مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مثل المؤمن في الدنيا

      17 يناير، 2021
      0
    • "فإني قريب"

      8 يناير، 2021
      0
    • فصل فِيمَا يَلْزَم من دَخَل مَسْجِد النَّبِيّ ﷺ مِن الْأَدَب

      8 يناير، 2021
      0
    • فن الطعام بين درك الشهوات وطلب الآخرة والعبادات

      6 يناير، 2021
      0
    • جلسة ذكر

      6 يناير، 2021
      0
    • موقف ساعة خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود!

      5 يناير، 2021
      0
    • القراءات والقراء بفاس.. كتاب جديد للدكتور عبد العلي المسئول

      4 يناير، 2021
      0
    • تأملات قرآنية

      1 يناير، 2021
      0
    • إنّ مع العسر يسرا

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • البعد الإنساني في مقاربة قضية المرأة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      31 ديسمبر، 2020
      0
    • ثنائيات بانيات لخطاب الرحمة عند الإمام عبد السلام ياسين.. دالة ودلالة واستدلال

      30 ديسمبر، 2020
      0
    • المؤمنة وطلب الكمال العلمي في المنهاج النبوي

      29 ديسمبر، 2020
      0
    • مفهوم الإنسان وقيمة الرحم الآدمية في المنهاج النبوي

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • الرحم الإنسانية عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله

      26 ديسمبر، 2020
      0
  • نساء صدقن
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
    • بعض من أنوار رسول الله ﷺ في سيرة صحابية

      27 أكتوبر، 2020
      0
    • المرأة الفلسطينية.. نضال مستميت منذ الأزل

      8 أكتوبر، 2020
      0
    • الربيع ابنة البيت المجاهد

      30 سبتمبر، 2020
      0
    • خولة جرجرة

      23 سبتمبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • ضَممْتُ طفلي.. حتى ارتويتُ

      19 يناير، 2021
      0
    • إنها شجرة مباركة

      18 يناير، 2021
      0
    • أسس سعادة الحياة الزوجية

      16 يناير، 2021
      0
    • إضاءات من مجالس تنوير المؤمنات لإنجاح العلاقات الأسرية 1/2

      14 يناير، 2021
      0
    • الاحتضان وأثره على الطفل

      14 يناير، 2021
      0
    • رفقا بالقوارير

      13 يناير، 2021
      0
    • الرفق

      13 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • الصالون المغربي

      7 ديسمبر، 2020
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • توبة المَلُولَة (قصة قصيرة)

      17 يناير، 2021
      0
    • الهيئة الحقوقية للجماعة تطالب بمحاسبة المسؤولين عما وقع في البيضاء وجبر ضرر ...

      13 يناير، 2021
      0
    • مداخلة دة. قطني في المائدة الحوارية حول "المرأة المغاربية والتطبيع.. الأدوار المنتظرة"

      12 يناير، 2021
      0
    • المرأة و الإعلام (2) | من أجل إعلام إسلامي قوي .. ...

      12 يناير، 2021
      0
    • اتفاقيات التطبيع في ضوء قواعد القانون الدولي.. دراسة حقوقية قانونية (2/2)

      11 يناير، 2021
      0
    • صلح الحديبية والتطبيع.. أية علاقة؟

      10 يناير، 2021
      0
    • العدل والإحسان تعزي في ضحايا سقوط منازل بالبيضاء وتدعو إلى فتح تحقيق

      9 يناير، 2021
      0
    • لا أمي عادت.. ولا البحر رأيت

      7 يناير، 2021
      0
    • المرأة المغربية.. حصيلة سنة خيم عليها شبح الوباء (تقرير)

      4 يناير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
حواراتخلق وذوق
Home›قضايا وحوارات›حوارات›لقاء خاص: محورية الأخلاق في مشروع الإمام ياسين

لقاء خاص: محورية الأخلاق في مشروع الإمام ياسين

بقلم هيئة التحرير
24 ديسمبر، 2019
666
0

في حلقة جديدة من برنامج “لقاء خاص” الذي تبثه قناة الشاهد الإلكترونية، اختارت الإعلامية مريم قصور، أن تستضيف الدكتور عبد الحكيم حجوجي مدير الندوة العلمية للذكرى السابعة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، لمدارسة دوافع اختيار الأخلاق في فكر الإمام عبد السلام ياسين وسيرته وسما لإحياء ذكرى رحيله لهذه السنة، وتجلياتها في منهجه، ومكانة الأخلاق في الدين.

