مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • البردة ومديح سيد الأنام

      26 فبراير، 2021
      0
    • "ادعوني أستجب لكم"

      25 فبراير، 2021
      0
    • حديثُ نظرة..

      23 فبراير، 2021
      0
    • الزهد في الدنيا

      22 فبراير، 2021
      0
    • رحمته صلى الله عليه وسلم

      14 فبراير، 2021
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      12 فبراير، 2021
      0
    • سعادة المؤمنين

      8 فبراير، 2021
      0
    • "وددت أني لقيت إخواني"

      5 فبراير، 2021
      0
    • من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة

      1 فبراير، 2021
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • كن قائدا فالتاريخ لا يعترف بالجنود

      27 فبراير، 2021
      0
    • العربية.. لغة تواصل أم أمانة قيم؟

      2 فبراير، 2021
      0
    • الأسس الفكرية لقضية المرأة

      31 يناير، 2021
      0
    • المرأة وجهاد التعليم.. رؤية منهاجية

      21 يناير، 2021
      0
    • المرأة والتعليم.. ندوة علمية عن بعد من تنظيم الهيئة العامة للعمل النسائي ...

      20 يناير، 2021
      0
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
  • نساء صدقن
    • فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق

      4 فبراير، 2021
      0
    • خير نساء العالمين | فاطمة الزهراء بنت أبيها (1)

      3 فبراير، 2021
      0
    • من بين فرث ودم

      24 يناير، 2021
      0
    • رب السماء يمطر الذهب والفضة.. قصة من وحي الواقع

      22 يناير، 2021
      0
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • العلاقة الزوجية وصفارات الإنذار

      21 فبراير، 2021
      0
    • مودة ورحمة| التغافل خلق الكرام

      11 فبراير، 2021
      0
    • أحتاج إليك زوجي

      4 فبراير، 2021
      0
    • الحزام السحري (قصة قصيرة)

      3 فبراير، 2021
      0
    • الإشباع العاطفي ودوره في صناعة طفل سوي

      1 فبراير، 2021
      0
    • مسؤولية المصاب بداء السكري في التكفل بمرضه

      28 يناير، 2021
      0
    • في بيت النبوة (3) | الاجتماع على الله حصن الأسرة الحصين

      26 يناير، 2021
      0
    • "يا بني اركب معنا"

      25 يناير، 2021
      0
    • رسالة إلى الوالدين.. كونوا أصدقاء أبنائكم

      25 يناير، 2021
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • المرأة بين سقطة التطبيع وإعداد جيل التحرير

      28 فبراير، 2021
      0
    • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

      24 فبراير، 2021
      0
    • كن قويّاً.. فقد خُلِق النجاح للأقوياء

      17 فبراير، 2021
      0
    • التطبيع جبن وضعف وانهزامية

      16 فبراير، 2021
      0
    • تعددت الأشكال والغرق واحد

      11 فبراير، 2021
      0
    • الفنيدق.. المغرب الصغير

      10 فبراير، 2021
      0
    • "الديوانة".. اقتصاد اهتز أم لغم انفجر؟

      10 فبراير، 2021
      0
    • طنجة الغارقة!

      9 فبراير، 2021
      0
    • احتجاجات الفنيدق.. نداء استغاثة فهل من مجيب؟

      9 فبراير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
مع كتاب الله
Home›عين على الآخرة›مع كتاب الله›وصايا لقمان الذهبية في التربية

وصايا لقمان الذهبية في التربية

بقلم طيبة إدريسي القيطوني
19 يونيو، 2020
846
0

خلق الله الإنسان لعبادته وكلفه بمهمة الاستخلاف في الأرض وحسن إعمارها، فهو عبد لله تعالى مكلف بإنشاء أسرة وبتربية الأجيال والخلف، مع ربطهم بخالقهم وتأديبهم وتهذيبهم.

من أجل تعميق فهم هذه المهمة المنوطة بكل إنسان؛ ذكرا كان أو أنثى، سنقف بإذن الله تعالى مع آيات عظيمة من سورة لقمان، آيات تنضح بحكم ومعان سامية هي عصارة ما يسمى بعلوم التربية.

