محمد بارشي: تجاوز عن هفوات أبنائك وابن معهم علاقة ثقة

عقد الأستاذ محمد بارشي الخبير التربوي وعضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان لقاء مع ثلة من أعضاء جماعته، آباء وأمهات، قدم خلاله مجموعة من النصائح القيمة لتعامل الوالدين مع الأبناء، خاصة في سن المراهقة.
اللقاء نشرت قناة الشاهد الإلكترونية أجزاء منه على حلقات تحت عنوان “نصائح في التعامل مع الأبناء”. في الحلقة التي بين أيدينا يمد بارشي الآباء بأربعة نصائح لمواجهة أربعة مشاكل.
بدأها بالنهي عن سب الطفل، خاصة أمام إخوته أو أصحابه.. مؤكدا أن هذا الأمر يترك آثارا سلبية كبيرة في نفسيته، “هناك من يعبر في اللحظة عن رد فعل؛ فيرد على والديه أو يخرج.. وأحسنهم يكظمها، وهذا أشد وأصعب لأنه لا ينساها”.
وساق بارشي قول الله سبحانه وتعالى: “ولا تنابزوا بالألقاب”، ليسائل الحاضرين إن كان “هذا التوجيه يصلح فقط مع المومنين أم يلزم أن نتعامل به مع أبنائنا؟”. ويضيف “عندما يقول الأب لابنه: حمار، هل هذا تنابز بالألقاب أم لا؟”.
وشدد على أن “هذا أمر منهي عنه شرعا، أما الأم التي تسب الابن بأبيه أو الأب الذي يسب الابن بأمه، فهذان يعلمانه العقوق”.
ولفت الخبير التربوي إلى أنه “لا يجب أن يسمع منا أبناؤنا مثل هذا الكلام، بل يجب أن يسمعوا منا الكلمة الطيبة فقط. إذا غضبنا، فإن ما تعلمناه من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم من التعامل مع الغضب تجاه الناس يجب أن نطبقه مع أبنائنا..”.
ونبه بارشي إلى أن “الأخلاق التي أمرنا بها الله تعالى أخلاق عامة وليست خاصة.. والتحلي بها مع القريب أولى، فالبيت ليس فيه رياء ولا حب ظهور ولا حب الثناء ولا يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل، مما قد يحدث مع الناس، نسأل الله أن يخلص نياتنا”.
في محور آخر، نصح بارشي بضرورة التجاوز عن بعض الهفوات، وذم ما يفعله بعض الآباء والأمهات من رصد لأخطاء أولادهم، قائلا أن هذا “لا ينبغي، بل ينبغي أن نغض الطرف عن بعض الأخطاء ما لم تخالف شرعا”، واستشهد بحادث وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاءه “ثلاثة رجال اقترفوا أخطاء كبيرة، استقلّوا عبادته وأرادوا أن يفوقوه فيها، فخاطبهم وهو يعالج الأمر بـ”ما بال أقوام” ولم يسمّهم. لذلك يجب أن نتعامل مع أبنائنا بالرفق واللين وغض الطرف”.
وفي محور ثالث، حث عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان على “عدم ممارسة الأستاذية على الابن والبنت”، فـ”نعاملهم على أساس أننا نعرف ونفهم أكثر منهم، نقولها بلسان المقال أو لسان الحال، وهذا ليس صحيحا، ليس تواضعا ولكن حقيقة، في زمننا هذا يمكن أن تكون معلومات الأبناء واطلاعهم مضاعفة ما نعرفه نحن. فيجب إذن أن لا نتعالى على أولادنا”، وأوضح أن هذا الأمر مفيد في التربية بالقدوة فـ”كي نعلمهم التواضع يجب أن يروه فينا خلقا، وكذلك سائر الأخلاق.. فإن خالف حالنا مقالنا اتبعوا حالنا وتركوا مقالنا”.
وفي المحور الأخير من هذا الجزء تطرق بارشي إلى مشكل “التجسس على الأبناء والتفتيش في محافظهم وخزاناتهم وممتلكاتهم وهواتفهم وحواسيبهم”، مبينا أن “هذا الأمر يفقد الثقة، والأولاد أذكياء وفطناء يمكن أن يداروننا فيضعون ما نحب أن نرى في الأماكن التي نفتش فيها ثم يخبؤون ما لا نحب أن نرى في أماكن أخرى” ليعيد التأكيد أن “علاقتنا معهم يجب أن تبنى على الثقة”.