كرونولوجيا الوفاء

بقلم: غفران احريفة
الإمام عبد السلام ياسين؛ رجل صدق ما عاهد الله عليه، رجل من خيرة علماء الأمة الإسلامية تغمده الله تعالى برحمته وجعله مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ها هي السنة الأولى تمر بطيئة حزينة لفراقكم سيدي… وتحل ذكرى الوفاء لما عاهدناك عليه؛ فتحمل معها مدارسة معالم التجديد في فكرك؛ تجديد عمّ جميع المستويات بما في ذلك السياسة والدعوة والتربية… تجديد شمل قضية المرأة ليجعلها صانعة المستقبل بعدما أصابها من انتكاس تبعا لانتكاس أحوال أمتها العامة.
واستقبلنا الذكرى الثانية بشعار “التغيير في فكر الإمام عبد السلام ياسين”؛ تغيير لواقع بئيس أصاب عمق الأمة الإسلامية؛ واقع الاستبداد والظلم وطمس الحقوق والحريات إلى واقع العدل والإحسان.
تغيير منطلقه الوقوف مع الذات مساءلة: ما حالي مع ربي؟ أين أنا من الصالحين العابدين الزاهدين المجاهدين؟ أين حظي من أسمى مطلب وهو رؤية وجهه الكريم؟
وطلت علينا الذكرى الثالثة بعنوان “التحولات الإقليمية الراهنة أي دور للشعوب؟”، أملته حركة الشعوب الغاضبة مما تعيشه من ظلم وهوان، الساعية لامتلاك الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وأقبل احتفاء آخر بذكرى الوفاء الرابعة، وتمحورت المدارسة فيها حول “الحوار وضرورة البناء المشترك”، مدا لليد وسعيا لجمع كلمة فضلاء الوطن، خيار تعتبره الجماعة، سيرا على درب مؤسسها، استراتيجيا ضروريا ومصيريا من أجل تغيير مجتمعي لا إقصاء فيه ولا إعادة إنتاج استبداد.
وتبعتها الذكرى الخامسة، وتتبعا لواقع الأمة وما تعرفه من تغيرات على ضوء فكر الإمام عبد السلام ياسين، اختير لها موضوع “التحول السياسي بين محاولة الإجهاض وفرص التجاوز”، بعدما عرفته ثورات الربيع العربي من إجهاض على يد بقايا النظام الجبري في الدول العربية.
وتلتها الذكرى السادسة، وبعد أن مد أبناء الإمام يدهم لباقي الفرقاء وبسطوا لهم جانبا من فكر الإمام يخص القضايا الجامعة، اختاروا هذه المرة إحياءها بمجلس نصيحة تربوي إيماني جامع للقلوب، هدفه ابتغاء وجه الله تعالى والتناصح فيه والإقبال عليه، وندوة تدارست “التربية الإيمانية الإحسانية على منهاج النبوة”، التي أثلها الإمام بضوابط الكتاب والسنة، وجمعها في مطلبين أساسيين مرتبطين؛ العدل والإحسان، بناء على مقومات ثلاثة هي التربية والتنظيم والزحف.
واليوم تحل الذكرى السابعة وهي تحمل معاني المحبة والوفاء والشوق وتجديد العهد بما تركنا عليه إمام دلنا على طريق الله وطريق تغيير ما بالأنفس والآفاق، ذكرى تطرق بابا آخر من أبواب الخير الكثيرة التي تمكن لنا التغيير المنشود؛ “سؤال الأخلاق في فكر الإمام عبد السلام ياسين وسيرته”، والذي شكل كتاب “شعب الإيمان”، الذي جمع فيه الإمام الأخلاق في شعب بناء على أحاديث رسول الله صلى الله عيه وسلم، دليلا على الأهمية القصوى التي أولاها للأمر سلوكا ودعوة.
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم. رحل عن دنيانا الإمام وبقيت روحه الطيبة تسري بين المؤمنين علما وعملا، قضى نحبه وترك رجالا ينتظرون وما بدلوا تبديلا.