سلسلة “ومضات ندية”.. الومضة الأولى: عُدة البداية

أستأذنكم بالدخول بومضات أرجوها ندية، وأولها عدة البداية.
هل استعددتم لرحلة النوال بلا حدود، والعطاء بلا قيود، رحلةِ الرحمة والغفران، والعتق من النيران. رحلة كان بدؤها لألف وأربعمائة سنة من تاريخ أهل الإيمان، وتتكرر كل سنة شهرا فرضا، ومفتوحة نفلا، لمن أراد الاستزادة من فضل ربه، والمباعدة بكل يوم أربعين خندقا عن مقته.
هل جددتم النية والعزم اللازم، لرحلة الجد الحازم، والغد الباسم؟
هل أعددتم مغارف القلوب للذكر، ومنعتم اللسان عن السباب والوِزر؟
هل أعددتم الأفئدة للتلقي والترقي؟
هل طهرتم آنية الله حقا، وأردتموه صدقا؟
بدأت الرحلة، وانطلق جرس التباري، والغالب من أحسن المكافحة، وأجاد المنافسة والمنافحة، متحديا كسل النفس، خائفا الفوت، محسنا على الله الدلالة، برفق، وود وطلاقة.
هل اعتبرتَ من الفرصة الفارقة، واحتضنت أهلك بمودتك الفائقة؟
هل غمرتِ أسرتَكِ بصدق العاطفة، وأنت بين يدي الله عاكفة ناسكة؟
هل أحسنتم أيها الصغار الكبار، لتنالوا فضل المحبوبين الأبرار؟
اجتمِعوا عليه، فما خاب من رغب في أنسه وتعاون على بره، وتشاركوا في كل شيء، لتنالوا أوسمة الاستقامة ودار الكرامة.
أحييكم.