إضاءات في طريق المؤمنات |10| العلم

2
تتابع الإعلامية أميمة حماس سلسلتها “إضاءات في طريق المؤمنات”، وتخصص الحلقة التي بين أيدينا لخصلة “العلم”. نضع بين أيديكم الحلقة مكتوبة ومرئية:
من البذل إنفاق الوقت والجهد والمال في طلب العلم؛ بما هو فريضة على كل مسلم ومسلمة، وبما هو واجب تقتضيه مطالب الدعوة واكتساب الحكمة، إذ العلم منبع الحكمة ومرجع الاستدلال وإمام العدل وطريق الصواب والفلاح في الدنيا والآخرة.
وقد دعانا الحق تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى وجوب تحصين العلم؛ فتقرأ في كتاب الله قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.
وهو قرين الإيمان ومنطلق الرفعة، كما في قوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ.
وفي الحديث الشريف: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.
وكان الصحابة رضي الله عنهم متيقنين من كون العلم سلما للهداية والسمو، ومرقاة للرشاد والرفعة.
وقد ميز الإمام رحمه الله بين مستويين من العلم هما: علم بالله وبغيبه ورسله وكتبه وملائكته وقدره ومصير الإنسان في الدار الآخرة إلى الله، وعلم آخر من كون الله وخلقه وما أودعه الله في أرضه وسمائه من أسرار، وما رتب سبحانه من أسباب، وما سخر سبحانه للإنسان تسخيرا طبيعيا، وما جعل لتسخيره أسبابا؛ على الإنسان أن يرادف التجارب، ويجمع المعارف، ويخترع المناهج، ويصطنع آلات لتوفيرها.
ونضرب مثالا للصحابيات رضي الله عنهن والتابعيات الجليلات، ففي مجال الرحلة في طلب الحديث النبوي الشريف، على الرغم من صعوباته على النساء، إلا أنهن كن يسافرن من أجل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمعن منه القرآن وحيا قريب العهد من ربه والسنة غضة طرية منيفة.