بقلم أمينة فخوري
  • أساسيات في العبادة

    أيام العمل الصالح

    15 يوليو، 2020
    بقلم خديجة عاقل
  • روح العبادة

    فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

    22 يوليو، 2020
    بقلم حسنة الوالي
  • أساسيات في العبادة

    الحج شوق وذوق

    15 يوليو، 2020
    بقلم زينب فارسي
  • أساسيات في العبادة

    الحج.. معاني وأسرار

    21 يوليو، 2020
    بقلم نعيمة رضوان

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    إجهاض أمّة

  • منطلقات

    في جلسة الظهيرة.. الأستاذ فتحي يبسطُ “سنة الله وحركة التاريخ”

  • منطلقات

    كذلك قالها فرعون من قبل

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”.. إطار وحدوي جديد

    بقلم هيئة التحرير
    1 مارس، 2021
  • ذ. بناجح يستعرض نماذج عملية لخُلق المواساة من السيرة النبوية

    بقلم هيئة التحرير
    1 مارس، 2021
  • ذ. عبادي في مجلس النصيحة المركزي: المواساة إحساس قلبي وسلوك عملي

    بقلم هيئة التحرير
    1 مارس، 2021
  • المرأة بين سقطة التطبيع وإعداد جيل التحرير

    بقلم حسناء قطني
    28 فبراير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • أصل دعاء الرّابطة | الإمام عبد السّلام ياسين (فيديو)
  • 15 هيئة تؤسس “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”.. قراءة سريعة في الدلالات
  • د. عطوش: 80 % من العمال المغاربة يندرجون ضمن الاقتصاد غير المهيكل
  • “عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها” موضوع الرقيقة 26 مع ذ. القادري
  • قطاع التربية والتعليم: نرفض استهداف حقوق نساء ورجال التعليم ونندد بمخططات “التطبيع التربوي” مع الكيان الصهيوني
  • البلاغ التأسيسي للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع
  • جماعة العدل والإحسان بفاس تندد بالمنع التعسفي للزيارة التضامنية للبيت المشمّع
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020