مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • البردة ومديح سيد الأنام

      26 فبراير، 2021
      0
    • "ادعوني أستجب لكم"

      25 فبراير، 2021
      0
    • حديثُ نظرة..

      23 فبراير، 2021
      0
    • الزهد في الدنيا

      22 فبراير، 2021
      0
    • رحمته صلى الله عليه وسلم

      14 فبراير، 2021
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      12 فبراير، 2021
      0
    • سعادة المؤمنين

      8 فبراير، 2021
      0
    • "وددت أني لقيت إخواني"

      5 فبراير، 2021
      0
    • من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة

      1 فبراير، 2021
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • العربية.. لغة تواصل أم أمانة قيم؟

      2 فبراير، 2021
      0
    • الأسس الفكرية لقضية المرأة

      31 يناير، 2021
      0
    • المرأة وجهاد التعليم.. رؤية منهاجية

      21 يناير، 2021
      0
    • المرأة والتعليم.. ندوة علمية عن بعد من تنظيم الهيئة العامة للعمل النسائي ...

      20 يناير، 2021
      0
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • البعد الإنساني في مقاربة قضية المرأة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      31 ديسمبر، 2020
      0
  • نساء صدقن
    • فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق

      4 فبراير، 2021
      0
    • خير نساء العالمين | فاطمة الزهراء بنت أبيها (1)

      3 فبراير، 2021
      0
    • من بين فرث ودم

      24 يناير، 2021
      0
    • رب السماء يمطر الذهب والفضة.. قصة من وحي الواقع

      22 يناير، 2021
      0
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • العلاقة الزوجية وصفارات الإنذار

      21 فبراير، 2021
      0
    • مودة ورحمة| التغافل خلق الكرام

      11 فبراير، 2021
      0
    • أحتاج إليك زوجي

      4 فبراير، 2021
      0
    • الحزام السحري (قصة قصيرة)

      3 فبراير، 2021
      0
    • الإشباع العاطفي ودوره في صناعة طفل سوي

      1 فبراير، 2021
      0
    • مسؤولية المصاب بداء السكري في التكفل بمرضه

      28 يناير، 2021
      0
    • في بيت النبوة (3) | الاجتماع على الله حصن الأسرة الحصين

      26 يناير، 2021
      0
    • "يا بني اركب معنا"

      25 يناير، 2021
      0
    • رسالة إلى الوالدين.. كونوا أصدقاء أبنائكم

      25 يناير، 2021
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

      24 فبراير، 2021
      0
    • كن قويّاً.. فقد خُلِق النجاح للأقوياء

      17 فبراير، 2021
      0
    • التطبيع جبن وضعف وانهزامية

      16 فبراير، 2021
      0
    • تعددت الأشكال والغرق واحد

      11 فبراير، 2021
      0
    • الفنيدق.. المغرب الصغير

      10 فبراير، 2021
      0
    • "الديوانة".. اقتصاد اهتز أم لغم انفجر؟

      10 فبراير، 2021
      0
    • طنجة الغارقة!

      9 فبراير، 2021
      0
    • احتجاجات الفنيدق.. نداء استغاثة فهل من مجيب؟

      9 فبراير، 2021
      0
    • نحن الوطن

      8 فبراير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
أساسيات في العبادة
Home›عين على الآخرة›أساسيات في العبادة›التوبة أول منازل العبودية

التوبة أول منازل العبودية

بقلم نبيلة الرغاي
23 أبريل، 2020
1289
0

التوبة عمل باطني قلبي موجه لكبح جماح النفس، وتقييد أهوائها، والتوجه بها لطلب مغفرة الله ورحمته ونيل رضاه عز وجل. وبهذا المعنى تكون التوبة بداية الطريق لتحقيق العبودية لله تعالى. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “التوبة عندنا رحمة. التوبة رجوع صادق إلى الحق. التوبة طهارة. التوبة وضوء وصلاة وقرآن وطاعات وأعمال صالحات” (1).  

تعريف التوبة

التائب إلى الله هو العائد لطاعة ربّه، وتاب الله على عبده أي عاد عليه بالصفح والمغفرة، والعبد التوّاب هو العبد كثير العودة إلى الله بالاستغفار.

