بادر فرمضان كريم وربك أكرم…

رمضان شهر الهبات العظيمة التي تأتي من الكريم بلا طلب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة، لا يشقى بعدها أبداً”.
رمضان هبة ربانية تتنزل فيها نفحات السماء وتصفو الأرواح فإذا هي نسمات علوية تلامس ما عند الله من عطاء.
رمضان شهر السمو الروحي والانقلاع من الركون إلى الأرض، نفحاته العلوية تعين الأرواح التواقة على الصعود والارتقاء قفزا لنيل أعلى درجات القرب من المولى، فإذا هي حياة طيبة في كنف الله وأرواح تشتم نفحات الآخرة فتطلب المزيد.
رمضان شهر تلتقي فيه السماء بالأرض، فهو شهر القرآن وحيا منزلا من السماء في ليلة خير من ألف شهر وسنين العمر، تنزل فيها الروح والملائكة بأمر ربهم حتى مطلع الفجر.
رمضان شهر ملائكة الرحمن تلتحم بأهل بدر على أرض المعركة فيكون النصر تأييدا وهدية من السماء، خرقت فيها نواميس الكون وسقطت فيها موازين الأرض وعلت أحكام السماء.
رمضان زمن مبارك، وشهر عظيم اختصه المولى عز وجل بالنفحات الربانية، وهو أكبر من مجرد امتناع عن الطعام بالنهار والأوقات سائبة والأرواح هائمة على وجهها.
رمضان شهر الإكثار والاستكثار من الطاعات والعبادات والخيرات، والمرابطة على أبواب النفس ولجمها بلجام الفضيلة، والتضييق عليها في معاقرة الشهوات وإن كانت مباحة.
رمضان فرصة لقلب دولة النفس وإعادة الأمور إلى نصابها في مرضاة الله وطاعته لتدارك ما فات وصعود الدرجات.
رمضان هدية ربانية، فلنعد ضبط ساعتنا على زمن العبادة، ولنرع حرمته ليلا ونهارا سرا وجهارا، علنا تصيبنا نفحة من نفحاته العلوية وتكتب لنا فيه ولادة جديدة متجددة ينجمع بها أمرنا ونسعد دنيا وآخرة.
رمضان لما بعده، عزمات آنية من نفحاته على الاستمرار على منوال الاستقامة فيه، نعوذ بالله أن نكون ممن ينكث غزله، ونسأل المولى ثباتا في أرض الطاعات حتى تنبت شجرة إيماننا، وأن يحمينا من رياح الشهوات والغفلات..
بادر فرمضان كريم وربك أكرمذة. حفيظة فرشاشيعضو الهيئة العامة للعمل النسائيلجماعة العدل والإحسان
Gepostet von نساء العدل والإحسان am Sonntag, 26. April 2020