مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • البردة ومديح سيد الأنام

      26 فبراير، 2021
      0
    • "ادعوني أستجب لكم"

      25 فبراير، 2021
      0
    • حديثُ نظرة..

      23 فبراير، 2021
      0
    • الزهد في الدنيا

      22 فبراير، 2021
      0
    • رحمته صلى الله عليه وسلم

      14 فبراير، 2021
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      12 فبراير، 2021
      0
    • سعادة المؤمنين

      8 فبراير، 2021
      0
    • "وددت أني لقيت إخواني"

      5 فبراير، 2021
      0
    • من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة

      1 فبراير، 2021
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • كن قائدا فالتاريخ لا يعترف بالجنود

      27 فبراير، 2021
      0
    • العربية.. لغة تواصل أم أمانة قيم؟

      2 فبراير، 2021
      0
    • الأسس الفكرية لقضية المرأة

      31 يناير، 2021
      0
    • المرأة وجهاد التعليم.. رؤية منهاجية

      21 يناير، 2021
      0
    • المرأة والتعليم.. ندوة علمية عن بعد من تنظيم الهيئة العامة للعمل النسائي ...

      20 يناير، 2021
      0
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
  • نساء صدقن
    • فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق

      4 فبراير، 2021
      0
    • خير نساء العالمين | فاطمة الزهراء بنت أبيها (1)

      3 فبراير، 2021
      0
    • من بين فرث ودم

      24 يناير، 2021
      0
    • رب السماء يمطر الذهب والفضة.. قصة من وحي الواقع

      22 يناير، 2021
      0
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • العلاقة الزوجية وصفارات الإنذار

      21 فبراير، 2021
      0
    • مودة ورحمة| التغافل خلق الكرام

      11 فبراير، 2021
      0
    • أحتاج إليك زوجي

      4 فبراير، 2021
      0
    • الحزام السحري (قصة قصيرة)

      3 فبراير، 2021
      0
    • الإشباع العاطفي ودوره في صناعة طفل سوي

      1 فبراير، 2021
      0
    • مسؤولية المصاب بداء السكري في التكفل بمرضه

      28 يناير، 2021
      0
    • في بيت النبوة (3) | الاجتماع على الله حصن الأسرة الحصين

      26 يناير، 2021
      0
    • "يا بني اركب معنا"

      25 يناير، 2021
      0
    • رسالة إلى الوالدين.. كونوا أصدقاء أبنائكم

      25 يناير، 2021
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

      24 فبراير، 2021
      0
    • كن قويّاً.. فقد خُلِق النجاح للأقوياء

      17 فبراير، 2021
      0
    • التطبيع جبن وضعف وانهزامية

      16 فبراير، 2021
      0
    • تعددت الأشكال والغرق واحد

      11 فبراير، 2021
      0
    • الفنيدق.. المغرب الصغير

      10 فبراير، 2021
      0
    • "الديوانة".. اقتصاد اهتز أم لغم انفجر؟

      10 فبراير، 2021
      0
    • طنجة الغارقة!

      9 فبراير، 2021
      0
    • احتجاجات الفنيدق.. نداء استغاثة فهل من مجيب؟

      9 فبراير، 2021
      0
    • نحن الوطن

      8 فبراير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
روح العبادة
Home›عين على الآخرة›روح العبادة›في علامة محبَّته ﷺ

في علامة محبَّته ﷺ

بقلم هيئة التحرير
6 ديسمبر، 2019
534
0

اعْلَمْ أَنَّ من أَحَبَّ شَيْئًا آثرهُ وَآثَرَ مُوَافَقَتَهُ، وَإلَّا لَمْ يَكُنْ صَادقًا فِي حُبّهِ، وَكَانَ مُدَّعِيًا. فالصَّادِقُ فِي حُبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تَظْهَرُ علامةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ وَأوَّلُهّا: الاقْتِدَاءُ بِهِ، وَاسْتِعْمَالُ سُنّتِهِ، وَاتّبَاعُ أقْوَالِهِ وَأفْعَالِهِ، وَامْتِثَالُ أوَامِرِهِ، وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، وَالتَّأَدُّبُ بِآدَابِهِ فِي عُسْرِهِ وَيُسْرِهِ، وَمَنْشَطِهِ وَمَكْرهِهِ، وَشَاهِدُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ (سورة آل عمران، الآية: 31).

 وَإِيثَارُ مَا شَرَعَهُ وَحَضَّ عَلَيْهِ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ، وَمُوافَقَةِ شَهْوَتِهِ؛ قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَالَّذِينَ تبوّؤُا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خصاصة (سورة الحشر، الآية: 9).

