وصية نبوية جامعة.. مع ذة. بديعة سعدون

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ” (رواه الترمذي).
وصايا نفيسة جاءت على لسان الحبيب المصطفى، صاحب الحكمة البالغة والكلمة الصادقة، من أوتي جوامع الكلم.
كلماته نبراس طريق لمن يبحث عن سعادتي الدنيا والآخرة؛ “فمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ” أي قصده في عمله، في حركاته وفي سكناته، “جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ”، ورزقه القناعة والراحة والطمأنينة، مستغنيا به عن خلقه، “وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ” وحفظه من التشتت، ورزقه التوفيق، “وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ”، أي مقهورة ذليلة، لأنها جاءت دون طلب.
أما “مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ”؛ أي جعله دائم الإحساس بالفقر رغم غناه. لا يعظم نعم الله عليه. “وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ”؛ أي شتت عليه أمره، فرغم سعيه الحثيث فهو لا يحصل من الدنيا إلا ما كتبه الله عز وجل له.
نسأل الله تعالى أن يجعل كل سعينا في هذه الدنيا ابتغاء لمرضاته ونيل رضاه.
فاللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنا وقنا عذاب النار.
وفقني الله وإياكم للاهتداء بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسنته، والفوز بمحبته وبشفاعته. آمين. آمين. برحمتك يا أرحم الراحمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصية نبويةوصية نبوية جامعةذة. بديعة سعدون
Gepostet von نساء العدل والإحسان am Mittwoch, 29. April 2020