صنائع المعروف تقي مصارع السوء.. مع ذ. محمد حمداوي

تناول الأستاذ محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، في درس جديد نشرته قناة الشاهد الإلكترونية، خلق التضامن والمواساة بين الناس أجمعين، انطلاقا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روته أم سلمة رضي الله عنها، المعروف بحديث “صنائع المعروف”، يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة”.
ووقف حمداوي عند بعض خلاصات هذا الحديث العظيم الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تفسيرا وحثا على فضائل الأعمال الواردة فيه، فقال:
“تحدث نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم عن “صنائع المعروف”، وهي كل ما صنعته من خير وقدمته للغير، وهذا المجموع يفيد أمرين؛ الكثرة والاستمرار.
و“مصارع السوء” هو الموت المفاجئ بسبب مفزع مكروه؛ كالهدم والتردي والغرق..
و“الصدقة خفيا تطفئ غضب الرب”، إشارة للفرض والنافلة، فصدقة الفرض هي الزكاة وكل إنفاق لذي حق، وتكون في السر والعلن، ويؤكد هنا الرسول صلى الله عليه وسلم على السر للسلامة من الرياء والسمعة، فتكون أقرب إلى الإخلاص فتنجي من غضب الله عز وجل، وتنجي كذلك من عواقب المعاصي والعياذ بالله.
و“صلة الرحم زيادة في العمر”؛ “صلة الرحم” تكون لذوي الرحم من الفقراء ومن الأغنياء؛ مع الفقراء بالمال والنفقة والتفقد، ومع الأغنياء بالهدايا وبالتزاور. وبالنصح وإدخال السرور على الجميع.
و”زيادة في العمر”، المقصود منها أنها تكون بركة في العمر، أي توفيقا إلى الطاعات واغتنام ساعات وأيام وسنوات الحياة كلها بكل خير، لا ما هو معروف عند الناس من أنها زيادة في طول العمر، ولكنها تخص ما يحتوي هذا العمر من أعمال الخير، فقد يعمر الإنسان طويلا ويكون عمل خيره قليل، فلا يقارن مع من عاش أقل منه ولكنه عمل عملا كثيرا؛ فهذا الذي عرف البركة في عمره. والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء في زيادة الأعمار ونقصانها.
و“كل معروف صدقة”؛ أمر عام، فالكلمة الطيبة، وحسن الظن بالناس، وإدخال السرور عليهم وإعانتهم.. كلها معروف.
ويذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث ميزة عظيمة جدا لأهل المعروف، عندما يقول، “وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة”؛ وهذا تنويه عظيم بأهل الخير، فكما تميزوا في الدنيا بميزة الإنفاق في سبيل الله ونشر الخير والمعروف في الناس، فكذلك ميّزهم الله في الآخرة بفضل عظيم ومنزلة خاصة عند الله سبحانه وتعالى جل وعلا. وأضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا “وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة”، طبعا إذا لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى عز وعلا، فالإنسان الذي يعمل المنكر في الدنيا يكون من أهل المنكر في الآخرة والعياذ بالله، نسأل الله تعالى أن يعفو عن الناس جميعا”.
وفي نهاية شرحه للحديث، أكد عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن “هذا زمن وأوان أن نستمع إلى الحديث العظيم بآذاننا وبقلوبنا وبمشاعرنا حتى نهب إلى تقديم كل خير للناس جميعا؛ تضامنا ومساعدة بكل أنواع المعروف حتى نساعد الناس على المكوث في منازلها، كل من جانبه”.
وأوضح حمداوي، زيادة في توخي الحرص والحث على التزام الحجر المنزلي وما يصاحبه من احتياطات لمواجهة هذا الوباء، أننا “أمام تحدٍّ كبير أن ينحصر هذا الداء والوباء في أقل مدة إن شاء الله إذا كان هناك انضباط للاحترازات، فينغبي أن نهب إلى احترام هذه الاحتياطات، وبين أيدينا شهر رمضان، والناس كلها شوق وأمل، لكن معانقة شهر رمضان بكل نفحاته معلق على الانضباط وانحصار هذا الوباء”.
وختم كلمته بالتوجه إلى المولى سائلا إياه عز وجل أن يعجل بالفرج لنا وللأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء من هذا الوباء ومن كل داء وبلاء.
صنائع المعروف تقي مصارع السوءصنائع المعروف تقي مصارع السوءمع الأستاذ محمد حمداوي
Gepostet von قناة الشاهد – Chahed.Tv am Dienstag, 7. April 2020