وإسْخَاطُ الْعِبَادِ فِي رِضَى اللَّه تَعَالَى.

حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سعيد بن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: قال أَنَسُ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا بُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ” (1).

ثُمَّ قَالَ لِي: “يَا بُنَيَّ، وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أحْيَا سُنَّتِي فقد أحبني، ومن أحبني كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ”.

فَمَنِ اتَّصَفَ بِهِذِهِ الصّفَةِ فَهُوَ كَامِلُ الْمَحَبَّةِ لله وَرسولِهِ، وَمَنْ خَالَفَهَا فِي بَعْضِ هَذِهِ الأُمُورِ فَهُوَ نَاقِصُ الْمَحَبَّةِ، وَلَا يَخْرُجُ عَنِ اسْمِهَا.

وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي حَدَّهُ (2) فِي الْخَمْرِ فَلَعَنَهُ بَعْضُهُمْ، وَقَالَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُؤْتى بِهِ ! فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَلْعَنْهُ، فَإنَّهُ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ”.

وَمِنْ عَلَامَاتِ مَحَبَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثْرَةُ ذِكْرهِ لَهُ؛ فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ ذِكْرَهُ.

وَمِنْهَا كَثْرَةُ شَوْقِهِ إلى لِقَائِهِ؛ فَكُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِه.

وَفِي حَدِيث الأشْعَرِيّينَ عِنْدَ قُدُومِهِم الْمَدِينَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَجِزُونَ: غدا نَلْقى الْأَحِبَّهْ * مُحَمَّدًا وَصَحْبَهْ (3).

وَتَقَدَّمَ قَوْلُ بِلَالٍ.

وَمِثْلُهُ قَالَ عَمَّارٌ قَبْلَ قَتْلِهِ. وَمَا ذَكَرْنَاهُ من قِصَّةِ خَالِد بن مَعْدَانَ.

وَمِنْ عَلَامَاتِهِ مَعَ كثرة ذِكْرِهِ تَعْظِيمُهُ لَهُ وَتَوْقيرُهُ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَإظْهَارُ الْخُشُوعِ وَالانْكِسَارِ مَعَ سَمَاعِ اسْمهِ.

قَالَ إِسْحَاق التُّجِيبِيُّ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ لَا يَذْكُرُونَهُ إلَّا خَشَعُوا وَاقْشَعَرَّتْ جُلُودُهُمْ وَبَكَوْا.

وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمْ من يَفْعَلُ ذَلِكَ مَحَبَّة لَهُ وَشَوْقًا إليْهِ، وَمِنْهُمْ من يَفْعَلُهُ تَهيُّبًا وتَوْقِيرًا.

وَمِنْهَا مَحَبَّتُهُ لِمَنْ أَحَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ بِسَبَبهِ من آل بَيْتِهِ وَصَحَابَتِهِ من المهاجرين والأنصار، وعداوةُ من عاداهم، وَبُغْضُ من أبْغَضَهُمْ وَسَبَّهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَحَبَّ من يُحِبُّ.

وَقَدْ قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا” (4).

وَفِي رِوَايَة فِي الْحَسَنِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ”.

وَقَالَ: “مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ” (5).

وَقَالَ: “اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تتخذوهم غَرَضاً (6) بَعدي؛ فمن أحبَّهم فبِحُبي أحَبَّهم، ومن أبغضهم فبِبُغْضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذى اللهَ، ومن آذى اللهَ يُوشِكُ أن يأخذه” (7).

وقال فِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: “إِنَّهَا بِضْعَةٌ مني، يُغضِبني ما أغضَبَها” (8).

وَقَالَ لِعَائِشَةَ فِي أسامة بن زيد: “أَحِبِّيهِ فَإنّي أُحِبُّهُ”.

وَقَالَ: “آيَةُ الْإِيمَان حُبُّ الْأَنْصَارِ؛ وَآيةُ النّفَاقِ بُغْضُهُمْ” (9).

وَفِي حَدِيث ابن عُمَرَ: “من أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ؛ فَبِالْحَقِيقَةِ مَنْ أحب شيئا أحبَّ كلَّ شيءٍ يُحبُّه” (10).

وهذه سِيرةُ السَّلَفِ حَتَّى في الْمُبَاحَاتِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ.

وَقَدْ قَالَ أَنَسٌ حِينَ رَأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبّاءَ (11) من حَوَالي الْقَصْعَةِ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ من يَوْمَئِذٍ (12).

