رِبَاطُ أُسْرَتِي فِي الْحَجْر

قَدْ يَسَّرَ الْبَرُّ اللَّطِيفُ وَأَنْعَمَا، ** كَرَماً، رِبَاطاً مُسْتَنِيراً مُفْعَمَا
يَا مِحْنَةَ الْبَلْوَى عَطَفْتِ بِمِنْحَةٍ ** فَرَفَعْتِ فِي الْحَجْرِ الْقُلُوبَ إِلَى السَّمَا
مَا كَانَ يَخْطُرُ مُطْلَقاً فِي أُسْرَتِي ** لَمُّ الْأَحِبَّةِ فِي الرِّبَاطِ لِنَغْنَمَا
يَا أُسْرَتِي، يَا جَنَّتِي، سُبْحَانَ مَنْ ** فِي قَبْضَةِ الْبَأْسَاءِ جَادَ وَأَكْرَمَا
مَا كَانَ فِي الْحُسْبَانِ أَنْ تُطْوَى لَنَا ** سُبُلُ الشَّوَاغِلِ كَيْ نَفِيءَ إِلَى الْحِمَى
أَيَّامُ صَوْمٍ، يَا لَبِيبُ، ثَلاَثَةٌ ** وَتَهَجُّدٌ فِي اللَّيْلِ إِنْ هُوَ أَظْلَمَا
ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ وَكَفُّ تَضَرُّعٍ ** أَنْ يَرْفَعَ الْمَوْلَى الْوَبَاءَ فَنَسْلَمَا
وَبَلاَغُ مَوْعِظَةٍ يُنَاجِي غَافِلاً ** وَالْوَعْظُ يَنْزِلُ فِي الشَّدَائِدِ بَلْسَمَا
وَقِرَاءَةٌ وَتَعَلُّمٌ وَتَفَكُّرٌ ** وَالْعِلْمُ يُرْوِي فِي صَحَارِينَا الظَّمَا
يَا أُسْرَتِي، يَا قُرَّةَ الْعَيْنِ اسْجُدِي ** قَدْ يَدْفَعُ الْبَأْسَ الدُّعَاءُ، لَرُبَّمَا
وَعَسَى يُرَتِّقُ ذُو الْجَلاَلِ بِقُدْرَةٍ ** مَا كَانَ مِنَّا فِي الْبَلَاءِ تَهَدَّمَا
فَالْعَبْدُ يَدْعُو مُوقِناً بِإِجَابَةٍ ** فِي كُلِّ نَازِلَةٍ وَأَنَّى يَمَّمَا
سُبْحَانَ مَنْ فِي حَجْرِنَا أَزْجَى لَنَا ** مُزْنَ الرِّعَايَةِ بِالْعِنَايَةِ مُحْكَمَا
شَهْدُ الرِّبَاطِ مُعَسَّلٌ فِي أُسْرَتِي ** هَذِي بِشَارَتُنَا الَّتِي لَنْ تُكْتَمَا
أَحْرَى بِهَا فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً ** أَنْ تُسْتَعَادَ إِذَا الزَّمَانُ تَبَسَّمَا
فَنَضُمَّ أُسْرَتَنَا عَلَى رَبِّ الْوَرَى ** إِنَّ التَّشَتُّتَ فِي الدُّنَى لَهُوَ الْعَمَى
وَالنُّورُ هَدْيُ مُحَمَّدٍ فِي قُرْبِهِ ** مِنْ رَبِّنَا، صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَا
الصادق الرمبوق
طنجة، الأحد 04 شعبان 1441هـ الموافق لـ 29 مارس 2020م