ويشمل مفهوم التوبة كل المعاني التي تضمنها لفظ التوبة في القرآن الكريم، فعلى سبيل المثال نجده:

– في سورة التوبة ورد بمعنى التجاوز والصفح والعفو من الله تعالى على عباده، في قوله تعالى: وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (سورة التوبة، الآية 15).

– وجاء بمعنى الإنابة والرجوع إلى الله تعالى في قوله تعالى في سورة البقرة: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ (سورة البقرة، الآية 54).

– وجاء أيضا بمعنى الندم على المعصية في قوله تعالى في سورة البقرة: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا (سورة البقرة، الآية 160).

وقد أجمع علماء الأمة الإسلاميّة على أنّ التوبة هي فرض عين على عباد الله المؤمنين، وذلك تصديقًا لقوله تعالى في سورة النور: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة التوبة، الآية 31).

      واستجابة لنداء الله تعالى ودعوته للمؤمنين بالتوبة النصوح في قوله تعالى في سورة التحريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (سورة التحريم، الآية 8).

وبالمثل نجد أحاديث كثيرة في فضل التوبة والمداومة عليها، ونذكر ما رواه مسلم في صحيحه، عن الأغر المزني أبو مالك عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ، في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ، مَرَّةٍ” (2).

وأيضا الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّه قال: “إنا كنا لنعد لرسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” (3).

وأجمع العلماء أيضا على مشروعيّة صلاة التوبة من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يُذنِبُ ذنبًا فيُحسِنَ الطَّهورَ ثمَّ يقومَ فيُصلِّيَ ركعتَيْن ثمَّ يستغفِرُ اللهَ إلَّا غَفَر له، ثمَّ قرأ هذهِ الآيةَ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (4)، وفيها يتوسّل العبد إلى بارئه ويظهر ندمه على فعلته ليتوب الله جلّ شأنه عليه، ولا يمنع صلاة التوبة مانع إلّا في أمرين، الأوّل منهما هو أن يبلغ المرء منيّته فتغرغر الرّوح في حلقومه، وهو ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغرغِرْ” (5)، والأمر الثّاني هو حدوث آخر علامات يوم القيامة الكبرى ألا وهي شروق الشمس من مغربها، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه” (6).

التوبة النصوح

التوبة هي عقد النية الصادقة في تلبية نداء المولى عز وجل حين ينادي الإنسانَ: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه (سورة الانشقاق، الآية 6)، يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك (سورة الانفطار، الآيات 6-7-8)، تذكير من اللطيف الخبير لهذا المخلوق الغافل عن مولاه المنصرف إلى دنياه.

هذا النداء يجد الإنسان صداه في قلبه، والإعراض عن نداء الرحمن يوجب سواد القلب، فالمعاصي تظل تنكث في القلب حتى تجعله أسودا شيطانيا. والله عز وجل يحب التوابين ويفرح بالراجعين إليه. وتأجيل التوبة والتراخي فيها إنذار بسوء الخاتمة.

وأول خطوات التوبة الخروج من دائرة النفاق؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدَعها: إذا ائْتُمِن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجَر” (7). فالأعمال الصالحة كالصلاة والصيام، يأتيها نفاق العمل هذا فيفسدها. ونفاق العمل يمكن إصلاحه بالتوبة إن توفرت شروطها.

وهناك مرتبة أخرى من النفاق أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم وأبي داود والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات ولم يَغْزُ ولم يحدث به نفسه مات على شُعبة من نفاق» (8). إذ القُعود عن الجهاد والمشاركة في الانتصار لدين الله نفاق، وشعبة من النفاق.

شروط التوبة

وللتوبة النصوح شروط ظاهرة نوردها كما يلي:

1.     الإقلاع عن المعصية إقلاعا كاملا.

2.     عقد النية الصادقة على عدم العودة إليها.

3.     طلب المغفرة من الله والتذلل والانكسار بين يديه.

4.     رد المظالم إلى أهلها والتحلل من حقوق الناس وطلب السماح منهم.

روح التوبة ومعناها

والتائب إلى الله يجب أن يستحضر روحها ومعناها، التي نجملها كما يلي:

1.     ألم القلب والندم والحزن على ما فات.

