لنحسن مهنة الأمومة والأبوة

ماذا عن جهل خلف والدين قاصري النظر فأنتجا أطفالا متشردين في بيت متهالك البنيان، مستقبلهم مجهول وضياعهم يلوح في الأفق، فمنهم من وعى وهرول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومنهم من أصبح نسخة أسوأ من أبويه ليصبح عبئا على المجتمع و”مصيبة” كما يحلو للأم أن تناديه كلما سنحت لها الفرصة بذلك.
وماذا عن وفرة المال، خلفت والدين مستهترين ظنا أنهما يملكان ما يلبي احتياجات طفلهما ونسيا أهم مبادئ التربية؛ وهي الحظوة المعنوية من حب وحنان وعطاء ومودة.. تروي ظمأ عطش وجدانه، لئلا يتجه للبحث عما ينقصه في غريب ماكر مد له في يوم من الأيام باقة من الكلمات ملأت شرخات قلبه.. فضاع، واضمحل، ولم يعد لا الندم ينفع ولا المال يشفع!
ما عسانا أن نقول عن أب تجرد من كل معاني الأبوة، وارتدى كلمة أب حافية، يستشيط غضبا وضربا وعنفا لأطفاله لأتفه الأسباب تحت مفهوم التربية.
وماذا تبقى لنقوله عن التي تحت أقدامها الجنان؛ تلك التي تملك أرفع المهمات وأسمى الصفات: الأم، حين تترك أطفالها وراءها ليتكلف الزمان برعايتهم بدعوى “بغيت نعيش حياتي”، ناسية الأجر والمنزلة والرفعة التي استغنت عنها في الدارين!!
وماذا عن وعي وتفاهم أنتجا والدين مثاليين وبيتا صحيا متوازن الأركان، لا يخلو من القسوة أحيانا ولين في كثير من الأحيان، رغم هذا وذاك تبقى مسحة من المثالية في عيون أطفالهما.. والسر في استمراره يكمن في حسن التدبير وخفض الجناح وحل المشاكل بالنقاش، مما يساعد على تنشئة أطفال ذوو تربية متوازنة لحياة صحية وإشباع مطلق للمشاعر.
أما أولئك الذين وجدت من أجلهم كلمتي الأب والأم، فهم عماد الأمم ومربو الأجيال؛ أجيال تنهض بالأمة وترفع لواء النصرة، هم السلف لخير خلف، هم من حقت لهم نظرة الفخر وكلمة الشكر وتضحية العمر..
ولكي نجبر بعض تلك الحالات ونحافظ على جوهر الأخرى يبقى العقل هو المدبر و القلب هو المسير..
بالعقل والحكمة نتخطى الأزمات مع من أحسنا اختياره شريكا للحياة؛ ذا خلق ودين وعفة ولين. نملأ ثغرات القلب بالمصاحبة والمشاركة والتعبير عن الحب، حتى يتسنى لأطفالنا تفادي العثرات، ليترعرعوا رجالا ونساءً رغم الأزمات، وينجحوا في تخطي مطبات الحياة!!