فما هي الوصايا اللقمانية التي جاءت في هذه السورة الكريمة؟

وما هي المبادئ التربوية التي يمكننا استخلاصها من هذه الوصايا؟

سنتدبر معاني هذه السورة الكريمة من الآية 12 إلى الآية 19 للإجابة عن هذه التساؤلات الجوهرية.

يقول عز من قائل: ولَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.

بدأ الله تبارك وتعالى في هذه الآية بالتعريف بلقمان ووصفه بالحكمة والصلاح، قال ابن كثير رحمه الله أن لقمان كان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة.

وقال وهب: تكلم لقمان باثني عشر ألف باب من الحكمة، أدخلها الناس في كلامهم وقضاياهم وحكمهم وقال خالد الربعي: كان لقمان عبدا حبشيا فدفع مولاه إليه شاة وقال: اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها، فأتاه باللسان والقلب، ثم دفع إليه شاة أخرى، وقال: اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه باللسان والقلب، فسأله مولاه، فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.

وقال صاحب روح البيان: كان عبدا كثير التفكير، حسن اليقين أحب الله فأحبه.

فصاحب الوصايا والمربي المثالي ذو حكمة بالغة وعقل راجح، هو أسوة وقدوة للمسلمين حتى تقوم الساعة، هو قدوة لكل مرب، لكل أم وأب يريد الإحسان والقيام بمهمة تنشئة جيل صالح مصلح، وهنا إشارة لطيفة لمبدإ التربية بالقدوة، فالطفل يتأثر كثيرا بأفعال وأقوال وصلاح والديه، ويمكن الحسم بأن صلاح الآباء ينفع الأبناء، باستثناء بعض الابتلاءات، فلقمان اتبع طريقة الإرشاد والتوجيه، بالتحبيب والزجر والتنفير والإقناع في تسع وصايا تجمع بين أصول العقيدة والشريعة والأخلاق.

وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى أهمية مبدإ الحوار في التربية، فهو وسيلة راقية للتواصل وتبليغ الرسالة، فالأب يخاطب ابنه وينصحه، والإبن ينصت بهدوء وتدبر وتمعن.

الوصية المتعلقة بالعقيدة

الوصية الأولى: التوحيد

قال تعالى: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان، 13).

إن أول ما يجب أن نرسخه في أذهان وقلوب أبنائنا هي الغاية من الخلق، ألا وهي توحيد العبادة لله والاستعانة به والتوكل عليه وطلب القرب منه.

هنا تحذير واضح من الوقوع في الذنب الذي لا يغتفر، ألا وهو الشرك بالله، الظلم الصارخ لأنه تسوية بين الخالق والمخلوق، يقول تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (النساء، 48).

وخاطب لقمان الحكيم ابنه قائلا: “يا بني”، بدأ بالرفق والتلطف والتودد للولد لتسهيل التواصل وفتح الأقفال ولفت انتباه المخاطب.

الوصايا المتعلقة بالعبادات والأعمال الصالحة

الوصية الثانية: البر بالوالدين

وجاء مباشرة بعد التوحيد، لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَٰلُهُۥ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ (لقمان، 14)، جاء في تفسير السعدي: لما أمر الله بالقيام بحقه، بترك الشرك الذي من لوازمه القيام بالتوحيد، أمر بالقيام بحق الوالدين فقال: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ” أي: عهدنا إليه، وجعلناه وصية عنده، سنسأله عن القيام بها، وهل حفظها أم لا؟ فوصيناه “بِوَالِدَيْهِ” وقلنا له: “اشْكُرْ لِي” بالقيام بعبوديتي، وأداء حقوقي، وأن لا تستعين بنعمي على معصيتي. “وَلِوَالِدَيْكَ” بالإحسان إليهما بالقول اللين، والكلام اللطيف، والفعل الجميل، والتواضع لهما، وإكرامهما وإجلالهما، والقيام بمؤونتهما واجتناب الإساءة إليهما من كل وجه، بالقول والفعل.