أكد الدكتور الحجوجي أولا أن الجماعة “دأبت منذ أن توفي الإمام المرشد منذ سبع سنوات أن تختار موضوعا لندوة تنظمها سنويا، وهي مناسبة لاستعراض ما أثله المرشد في مشروعه التجديدي واصطلح عليه بنظرية المنهاج النبوي، فقد خلف رحمه الله ذخيرة علمية تستدعي أن نفك شفراتها العلمية وأن نفتح أقفالها المعرفية. فهي مناسبة سنوية للوقوف على مفاصل هذا المشروع التجديدي الكبير الذي أثله الإمام، وكرس حياته من أجل أن تستفيد منه أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأرجع اختيار موضوع الأخلاق للمدارسة هذه السنة “لاعتبارات متعددة؛ أولها- أن الذكرى مناسبة لوقوف الجماعة مع ذاتها، لتقييم إلى أي حد نلتزم بما كان المرشد يوصي به في كل مجالسه من ضرورة الالتزام بمكارم الأخلاق.

ثانيها- أن الأخلاق عنوان الشعوب.. وهو موضوع كان حاضرا في الأديان والثقافات وفي مختلف المذاهب الفكرية والفلسفية؛ في الفلسفة اليونانية مع سقراط وأرسطو وأفلاطون، وفي الفلسفة الغربية مع ديكارت الذي اعتبر الأخلاق أم العلوم، ومع سبينوزا الذي ألف كتابا أسماه “علم الأخلاق” ولم يسمه فلسفة الأخلاق..” ومع أسماء أخرى بما فيها مفكرو هذا القرن ذكرهم الحجوجي، وأشار إلى أن الموضوع كان حاضرا مع اختلاف زوايا النظر، التي قد تتباعد أحيانا وقد تتقارب.

الاعتبار الثالث، عند الحجوجي هو راهنية الموضوع، بحيث أصبح “سؤال الأخلاق اليوم يطرح أكثر من أي وقت مضى، ذلك أن التحولات الخطيرة التي شهدها العالم على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضغطت بكلكلها على الأمم والشعوب من أجل إعادة النظر في منظومتها الأخلاقية.

الاعتبار الرابع: أن الأستاذ ياسين رحمه الله أولى المسألة الأخلاقية أهمية بالغة، وجعلها أمرا حاسما في تربية الفرد والأسرة والمجتمع، وحاسما أيضا في تحقيق العدل للأمة، وفي الخلاص الفردي وبلوغ الفرد مرتبة الإحسان”.

وجوابا عن سؤال حول تجليات الأزمة الأخلاقية عند الفرد المسلم وانعكاساتها على الأمة الإسلامية، مع انتشار الأخلاق النفعية والمادية في يومنا هذا مقابل كل ما هو قيمي وفضائلي، قال الحجوجي “للأسف، حيثما وليت وجهك تجد ظواهر ومظاهر من تردي الأخلاق، سواء في الأسرة أو الشارع، من تفكك ومخدرات وعنف..”.

“وهذا ناتج عن كون المؤسسات النظامية التي ينبغي أن تقوم بوظيفتها التغييرية والتحصينية في مجال الأخلاق لا تقوم بأدوارها، نظرا للاستبداد، وهو عنصر رئيس” يقول الحجوجي، ويورد أمثلة لذلك:

“فالمدرسة التي كانت بالأمس حصنا منيعا، وكانت تربي النشء على القيم والأخلاق، أصبح الآن، وكما تفيد مختلف التقارير، محيط المدارس فضاء لترويج المخدرات والعنف.. آليات الخطاب أيضا والمناهج في المدارس لم تعد تقوم بوظيفتها.

المسجد لا يقوم بوظيفته الرئيسية، فلا تسمع في المسجد إلا الصوت الرسمي للدولة، وغيبت الدعوة فيه.

وسائل الإعلام التي من المفترض أن توعي وتربي على القيم والأخلاق، للأسف أصبحت الأسر غير قادرة على أن تجتمع وتشاهد برامجها وأفلامها لأنها تنشر الميوعة والإسفاف، فأصبحت الأسر تُقصف داخل بيوتها مما تبثه شياطين القنوات الأرضية وفضائيات السماء”.

ومع كل هذا التراجع الأخلاقي أكد المتحدث أنه “ينبغي أن لا نيأس، فهناك مبادرات تعج بأخبارها وسائل التواصل الاجتماعي من هنا وهناك من شباب يقدمون الخدمة وينظفون المساجد والأحياء.. هذه المبادرات تجعلنا نستبشر خيرا. فالأمة ما زالت بخير وستبقى كذلك بإذن الله رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين”.

