أسرتي والقرآن

كيف نزرع حب القرآن في قلوب أبنائنا؟ سؤال يطرحه الكثير من الآباء محاولين بذلك تحريك تلك الفطرة داخل أطفالهم، آخذين بقول الله عز وجل: “قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..”، فيبدأ الأب أو الأم مع الطفل في خطواته الأولى تحفيظه سورة الفاتحة مستمتعين معه فيما يجدونه من حلاوة تتعتعه في بداية كلامه، ولكن هذه المحاولة ما تكاد تنطفئ عند دخول ذلك الطفل إلى المدرسة، ويتحول الأمر من تطبيق إلى مجموعة أماني يتحدثون بها، ويذهب البعض إلى حلول بديلة في الحفظ لكن يجد الآباء تمردا من الطرف الآخر، حيث يبدأ التهرب من الحفظ بحجة الدراسة. فكيف نجعل أطفالنا يستوعبون أن القرآن هو مفتاح النجاح؟ كيف نجعل القرآن الكريم أكبر همهم؟
أولا: اتباع السنة النبوية
ترسيخ حب النبي عليه الصلاة والسلام للأطفال، فهو القدوة الحسنة والنموذج المثالي. لذلك يجب على الأبوين الاجتهاد في توصيل بعض من سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام منذ الصغر. أخرج الطبراني وابن النجار عن علي رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن” (قال المناوي عن سنده ضعيف).
ثانيا: قدوتهم داخل البيت
يجب على الوالدين أن يكونا مثالا حيا أمام أطفالهما، فصحبتهما للقرآن تلاوة وحفظا داخل البيت أكثر دافع للطفل لاتباعهما والسير على خطاهما.
يقول الإمام عبد السلام رحمه الله: ومن محبة القرآن الكريم وخدمته أن يكون كل منا “مدرسة قرآنية متنقلة عبر الأجيال”، فيربي أبناءه وأهله والناس جميعا على حفظ القرآن الكريم ومحبته.
ثالثا: خطوات مشجعة
يجب على الآباء أن يوضحوا لأطفالهم فضل حفظ القرآن كي يزداد تعلقهم به ورغبتهم في حفظه. كما يجب عليهم اتباع مبدأ التحفيز بالمكافأة، فكلما حفظوا شيئا من القرآن احتفل الأبوان بهم ولمَ لا مكافأتهم بالهدايا أيضا، ومن المستحب تخصيص حصة حفظ كل يوم بمشاركة الأطفال والآباء، وخلق جو المنافسة فيما بينهم. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “اعلموا رحمكم الله أن بين أيديكم أنفس ما تنتجه الأمة وهم أطفالها، هذه كنوز بين أيديكم يعلم الله عز وجل أي خير يخرج من كل فرد من هؤلاء الأفراد.. علماء ومجاهدون وحاملو الدعوة، وهذا ينبغي أن تسهروا عليه.. من غرس غرسة ينبغي أن يتعهدها”.
وأخيرا الدعاء للأبناء بالصلاح؛ فعلى الوالدين الاجتهاد في الدعاء بصلاح أبنائهم، لأن الأمر كله بيد الله عز وجل، ومن أعظم أسباب صلاح الأبناء كثرة الدعاء لهم والتضرع إلى الله ليصلحهم.
ربنا هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.