وصيناه بهذه الوصية، وأخبرناه أن “إِلَيَّ الْمَصِيرُ” أي: سترجع أيها الإنسان إلى من وصاك، وكلفك بهذه الحقوق، فيسألك: هل قمت بها، فيثيبك الثواب الجزيل؟ أم ضيعتها، فيعاقبك العقاب الوبيل؟

وذكر السبب الموجب لبر الوالدين في الأم، فقال: “حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ” أي: مشقة على مشقة، فلا تزال تلاقي المشاق، من حين يكون نطفة، من الوحم، والمرض، والضعف، والثقل، وتغير الحال، ثم وجع الولادة، ذلك الوجع الشديد.

ثم “فِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ”، وهو ملازم لحضانة أمه وكفالتها ورضاعها، أفما يحسن بمن تحمل على ولده هذه الشدائد، مع شدة الحب، أن يؤكد على ولده، ويوصي إليه بتمام الإحسان إليه؟

وهنا مخاطبة القلب قبل العقل مع ضرورة ترتيب الأولويات في حياتنا وحياة أبنائنا.

الوصية الثالثة: إقامة الصلاة

قال تعالى: يا بني أقم الصلاة (لقمان: 14)، تعليم لأصول الأعمال الصالحة، فالصلاة عماد الدين وهي صلة بين العبد وربه وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال لي أبو هريرةَ: إذا أتيتَ أهلَ مصركَ فأخبرهم أني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أولُ ما يُحاسبُ به الرجلُ صلاتهُ المكتوبةَ، فإن صلُحتْ صلاتهُ، وإلا زيدَ فيها من تطوعهِ، ثم تقابلُ سائرُ الأعمالِ المفروضةِ كذلكَ” (شرح السنة للبغوي، الصفحة أو الرقم: 2/ 529. وهو حديث حسن).

فالصلاة أول ما يجب علينا أن نعلمه لأبنائنا، بعد تعريفهم بالله تعالى، بالتحبيب والإشراك والتأكيد والتكرار دون كلل أو ملل، لقوله تعالى: وَامُر أهلك بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (طه، 132)، جاء في تفسير السعدي: أي: حث أهلك على الصلاة، وأزعجهم إليها من فرض ونفل. والأمر بالشيء، أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمرا بتعليمهم، ما يصلح الصلاة ويكملها ويفسدها.

“وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا” أي: على الصلاة بإقامتها، بحدودها وأركانها وآدابها وخشوعها، فإن ذلك مشق على النفس، ولكن ينبغي إكراهها وجهادها على ذلك، والصبر معها دائما، فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به، كان لما سواها من دينه أحفظ وأقوم، وإذا ضيعها كان لما سواها أضيع.

الوصية الرابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهنا تأكيد على ضرورة تربية أبنائنا على حمل هم الأمة والسعي لإصلاح المجتمع وتقديم النصح وقول الحق وتغيير المنكر، يقول تعالى: وامر بالمعروف وانه عن المنكر، وهذا الفعل من أعظم القربات إلى الله عز وجل وهي مهمة الأنبياء والمرسلين، وهنا إشارة إلى ضرورة تربية أبنائنا، رجال المستقبل، على علو الهمة وقوة الشخصية الإيمانية ونبذ الأنانية والانزواء.

الوصية الخامسة: الصبر

يقول تعالى: واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، جاء في تفسير السعدي: ولما علم أنه لا بد أن يبتلى إذا أمر ونهى وأن في الأمر والنهي مشقة على النفوس، أمره بالصبر على ذلك فقال: “وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ” الذي وعظ به لقمان ابنه “مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” أي: من الأمور التي يعزم عليها، ويهتم بها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم.

فالصبر هو سلاح المؤمن وزاده ليواصل مسيرة الحياة الشاقة والمتقلبة في رضى الله تعالى، لهذا وجب علينا أن نوطن أنفسنا وأبناءنا على الصبر والتصبر، لأنه مفتاح الفرج وسبب لنيل محبة الله، فالله يحب الصابرين والدنيا دار ابتلاء والتواء وامتحان واختبار لا ينجح فيه إلا أهل العزائم والصبروالإيمان.