وَهَذَا الْحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبد الله بن عَبَّاسٍ، وَابْنُ جَعْفَر أتَوْا سَلْمى وَسَألُوهَا أنْ تَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامًا مِمَّا كَانَ يُعْجِبُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَكَانَ ابن عُمَرَ يَلْبَسُ النّعَال السِّبْتِيَّة (13)، وَيصْبُغُ بالصُّفْرَةِ، إِذْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ نَحْو ذَلِكَ (14).

وَمِنْها بُغْضُ من أبْغَضَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمُعَادَاةُ من عَادَاهُ، وَمُجَانَبَةُ من خَالَفَ سُنَّتَهُ وَابْتَدَعَ فِي دِينِهِ، وَاسْتِثْقَالُهُ كُلَّ أمرٍ يُخَالِف شَرِيعَتَهُ؛ قَالَ الله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورسولَه (سورة المجادلة، الآية: 22).

وَهَؤلَاءِ أصْحَابُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَتَلُوا أحِبَّاءَهُمْ، وَقَاتَلُوا آباءَهُمْ وَأبْنَاءَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ.

وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّه بنُ عَبْد اللَّه بن أُبيّ: لَوْ شِئْتَ لأتَيْتُكَ بِرَأْسِهِ – يَعْنِي أبَاهُ (15).

وَمِنْهَا أَن يُحِبَّ الْقُرْآنَ الَّذِي أتى بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَدَى بِهِ وَاهْتَدَى، وَتَخَلّقَ بِهِ حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ، وَحُبُّهُ لِلْقُرْآنِ تِلَاوَتُهُ، وَالْعَمَلُ بِهِ وَتَفَهُّمُهُ.

وَيُحِبُّ سُنَّتَهُ، وَيَقِفُ عِنْدَ حُدُودِهَا.

قَالَ سَهْلُ بن عَبْد اللَّه: عَلَامَةُ حُبّ اللَّه حُبُّ الْقُرْآنِ، وَعَلَامَةُ حُبّ الْقُرْآنِ حُبُّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَامَةُ حُبّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبُّ السُّنَّةِ، وَعَلَامَةُ حُبّ السُّنَّةِ حُبُّ الآخِرَةِ، وَعَلَامَةُ حُبّ الآخِرَةِ بُغْضُ الدُّنْيَا، وَعَلَامَةُ بُغْضِ الدُّنْيَا أنْ لَا يَدَّخِرَ مِنْهَا إلَّا زَادًا وَبُلْغَةً (16) إِلَى الآخِرَةِ.

وَقَالَ ابن مَسْعُودٍ: لَا يَسْألُ أَحَدٌ عَنْ نَفْسِهِ إلَّا الْقُرْآن؛ فإنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ.

وَمِنْ عَلَامَةِ حُبّهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَقَتُهُ عَلَى أمَّته، وَنُصْحُهُ لَهُمْ، وَسَعْيُهُ فِي مَصَالِحِهِمْ، وَرَفْعُ الْمَضَارّ عَنْهُمْ، كَمَا كان صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُؤْمِنينَ رؤوفا رَحِيمًا.

وَمِنْ عَلَامَةِ تَمَامِ مَحَبَّتِهِ زُهْدُ مُدَّعِيهَا فِي الدُّنْيَا، وَإيثَارُهُ الْفَقْر، وَاتّصَافُهُ بِهِ.

وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي: “إنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْكُمْ أسْرَعُ مِنَ السيْلِ مِنْ أَعْلَى الوادي، أَوِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ” (17).

وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بن مُغَفَّلٍ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّه؛ إِنِّي أُحِبُّكَ. فَقَالَ: “انْظُرْ مَا تَقُولُ”.  قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّكَ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: “إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا (18)” (19).

ثُمَّ ذَكَرَ نَحْو حديثِ أبي سعيد بمعناه.

من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ج2، ص22-25. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.


(1) الترمذي (2678) وسنده ضعيف، تحفة الأشراف (865)، النكت البديعات (89).

(2) (قوله الذي حَدُّهُ فِي الْخَمْرِ) في صحيح الْبُخَارِيّ هو عبد الله الملقب بحمار وقال الحافظ الدمياطي في حواشيه على البخاري: هذا وهم واسمه نعيمان تصغير نعمان شهد العقبة مع السبعين وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد، وأتي به في شرب الخمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلده أربعا أو خمسا، فقال رجل من القوم: اللهم العنه مَا أَكْثَرُ مَا يشرب وأكثر ما يجلد، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَلْعَنْهُ فَإنَّهُ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ، وكان صاحب مزاح. انتهى.