وعن مكانة الأخلاق في الدين الإسلامي، أوضح الحجوجي أن “الدين الإسلامي أولى مكارم الأخلاق مكانة أساسا ورتب عليها فضائل”، واستدعى بعض الأحاديث التي تدل على ذلك، موضحا:

“حُسن الخلق من أثقل الأعمال في الميزان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق”.

حَسن الخلق يبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون قريبا منه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا”، وقال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ المؤمنَ ليُدرك بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم”.

ثم إن بالأضداد تتميز الأشياء، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: “أَتَدْرُونَ مَن الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي من يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي وقَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”“.

ليستنتج من هذه الأحاديث وغيرها “أن حسن الخلق يضاعف العمل وإن كان قليلا ويزكيه وينميه، وأن سوء الخلق ينسفه، فحتى لو كان الإنسان عابدا زاهدا ولكنه سيء الخلق، فإن هذه العبادة تنسف”.

وليظهر نتائج سوء الخلق، استقرأ الحجوجي آي القرآن الكريم قائلا: “وإذا استقرأنا كتاب الله عز وجل نجد أن أول سوء خلق في القرآن هو سوء خلق إبليس لعنه الله، فإبليس تكبر على الله عز وجل وأبى أن يسجد لآدم عليه السلام، فكانت نتيجة ذلك أن طرده الله تعالى من رحمته. وفرعون لما تكبر وقال: ما علمت لكم من إله غيري، وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، كانت النتيجة النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ. وقارون الذي كان من قوم فرعون وتكبر بماله قال إنما أوتيته على علم عندي كانت النتيجة فخسفنا به وبداره الأرض.

واعتبر الحجوجي أن “هذه الذهنية القارونية والفرعونية للأسف ما زالت طاغية في الحكم على رقاب المسلمين”.

وأضاف الحجوجي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخلق السيء: “يُحشَرُ المتكبِّرون يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ (صغار النمل) في صُوَرِ الرِّجالِ، يغشاهم الذُّلُّ من كلِّ مكانٍ يُساقون إلى سجنٍ في جهنَّمَ يُقالُ له: بُولَسُ تعلُوهم نارُ الأنيارِ يُسقَوْن من عُصارةِ أهلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ”.

ليختم جوابه عن هذا السؤال بالتأكيد على أن “خير من يتأسى به المسلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان قمة سامقة في مكارم الأخلاق؛ شهد له ربه سبحانه وتعالى بذلك فقال مخاطبا إياه في القرآن الكريم: وإنك لعلى خلق عظيم. وشهدت له الملائكة بذلك، فهذا جبريل لما أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أهل الطائف، جاءه ومعه ملك الجبال، يقول لرسول الله: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا. شهد له بحسن خلقه كفار قريش الذين كانوا يلقبونه بالصادق الأمين، والرسول من كريم خلقه حتى لما أذن له بالخروج من المدينة ترك عليا في مكانه من أجل أن يرد الأمانات إلى أهلها. شهدت له أزواجه وهن اللواتي كن يعاشرنه صباح مساء، فهذه خديجة رضي الله عنها لما نزل عليه الوحي وجاءها ترتعش فرائصه من شدة ما لقي منه أول مرة، فقال لها إني خشيت على نفسي، ذكرته خديجة بخصاله السمحة: “والله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”، شهدت بذلك عائشة رضي الله عنها عندما قالت: “كان خلقه القرآن”. بل شهد له الحجر والشجر. بل حتى القرين الذي وظيفته أن يغوي، قال عنه رسول الله: “ما منْكم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ منَ الملائِكةِ وقرينُهُ منَ الجنِّ. قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: وإيَّايَ إلا أنَّ تعالى اللَّهَ أعانَني عليْهِ فأسلمَ”، من صحبة هذا القرين للرسول مسته رحمته صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عز وجل فيه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. فهو رحمة مهداة صلى الله عليه وسلم، به تنحل العقد وتنفرج الكرب وتنال الرغائب وتقضى الحوائج”.

