سيدة نساء العالمين 6: سبقت لها الحسنى

الحمد لله الملك العزيز الوهاب، الذي إذا دعي أجاب، و إذا سئل أعطى بغير حساب، و أشهد أن لا إله إلا الله إليه المتاب، و أشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله عظيم القدر رفيع الجناب، حارت والله في جماله العقول والألباب، اللهم صل عليه وعلى الآل طرا والأصحاب، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم المآب.
أما بعد،
فيقول المولى عز جل: ألم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى، فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث.
أعزاءنا وأحبابنا؛
انتقل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليعيش مع زوجته في بيتها. وكان بيت السيدة خديجة رضي الله عنها قريبا من الكعبة، ومجاورا لبيت عبد العزى بن عبد المطلب –عمّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – والذي سيسميه القرآن فيما بعد “أبا لهب”.
وكان بيت أبي لهب هذا بيت سكر ولهو وعبث وقيان، وكانت أم جميل زوجة أبي لهب تستدعي صحيباتها للسهر والسمر، أما السيدة خديجة رضي الله عنها فكانت في منأى عن هذا العبث، وكانت دائما تتفكر وتتعبد وتتحنّث.
إن قبول زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها لم يكن لجمالها أو لمالها كما يقول المغرضون، ولكنها رضي الله عنها كانت سيدة لبيبة عاقلة متدينة.
يقول رواة السيرة بأنها رضي الله عنها كانت إذا أرسلت عمالها وخدامها إلى رحلة تجارية ذهبت إلى البيت العتيق، وطافت به سبعا تدعو ربّ الأنام سبحانه عز وجل أن يسدد الخطى ويبارك العطاء ويزيد في الإنعام.
وكانت ترى الرؤى الصالحة في المنام، فتذهب إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية، ويكتب بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وتقصُّ عليه رؤاها فيعبرها لها.
لهذا تزوجها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليس لمالها كما يقول بعض المستشرقين.
إن جمال المرأة مطية استعلاء
ومالها مطية استغناء
وحسبها مطية استقواء
ودينها مطية استواء…
فاستووا يرحمكم الله…
“اظفر بذات الدين تربت يداك”…. واظفري بذي الدين تربت يداك.
إن نجاح أو فشل العلاقة الزوجية رهين بما بنيت عليه من أسس، فإن كان الأساس قويا ومتينا وقفت وصمدت في وجه الأعاصير والزلازل. أما إن كان هذا الأساس ضعيفا هشّاً، فإنها تهوي وتخر عند أول وابل.
ومن صحت بدايته، لا شك تشرق نهايته.
إن السيدة الطاهرة رضي الله عنها لم تختر سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم لشبابه ولا لجماله ولا لحسبه ولا لنسبه، وهو كذلك لم يخترها لجمالها ولا لمالها ولا لحسبها، وكل هذا كان حاضرا عند كليهما، لكنه صلى الله عليه وسلم رأى فيها العاقلة اللبيبة التي تترفع عن سفاسف الأمور، ورأت فيه الصادق الأمين الذي لا يخون ولا يجور.
وفرق كبير بين حبّ النزوة وحب التقوى، وبون شاسع بين حبّ الجسد وحب الأبد.
و انتقل الحبيب صلى الله عليه وسلم بدر البدور ليعيش في بيت الطاهرة، فهل الفرح والسرور وحلت البركات من كل مكان، فكيف ستكون حياتهما بعد ذلك، هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى في الحلقات القابلة.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه.
سيدة نساء العالمين 6: سبقت لها الحسنى
سيدة نساء العالمين 6: سبقت لها الحسنىولأجل هذه الخصال لم يتردد سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم في قبول الزواج منها، ليس لأجل مالها كما يزعم المغرضون. فجمال المرأة مطية استعلاءومالها مطية استغناء وحسبها مطية استقواءودينها مطية استواء…. فاستووا يرحمكم الله…"اظفر بذات الدين تربت يداك"…. واظفري بذي الدين تربت يداك
Geplaatst door قناة الشاهد – Chahed.Tv op Dinsdag 24 december 2019