2.     الصبر مع داعي الفضيلة.

3.     قمع منادي الهوَى.

4.     خشية الله في السر والعلَن.

5.     تقوى الله فيما نأتي وما نذر.

6.     شكره سبحانه على نعمائه.

فالتوبة إذن هي إقلاع عن كبائر الإثم والفواحش، هي توبة من هفوات الغفلة وغلبة النفس وضعف الإرادة، هي تطهر واستغفار وصلح مع الله، هي رجوع إليه سبحانه وإقرار له بالعبودية.

التوبة قلب دولة النفس

ونستشهد في هذا السياق بما قاله الشيخ “عبد القادر الجيلاني” حول التوبة التي اعتبرها مشروع أمة وبرنامج حياة؛ “التوبة قلب دولة النفس” (9)، ويقصد بها:

– أن التوبة انتقال من عالم الغفلة والمعصية إلى عالم العبادة والطاعة، ومن عالم الهوى إلى عالم الشرع.

– أن التوبة هجر الطبع والهوى والشيطان ورفاق السوء، وتغير من حال العادة إلى حضور مع الله تعالى وإلا فكذب.

– أن التوبة تكون بالقلب ثم باللسان وباقي الجوارح، فيصير ظاهرك محفوظا وباطنك بربك عز وجل مشغولا.

وعليه فإن العبد التائب يكون بين الخوف والرجاء، إذ باب التوبة يظل مفتوحا في وجه المذنبين، والله جل وعلا يفرح بتوبة عبده إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (سورة البقرة، الآية 222). وكما قال رسوله صلى الله عليه وسلم: عن عبد الله بن مسعود “فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده” (10).

التوبة مقامات

إن التوبة النصوح؛ هي يقظة القلب وتحفّز الإرادة إلى استكمال الإيمان وقرع أبواب الإحسان. فلا تكون التوبة ذات دلالة إلا إذا كانت حافزا إلى السير الحثيث صعودا في عقبة الإيمان والإحسان. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “يتطهر العبد بماء التوبة فيتذوق حلاوة الإيمان، فيستزيد ويستزيد حتى تنفر نفسه من المعصية، وحتى يكون الاستغفار واليقظة القلبية ملازمة له في جميع أحواله وأعماله” (11). وبذلك تكون التوبة أول خطى التربية حيث تلازم اليقظة القلبية المؤمن في مسار سلوكه.

والتوبة إلى الله درجات ومقامات؛ توبة باعثها الخوف من العقاب وأخرى باعثها الحياء من الله عز وجل، يقول العز بن عبد السلام: “التوبة صفة المؤمنين (…) والإنابة صفة الأولياء، وأما الأوبة فهي صفة الأنبياء والمرسلين”. حتى قال: «فشتان بين التائب من الزلات، وبين التائب من الغفلات، وبين التائب من رؤية الحسنات” (12)، ومقام الإنابة هو استقرار القدم في منزلة التوبة، أي الرجوع من الغفلة إلى العبادة والذكر والحضور مع الله تعالى. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “القلب المنيب وما فيه من حب لله وإخلاص له هو أصل الدين، شريطة القيام بالأعمال الظاهرة الموافقة للشريعة [فإن حركات الظاهر توجب بركات الباطن] ومن ملأ قلبه حب الله والإخلاص له، وبرئ من النفاق والشقاق، كان وليا لله، لا يتعامل مع الله عز وجل إلا على أساس أنه مذنب مقصر مهما كان عمله. يتوب إلى الله لمعرفته أن الله جلت عظمته يحب التوابين ويحب المتطهرين. قال رسول الله ﷺ: “توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى ربي في كل يوم مائة مرة” رواه مسلم، ولأنه يعلم أن الله عزت قدرته ووسعت رحمته يفرح بعبده التائب. تَسبق في حساب العبد المنيب الرابطة الوثقى رابطة حب الله والفرح بالله، توقعات الثواب وخوف العقاب. يكون حياؤه من الله وخوفه من الله وولاؤه الخالص لله وذكره الدائم لله الباعث والوازع…” (13).