(قوله قَالَ عَمَّارٌ قَبْلَ قتله) الذي قتل عمارا هو أبو العادية يسار – بالمثناة التحتية المفتوحة والسين المهملة – ابن سبع، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام وسمع منه (لا ترجعوا بعدي كفارا) الحديث.
وكان إذا استأذن على معاوية يقول: قاتل عمار بالباب.

(3) البيهقي في الدلائل (5/351) عن أنس.

(4) الترمذي (3782) عن البراء، تحفة الأشراف (1793).

(5) ابن ماجة (143) عن أبي هريرة، تحفة الأشراف (13396).

(6) قوله “غَرَضاً”: أي هدفا يرمى عليه.

(7) الترمذي (3862) عن عبد الله بن مغفل، تحفة الأشراف (9662).

(8) أخرجه البخاري (3714) عن المسور بن مخرمة، مسلم (2449/93)، تحفة الأشراف (11267).

(9) أخرجه البخاري (17، 3784) عن أنس بن مالك، مسلم (74/128، 128م)، تحفة الأشراف (262).

(10) شعب الإيمان للبيهقي (1393)، وابن عدي في الكامل (6/200) وفي سنده محمد بن ذكوان قال البخاري: “منكر الحديث”.

وانظر: ميزان الاعتدال (7506).

(11) قوله “الدباء”: جمع دباة وهو القرع.

(12) مسلم (2041/144، 145)، تحفة الأشراف (198، 418).

(13) قوله “السبتيه”: السِّبت هي جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال.

(14) مسلم (1187/ 25، 26، 27)، تحفة الأشراف (7316).

(15) مسند البزار (2708 – كشف).

(16) قوله “وبُلغةً”: ما يُتبلغ به من العيس.

(17) الترمذي (2350) من حديث عبد الله بن مغفل، تحفة الأشراف (9647).

(18) قوله “تجفافا”: شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا.

(19) الترمذي (2350)، تحفة الأشراف (9647)، وهو الحديث السابق.

Tagsرسول الله صلى الله عليه وسلمكتاب الشفاكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى
السابق

سيدة نساء العالمين -4-: الزواج الميمون

التالي

الجوري: الأبوة ارتباط عاطفي يمنح الأمان ويكسر ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • أساسيات في العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    فِي توقيره ﷺ وبر آله وذريته وأمهات المؤمنين أزواجه

    21 فبراير، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • روح العبادة

    ما أسعد الدنيا بك يا رسول الله!

    24 يوليو، 2020
    بقلم نادية كوتي
  • يا حبيبي يا رسول الله

    محبة النبي ﷺ: معناها وثمارها

    28 أكتوبر، 2020
    بقلم ابراهيم أخساي
  • أساسيات في العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    فِي سيرة السلف فِي تعظيم رِوَايَةِ حَدِيث رَسُول اللَّه ﷺ وسننه

    14 فبراير، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • يا حبيبي يا رسول الله

    ذاك الحبيب.. روحي له الفدا

    24 أكتوبر، 2020
    بقلم نادية بلغازي
  • يا حبيبي يا رسول الله

    تهنئة

    28 أكتوبر، 2020
    بقلم هيئة التحرير

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    المرأة في نظرية المنهاج النبوي مفاهيم منهاجية: الحافظية

  • منطلقات

    الآداب بين المؤمنين والمسلمين

  • منطلقات

    افتتاح ورشة جماعة العدل والإحسان اليوم في المنتدى الاجتماعي العالمي

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • كن قائدا فالتاريخ لا يعترف بالجنود

    بقلم شيماء زرايدي
    27 فبراير، 2021
  • البردة ومديح سيد الأنام

    بقلم مريم ياسين
    26 فبراير، 2021
  • “ادعوني أستجب لكم”

    بقلم السعدية كيتاوي
    25 فبراير، 2021
  • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

    بقلم هيئة التحرير
    24 فبراير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • ذ. حمداوي يعزي في وفاة المفكر المصري الكبير “طارق البشري” رحمه الله
  • برنامج مجلس النصيحة المركزية عن بعد في موضوع: خلق المواساة
  • التربية النبوية المتوازنة وآثرها في درء المفاسد وجلب المصالح (2)
  • هكذا حبَّبنا الإمام ياسين في رسولنا الكريم (9)
  • تعلم لغتك العربية.. كل ما ينبغي معرفته عن الخبر
  • شبيبة العدل والإحسان: فاجعة غرق قارب للهجرة السرية بالشرق يقل 17 شابا سببه فساد السلطة وعزلة المنطقة وتهميشها
  • ذ. أيت عمي: حقي ثابت ولن أتنازل عنه رغم كل المعاناة حتى أسترجع بيتي المشمع ظلما بالجديدة
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020