الوصايا المتعلقة بالأخلاق والآداب في معاملة الناس

وهو آخر نوع من أنواع الوصايا، ويأتي كتتويج وقطف لثمار التوحيد والعبادات.

الوصيتان السادسة والسابعة: التواضع

هنا دعوة صريحة لنبذ وتجنب التكبر واحتقار الناس، وذلك بإعطاء مثال حي من الواقع للتوضيح والتنفير في نفس الوقت، يقول تعالى: ولَا تُصَاعرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْارْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.

جاء في تفسير ابن كثير: وقوله: (ولا تصاعر خدك للناس) يقول: لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارا منك لهم، واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك، وابسط وجهك إليهم، كما جاء في الحديث: “ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، والمخيلة لا يحبها الله”.

وقال مالك: عن زيد بن أسلم: (ولا تصعر خدك للناس): لا تكلم وأنت معرض عنهم.

وقال ابن جرير: وأصل الصعر: داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رؤوسها، حتى تُلفت أعناقها عن رؤوسها، فشبه به الرجل المتكبر ، ومنه قول عمرو بن حنى التغلبي:

وكنا إذا الجبار صعر خده ** أقمنا له من ميله فتقوم.

وقوله: (ولا تمش في الأرض مرحا) أي: جذلا متكبرا جبارا عنيدا، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: (إن الله لا يحب كل مختال فخور) أي: مختال معجب في نفسه، فخور أي على غيره، وقال تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا (الإسراء، 37).

وعن ثابت بن قيس بن شماس قال: ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه، فقال: “إن الله لا يحب كل مختال فخور”. فقال رجل من القوم: والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها، ويعجبني شراك نعلي، وعلاقة سوطي، فقال: “ليس ذلك الكبر، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس” (رواه الطبراني).

فالكبر باب من أعظم أبواب الشر، فيه بطر الحق أي دفعه وغمط الناس أي احتقارهم، وبالتالي فالمتكبر يمكن أن يكذب ويشهد الزور ويظلم و…

وهنا إشارة قوية لقبح هذا الفعل، فلقمان الحكيم كرر لابنه نفس الفكرة، ولكن بطريقة أخرى، وهذا أسلوب راق في التربية والتنويع دفعا للملل والضجر.

وهنا أيضا نهي صريح عن عموم الكبر سواء في المشية أو غيرها، ونهي عن الفرح المفرط الذي يظهر فيه الترفع عن الناس، ونلاحظ أيضا أن لقمان اتبع أسلوب الإقناع والتبرير، لا تمش في الأرض مرحا لأن الله لا يحب هذا الفعل، وهذا ما ينقص الكثير من الآباء.

الوصية الثامنة: القصد

قال تعالى: واقصد في مشيك.

جاء في تفسير البغوي (اقصد في مشيك) أي: ليكن مشيك قصدا لا تخيلا ولا إسراعا. وقال عطاء: امش بالوقار والسكينة، كقوله: يمشون على الأرض هونا (الفرقان، 63).

والقصد هو التوسط والاعتدال في جميع أمور حياتنا؛ في النوم والأكل والنفقة والعمل و… فيجب على الآباء والأبناء تنظيم أوقاتهم وأولوياتهم في هذه الحياة دون إفراط أو تفريط بإعطاء لكل ذي حق حقه.

وهنا يمكننا الحديث عن أسلوب إعطاء البديل في التربية، فلقمان أرشد ابنه للقصد في المشي مقابل المشي مرحا والمبالغة فيما لا ينفع، ومن القصد وضوح الهدف، فالغاية دائما وأبدا هي السعي الحثيث لإرضاء الله تعالى والتقرب إليه بالفرض والنفل.

الوصية التاسعة: الغض من الصوت

لقوله تعالى على لسان لقمان الحكيم: وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الاصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ.

جاء في تفسير البغوي: (واغضض من صوتك) انقص من صوتك. وقال مقاتل: اخفض صوتك (إن أنكر الأصوات) أقبح الأصوات (لصوت الحمير) أوله زفير وآخره شهيق، وهما صوت أهل النار.