اليقظة القلبية

وهكذا فكلما ألح العبد في توبته وداوم الوقوف طارقا باب الاستغفار والاعتذار ، يقبل عليه الحنان المنان، فيقذف في قلبه من نوره سبحانه قبس اليقظة والنهوض والقومة له سبحانه. فيصير العبد ذاكرا لله مراقبا لحدوده سبحانه؛ مخافة أن يزيغ قلبه وتطغى نفسه وتتعدى وتزل قدمه فينكص على عقبه. يقول ابن القيم في مدارج السالكين “القومة لله هي اليقظة من سنة الغفلة والنهوض عن ورطة الفترة” (14). واليقظة أول منازل العبودية، فعندما ينزعج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، يستفيق العبد وينتبه فيقوم يشمر لله بهمة وعزيمة، حينها يغدو القلب يرى بنور ذلك التنبيه نعم الله الباطنة والظاهرة، ثم يبدأ السير في طريق الله بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير، ويتدارك في طريق سلوكه إلى الله جناياته ليتخلص من رقها، ويتحرر من عبودية ما سوى الله جلت عظمته.

اليقظة هي حياة القلب؛ نفهم من قوله تعالى: أموات غير أحياء وما يشعرون (سورة النحل، الآية 21)، أن القلب يحيى بنور الإيمان.  الذي يبلى ويخلق لذلك يحتاج المؤمن لتجديده واستزادته بذكر الله تعالى والمقصود هنا؛ الذكر بمفهومه الواسع الذي يشمل كل العبادات الموصولة الواصلة بين العبد وربه من صلاة، وصحبة للقرآن (تلاوة وحفظا وعلما وتدبرا وتمثلا..)، ومداومة على الأذكار (لا إله إلا الله – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – الاستغفار – التسبيح…)، وتفكر في آلاء الله تعالى، ومجالسة للمؤمنين وصحبتهم، ودعاء بآدابه السنية، وشعور دائم بالخوف والرجاء، وإكثار من ذكر الموت وما بعده…

ذكر الله إذن هو البلسم الذي يمكن أن يوقظ القلب الغافل ويعيد إليه حرارة الحياة. وقبله ومعه وبعده؛ الصدق وإخلاص النية لله تعالى. ولكي يبقى القلب يقظا ينبغي أن يبقى حيا بنور الإيمان، من خلال تجديد الإيمان في القلب وإقامة الوجهة لله تعالى؛ بالمداومة على الاستغفار وتلمس منابع الإيمان للارتواء منها والتضرع لله تعالى والتوسل بين يديه واستحضاره في جميع الأحوال والأوقات.

 خلاصة

خلاصة القول إن توبة المؤمن والمؤمنة ويقظتهما القلبية طلبا لمقامات القرب عند الله تعالى؛ هي أم القضايا التي يجب أن تشغل بالهما والأساس الذي تتفرع عنه باقي القضايا. وذلك لن يتأتى إلا بمجاهدة النفس وتزكيتها، لتصبح حياتهما كلها لله رب العالمين. يقول الله عز وجل: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (سورة الأنعام، الآية 162)، وهذا هو مقام العبودية الذي يجب أن يسعيان إلى تحقيقه في ذاتهما، ويستنهض همتهما لتغير ما بنفسيهما نحو الأفضل، إذ ما يغير وجه العالم من لم يغير نَفسه، إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (سورة الرعد، الآية 24)، فتحقيق شروط عبادة الله تعالى بإحسان هي الغاية العظمى التي من أجلها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أن يعرف الإنسان ربه.

فإذن ليس المقصود بالتوبة مجرد الندم على الذنب والكف عن المعصية، بل المقصود كما يقول الإمام سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله: “التوبة العميقة التي تقلب كل الموازين، العقلية والقلبية والأخلاقية السلوكية، وتوجه التائب وِجهةَ الآخرة، وتستنقذه من عبوديته لهواه وأهواء الناس والشيطان، وتُخْلصهُ لله عز وجل خالقِه ورازقِه. التوبةُ بهذا المعنى حقا قلب دولة كما يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمهُ الله. قلبُ دولة النفوس، ولا مَسْعَى من دونها لقلب دولة الباطل في العالم) (15).