وانتقلت المحاورة مريم قصور لتسأل الضيف عن المعالم الأخلاقية التي ارتكز عليها الإمام في بنائه لمشروعه التجديدي لجماعة العدل والإحسان، ليؤكد الحجوجي أن “الأستاذ عبد السلام ياسين أولى المسألة الأخلاقية أهمية بالغة في كل شيء، فهي أساس في البناء، سواء في بناء الجماعة أو في بناء الأسرة أو ما إلى ذلك، وهي أساس في تحقيق العدل للأمة وهي أساس في من يريد أن يحقق الإحسان”. ويضيف “الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله كان على وعي تام بأن أفضل ما يؤسس عليه المؤمن سلوكه إلى الله عز وجل هو ما فرضه الله تعالى ولذلك اهتدى في الباب بحديث قدسي يقول الله عز وجل فيه: “مَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه”، والشاهد هنا “ما افترضته عليه”، لذلك فالإمام المجدد رحمه الله كان يوصي أول ما يوصي بأن نحافظ على الفرائض، لأنها الأساس، ومن طمح إلى الإحسان دون أن يبني على الفرائض فكأنما يبني على غير أساس”.

وبيّن سبب بناء الإمام على الفرائض مع أنها ليست أخلاقا في حد ذاتها؛ “لأنه كان على وعي تام بأن لها ثمارا ومقاصد أخلاقية؛ ففي الصلاة قال الله تعالى: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وفي الزكاة يقول سبحانه وتعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا، مع العلم أن الزكاة إحسان للآخر ولكن ثمرتها الأخلاقية أنها تزكي صاحبها وتطهر نفسه. وفي الصوم قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالتقوى هنا الثمرة الأخلاقية. وقال عز وجل في الحج: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ“.

واسترسل معضدا كلامه عن مكانة الأخلاق في فكر الإمام رحمه الله تعالى: “اهتدى المرشد بما قاله الله عز وجل في كتابه الحكيم في تسمية الإيمان: ليْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الباب: “البر حسن الخلق”، مع العلم أن البر اسم جامع لكل أنواع الخير من أخلاق وأقوال وأفعال، وكأن حسن الخلق إذا لم يبث في كل عمل كيفما كان فإن قيمته تكون ناقصة.

واهتدى المرشد رحمه الله تعالى بحديث عظيم في بناء الجماعة ورعاية أعضائها، يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمانُ بضعٌ وسبعون (وعند البخاري بضع وستون) شعبةً، أعلاها قولُ لا إله إلا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ، والحياء شعبة من الإيمان”، ألف فيه الإمام كتابا في الباب، عندما كان في سجن لعلو رحمه الله، ودرس من خلال المسانيد وكتب الحديث التي وصلت إليه آنذاك، ونقح الكتاب بعد ذلك فجاء في طبعته في جزأين، وهو من أمهات الكتب التي ألفها الأستاذ المرشد”.

وأورد الحجوجي قدرات الإمام التي مكنته من بناء مشروعه على أساس أخلاقي، حيث “وظف خبرته التربوية في مجال التربية والتعليم لكونه كان خبيرا ومنظرا في هذا المجال، وخبرته في السلوك لأن الله تعالى فتح له أبوابا عظيمة في السلوك إلى الله عز وجل فعرف نوازع النفس وأدرانها ونوازغها وأمراضها وأدواءها وطرق معالجتها، ووظف معرفته الواسعة بمصادر التشريع الإسلامي، واطلاعه الواسع على التراث والفكر الإسلاميين بمصادره المختلفة. وظف كل هذه الخبرات ونظم شعب الإيمان تحت خصال سماها الخصال العشر، تنضوي تحت كل خصلة منها مجموعة من الشعب تكون وحدة منسجمة متآلفة فيما بينها، وجعل هذه الشعب والخصال في سلك منهاجي وفق رؤية تجديدية يتدرج فيها المؤمن والمؤمنة في سلوكهما إلى ربهما عز وجل.

هذه الشعب منها ما هي شعب عبادات، لها مقاصدها وثمراتها الأخلاقية، وما هي شعب أخلاق مثل أخلاق المودة والرفق وإماطة الأذى عن الطريق وإكرام الضيف..”.

وفي آخر محور لفت الحجوجي إلى أس مهم في دعوة الإمام، كون “الأستاذ عبد السلام ياسين كان على وعي تام بأهمية الحوار، فرجل داعية مثله كان لابد أن يستقرئ كتاب الله عز وجل، وقد فعل، وأدرك أن كتاب الله مليء بالمحاورات، وأول محاورة كانت بين الحق والباطل هي المحاورة بين الله عز وجل وإبليس، والقرآن أيضا مليء بمحاورات الأنبياء مع أقوامهم، وإذا رجعنا إلى التراث الفكري الإسلامي نجده مليئا بالمناظرات؛ مناظرات المسلمين فيما بينهم، ومناظراتهم مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى.. فأهمية الحوار محسوم فيها، والإمام كان يقدر الحوار ويقدر قيمته، ولعل ما يثبت ذلك أنه رحمه الله منذ الثمانينات حاور الغير، خاصة النخب المغربة وله محاضرة في الباب “حوار مع النخبة المغربة”، وأصدر أيضا سلسلة من الكتب الحوارية وعددها أربعة؛ “حوار مع الفضلاء الديمقراطيين”، “حوار الشورى والديمقراطية”، “حوار الماضي والمستقبل”، “حوار مع صديق أمازيغي””.

