سنكون بخير

قد يتسلل إلى قلبك الإحساس بالتعب والحزن وفقدان الأمل، وربما الاكتئاب.. وقد تسيطر على عقلك الأفكار السوداء المحاطة بشُحن سلبية..
إن تمكنت منك هذه الأحاسيس غدوت إنسانا بلا هدف، قواه منهكة بكثرة التفكير، لا يضحك وقد لا يبكي أيضا، فالإحساس منعدم، والتفاؤل والأمل لا وجود لهما في حياته.
صحيح، أن يكون محكوما عليك بلزوم مكان واحد لمدة طويلة ليس بالأمر الهيّن، ولكن بدل التفكير في شيء لا نملك له حلا، يجب أن نشغل أنفسنا بما يسعدنا وينسينا ألم فراق الأحبة وما حرمنا منه، نغتنم هذه الأيام المباركة وننسى أمر موعد انتهاء الحجر الصحي أو ما شابه. نجعلها فرصة للتقرب من الله والاعتكاف وتجديد الصلة مع القرآن الكريم، نتعلم ما هو جديد، نصقل مواهبنا ونتعرف على أنفسنا جيدا..
كن على يقين بأنك لو تجاوزت هذه المرحلة وأنت بصحة جيدة، وأقصد النفسية على وجه الخصوص، لن تجد مستقبلا صعوبة في التعامل مع مشاكلك، وستصبح إنسانا صلبا لا تؤثر فيه تغيرات الحياة كيفما كانت.
تخيل بأنك في مباراة إما يتغلب جانبك السلبي أو جانبك المشرق، اعمل على تقوية الأخير لتعيش مطمئنا سعيدا وراضيا بما قسم الله لك .
لن أقول ستعود الحياة إلى طبيعتها، بل أقول ستصبح أفضل؛ سيرفع الله عنا هذا البلاء، وستمتلئ المساجد بالمشتاقين من جديد، سنصلي جنبا إلى جنب، ونحمد الله كثيرا على نعمه. سنبتسم لبعضنا، وسنعانق الأقارب والأصحاب، ونزور العائلة. سنعود إلى مدارسنا، وسنعيش ما تبقى لنا من حياتنا بحب وأمل. سنرضى بما قسم الله لنا، وسنتذكر هذه الأيام ونفتخر بأنفسنا لأننا صبرنا ووثقنا بالله. سنقدر أطر الصحة وعمال النظافة.. وكل من ضحى بحياته لحمايتنا وخدمتنا..
سنكون بخير إن شاء الله تعالى..