اللهم اجعلنا من التوابين المنيبين إليك أبدا ما أحييتنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. آمين والحمد لله رب العالمين.


الهوامش:

(1) عبد السلام ياسين، الشورى والديموقراطية، مطبوعات الأفق، ط 1، 1996، الدار البيضاء، ص104.

(2) صحيح البخاري، رقم 6307.

(3) مسند أحمد، رقم 6/328.

(4) صحيح أبي داود، رقم 1521.

(5) صحيح الترمذي، رقم 3537.

(6) موسوعة الفرق، رقم 2836.

(7) صحيح البخاري، رقم 34.

(8) الموسوعة العقدية، رقم 7/78.

(9) عبد القادر الجيلاني، الفتح الرباني والفيض الرحماني، تحقيق أنس مهرة، دار الكتب العلمية، 1719، بيروت، ص19.

(10) صحيح مسلم، رقم 2744.

(11) عبد السلام ياسين، الإحسان، دار لبنان للطباعة والنشر، ط 1، 1998، ج 1، ص 101.

(12) مصطفى مبارك إيدوز، إن الله تعالى يحب، دار الكتاب العلمية، 1719، بيروت، صص73- 38.

(13) عبد السلام ياسين، الإحسان، م. س، ص 102.

(14) تهذيب مدارج السالكين، ابن القيم الجوزية، هذبه عبد المنعم صالح العلي، دار النشر للجامعات، ط 1، 2010، القاهرة، ص 90.

(15) عبد السلام ياسين، العدل: الإسلاميون والحكم، مطبوعات الأفق، ط 1، 2000، الدار البيضاء، ص187.

Tagsالتزكيةالتوبةرمضان
السابق

كم الساعة بتوقيت كورونا؟

التالي

عمال النظافة.. خيركم فوق راسنا

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • روح العبادة

    دموع غالية

    3 مايو، 2020
    بقلم ليلى المتوكل
  • روح العبادة

    لا تنقض غزلك بعد رمضان

    28 مايو، 2020
    بقلم نعيمة رضوان
  • أساسيات في العبادة

    إن لله لنفحات

    25 أبريل، 2020
    بقلم السعدية كيتاوي
  • أساسيات في العبادة

    التوبة بين يدي رمضان

    20 أبريل، 2020
    بقلم طيبة إدريسي القيطوني
  • أساسيات في العبادة

    د. عبد الصمد الرضى: أذكار وأفكار (1).. لا إله إلا الله (فيديو)

    17 أبريل، 2020
    بقلم عبد الصمد الرضى
  • روح العبادة

    المناجاة … لـذة وأسرار

    10 مايو، 2020
    بقلم سميرة سوسي

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    الكمال الخلقي

  • منطلقات

    حَقَّتْ مَـحَبَّةُ رَبِّنَا

  • نساء صدقن

    سيدتنا أم كلثوم بنت عقبة والتجرد التام لله

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • البردة ومديح سيد الأنام

    بقلم مريم ياسين
    26 فبراير، 2021
  • “ادعوني أستجب لكم”

    بقلم السعدية كيتاوي
    25 فبراير، 2021
  • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

    بقلم هيئة التحرير
    24 فبراير، 2021
  • حديثُ نظرة..

    بقلم صفاء طريبق
    23 فبراير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • ذ. حمداوي يعزي في وفاة المفكر المصري الكبير “طارق البشري” رحمه الله
  • برنامج مجلس النصيحة المركزية عن بعد في موضوع: خلق المواساة
  • التربية النبوية المتوازنة وآثرها في درء المفاسد وجلب المصالح (2)
  • هكذا حبَّبنا الإمام ياسين في رسولنا الكريم (9)
  • تعلم لغتك العربية.. كل ما ينبغي معرفته عن الخبر
  • شبيبة العدل والإحسان: فاجعة غرق قارب للهجرة السرية بالشرق يقل 17 شابا سببه فساد السلطة وعزلة المنطقة وتهميشها
  • ذ. أيت عمي: حقي ثابت ولن أتنازل عنه رغم كل المعاناة حتى أسترجع بيتي المشمع ظلما بالجديدة
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020