واسترسل موضحا دقة الإمام في اختيار المصطلحات التي تبني جسور الحوار، “حتى المصطلحات التي كان يختارها كانت تشجع على الحوار وتدعو إليه، فرفض رحمه الله تعالى أن يستخدم مصطلحات موجودة في كتب الفقه مثل مصطلح دار الإسلام ودار الكفر، واستعاض عن هذا التعبير، الذي يغلق باب التواصل ويدشن مرحلة من الصراع والصدام، بتعبير آخر أفضل هي اعتبار هذه الدار دار استجابة لكون المسلمين سمعوا نداء الله عز وجل فآمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا، وأن تلك الدار دار دعوة حتى نستشعر مسؤوليتنا في تبليغ دعوة الله وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر تبليغا رحيما رفيقا، ثم إنها تحمل دلالة هامة جدا وهي أن هذا التعبير يفتح الباب على مصراعيه من أجل التواصل مع الأمم الأخرى”.

لقاء خاص: محورية الأخلاق موضوع الذكرى السابعة لرحيل الإمام ياسين

لقاء خاص: محورية الأخلاق موضوع الذكرى السابعة لرحيل الإمام ياسين حوار مع الأستاذ عبد الحكيم حجوجي مدير الندوة العلمية للذكرى السابعة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله

Geplaatst door ‎قناة الشاهد – Chahed.Tv‎ op Zaterdag 14 december 2019

Tagsالأخلاقالإمام عبد السلام ياسينالذكرى السابعة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين
السابق

خديجة مسامح: الأخلاق عبادة والتخلق يبدأ بالابتعاد ...

التالي

غدا الأربعاء.. ترقبوا حوارا ماتعا مع الأستاذ ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • خلق وذوق

    الحياء خُلُق الإسلام

    7 يوليو، 2020
    بقلم خديجة الشطبي
  • منطلقات

    الإنسان والسعادة في فكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله

    23 ديسمبر، 2020
    بقلم السعدية كيتاوي
  • خلق وذوق

    الدكتور أقيور: قوة الرفق أقوى من ظلمات العنف

    21 مايو، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • خلق وذوقشهادات

    حسناء ادويشي: الأخلاق مرآة التربية ومشروع الإمام تربوي أخلاقي

    25 ديسمبر، 2019
    بقلم هيئة التحرير
  • خلق وذوق

    رسالة حسن الخلق | الإمام المربي عبد السلام ياسين

    16 ديسمبر، 2019
    بقلم هيئة التحرير
  • خلق وذوق

    الكمري: القاعدة الأخلاقية عند الإمام تعتمد البعد الإيماني وثمرتها مجتمع العمران الأخوي

    17 ديسمبر، 2019
    بقلم خديجة الكمري

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    الإطار المنهاجي الذي وضعه الأستاذ عبد السلام ياسين لقراءة الفقه الإسلامي 3

  • منطلقات

    زمن تجديد الولاء لله.. مفهوم الولاء عند الإمام ياسين

  • منطلقات

    التغيير بين الواقع والمثال

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • ضَممْتُ طفلي.. حتى ارتويتُ

    بقلم عبد الرحمن أحمد خيزران
    19 يناير، 2021
  • نساء ونساء

    بقلم كلثوم أيت أزوبير
    19 يناير، 2021
  • لا تخرجوهن من بيوتهن

    بقلم فاطمة لعسيري
    18 يناير، 2021
  • إنها شجرة مباركة

    بقلم نادية كوتي
    18 يناير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • المرسبون في الذكرى الرابعة: الترسيب “خطيئة” ستلاحق الدولة ما لم يتم إنصاف الضحايا
  • الهيئة المغربية للنصرة تُصدر تقريراً وطنياً عن الفعاليات المنظمة تنديداً بالتطبيع
  • الفِعل السيّاسي بين “التدافُع” و”التدحرُج”
  • مفهوم الدين وبناء المراتب (4)
  • سيدي أحمد الملاخ.. الرجل المحب 
  • رقيقة في دقيقة.. “ولا تكن من الغافلين”
  • تأسيس شبكة للإعلاميين المغاربيين المناهضين للتطبيع
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020