الإمام عبد السلام ياسين | احفظ الله يحفظك

يفسر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، مرشد جماعة العدل والإحسان، في إحدى جلساته التربوية التوجيهية مع أعضاء من جماعته، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عباس قال: “كنتُ خلْفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال: “يا غلامُ إني أُعلِّمُك كلماتٍ: “احفَظِ اللهَ يَحفظْكَ، احفَظِ اللهَ تَجدْهُ تُجاهَك، إذا سألْتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أنْ يَنْفَعوكَ بشَيءٍ، لم يَنْفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجْتمعوا على أنْ يَضُروكَ بشَيءٍ، لم يَضُروكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ”.
وفي الجزء من الشريط الذي بين أيدينا، يشرح الإمام مطلع الحديث “احفَظِ اللهَ يَحفظْكَ”، فيوطئ له بالسؤال: “كيف أحفظ الله تعالى؟”، لينطلق في تبيان كيفية هذا الحفظ قائلا: “فيما أمرك به ونهاك عنه، احفظ أوامره ونواهيه. إن أردت أن يحفظك الله، احفظ الله عز وجل. لو حفظتَ وحفظتِ الله ما تسلط عليك العدو، إلا أن يشاء الله”.
وأوضح الإمام رحمه الله تعالى بعض أساليب هذا الحفظ: “هنالك آيات قرآنية؛ سور فاضلة، أَحفظُها وأقرؤها ليلا ونهارا، أقرؤها مرات في اليوم ومرات في الليل. وأستغفر الله في الأسحار. وأكثر من ذكر لا إله إلا الله (ثلاث آلاف مرة على الأقل)”، وفي هذا الأمر يسترسل حاثا من لا يجد حلاوة الذكر وتجلياته: “اذكرها باللسان أولا فيمُنّ الله عليك بالذكر بالجوارح كلها”.
وأوصى رحمه الله تعالى بجماع هذه الأمور كلها؛ الصبر، فقال: “تريد أن تكون من الصالحين اصبر؛ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ“، وحث على المداومة عليه: “والصبر استمرار في الزمان؛ ولا تملوا، “إنّ اللهَ لا يملُّ حتى تملُّوا”. واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا”.