وقال موسى بن أعين: سمعت سفيان الثوري يقول في قوله: (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال: صياح كل شيء تسبيح لله إلا الحمار.

وهنا ترغيب في الالتزام بالأدب في الحديث مع الإشارة إلى أهمية الثقة بالنفس، فالتكلم بصوت مرتفع جدا هو نوع من الضعف، لذلك يجب التثبت قبل الكلام وقوله بكل ثقة وهدوء وأدب.

والتشبيه بصوت الحمير هنا للتحذير والتنفير من ارتفاع الصوت مع التزويد بمعلومات مفيدة، وهنا إشارة لاستحباب توسيع معارف أبنائنا.

ختاما أؤكد أن عملية التربية هي مهمة عظيمة، ليست بالسهلة في جميع مراحل نمو الأبناء من الطفولة وصولا لسن الشباب ومرورا بالفتوة والمراهقة، فهي تنطلق من صلاح الآباء قدوة الأبناء، وترتكز على ربط الناشئة بالله تعالى محبة وتعظيما وتوحيدا، مع تلقينهم وصحبتهم وتحفيزهم على العمل الصالح وسائر العبادات وعلى رأسها بر الوالدين والصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر، والحرص على تأديبهم وتوجيههم للتحلي بأحسن الأخلاق والسجايا من تواضع وقصد وأدب في الحديث. فاللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، والحمد لله رب العالمين.

Tagsالأسرةالعلاقة بين الأبناء والآباءتربية الأبناءقرة العين
السابق

الأبناء نعمة الله وعطاؤه

التالي

الحوار والاستقرار

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • أبناؤنا

    أسس عقاب الأبناء ووسائله مع الباحث في علم الاجتماع التربوي منير الجوري

    12 نوفمبر، 2019
    بقلم هيئة التحرير
  • الزواج

    مسؤولية الزوجين في الحفاظ على لحمة الأسرة

    3 يوليو، 2020
    بقلم إيمان بنعيسى
  • أبناؤنا

    أساسيات مهمة في بناء علاقات ناجحة مع الأبناء

    1 يوليو، 2020
    بقلم كلثوم أيت أزوبير
  • أبناؤنا

    كيف يكون الولد قرة عين (2)

    10 يونيو، 2020
    بقلم وفاء غازي جرنيتي
  • أبناؤنا

    إضاءات في طريق المؤمنات |3| قرة العين

    9 أكتوبر، 2019
    بقلم هيئة التحرير
  • أبناؤنا

    شذرات في التربية

    6 يونيو، 2020
    بقلم محمد ظريف البوفي

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    فرحة ببراءة الأبرياء

  • نساء صدقن

    فاطمة الزهراء عليها السلام

  • نساء صدقن

    سيدة نساء العالمين 6: سبقت لها الحسنى

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • المرأة بين سقطة التطبيع وإعداد جيل التحرير

    بقلم حسناء قطني
    28 فبراير، 2021
  • كن قائدا فالتاريخ لا يعترف بالجنود

    بقلم شيماء زرايدي
    27 فبراير، 2021
  • البردة ومديح سيد الأنام

    بقلم مريم ياسين
    26 فبراير، 2021
  • “ادعوني أستجب لكم”

    بقلم السعدية كيتاوي
    25 فبراير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • مجلس النصيحة عن بعد حول موضوع “المواساة” (فيديو)
  • سلطات مدينة فاس تمنع زيارة تضامنية للهيئات المحلية إلى البيت المشمع للأستاذ منير الركراكي
  • الرؤية السياسية التاريخية وأثرها على الخطاب السياسي
  • اليوم السبت.. مجلس للنصيحة المركزية عن بعد يتدارس موضوع “خلق المواساة”
  • مثقفون يجمعون في ندوة على أهمية الثقافة والفن في نصرة القضية الفلسطينية زمن التطبيع
  • ذ. حمداوي يعزي في وفاة المفكر المصري الكبير “طارق البشري” رحمه الله
  • التربية النبوية المتوازنة وآثرها في درء المفاسد وجلب المصالح (2)
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020