مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مثل المؤمن في الدنيا

      17 يناير، 2021
      0
    • "فإني قريب"

      8 يناير، 2021
      0
    • فصل فِيمَا يَلْزَم من دَخَل مَسْجِد النَّبِيّ ﷺ مِن الْأَدَب

      8 يناير، 2021
      0
    • فن الطعام بين درك الشهوات وطلب الآخرة والعبادات

      6 يناير، 2021
      0
    • جلسة ذكر

      6 يناير، 2021
      0
    • موقف ساعة خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود!

      5 يناير، 2021
      0
    • القراءات والقراء بفاس.. كتاب جديد للدكتور عبد العلي المسئول

      4 يناير، 2021
      0
    • تأملات قرآنية

      1 يناير، 2021
      0
    • إنّ مع العسر يسرا

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • البعد الإنساني في مقاربة قضية المرأة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      31 ديسمبر، 2020
      0
    • ثنائيات بانيات لخطاب الرحمة عند الإمام عبد السلام ياسين.. دالة ودلالة واستدلال

      30 ديسمبر، 2020
      0
    • المؤمنة وطلب الكمال العلمي في المنهاج النبوي

      29 ديسمبر، 2020
      0
    • مفهوم الإنسان وقيمة الرحم الآدمية في المنهاج النبوي

      28 ديسمبر، 2020
      0
    • الرحم الإنسانية عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله

      26 ديسمبر، 2020
      0
  • نساء صدقن
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
    • بعض من أنوار رسول الله ﷺ في سيرة صحابية

      27 أكتوبر، 2020
      0
    • المرأة الفلسطينية.. نضال مستميت منذ الأزل

      8 أكتوبر، 2020
      0
    • الربيع ابنة البيت المجاهد

      30 سبتمبر، 2020
      0
    • خولة جرجرة

      23 سبتمبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • ضَممْتُ طفلي.. حتى ارتويتُ

      19 يناير، 2021
      0
    • إنها شجرة مباركة

      18 يناير، 2021
      0
    • أسس سعادة الحياة الزوجية

      16 يناير، 2021
      0
    • إضاءات من مجالس تنوير المؤمنات لإنجاح العلاقات الأسرية 1/2

      14 يناير، 2021
      0
    • الاحتضان وأثره على الطفل

      14 يناير، 2021
      0
    • رفقا بالقوارير

      13 يناير، 2021
      0
    • الرفق

      13 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • الصالون المغربي

      7 ديسمبر، 2020
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • توبة المَلُولَة (قصة قصيرة)

      17 يناير، 2021
      0
    • الهيئة الحقوقية للجماعة تطالب بمحاسبة المسؤولين عما وقع في البيضاء وجبر ضرر ...

      13 يناير، 2021
      0
    • مداخلة دة. قطني في المائدة الحوارية حول "المرأة المغاربية والتطبيع.. الأدوار المنتظرة"

      12 يناير، 2021
      0
    • المرأة و الإعلام (2) | من أجل إعلام إسلامي قوي .. ...

      12 يناير، 2021
      0
    • اتفاقيات التطبيع في ضوء قواعد القانون الدولي.. دراسة حقوقية قانونية (2/2)

      11 يناير، 2021
      0
    • صلح الحديبية والتطبيع.. أية علاقة؟

      10 يناير، 2021
      0
    • العدل والإحسان تعزي في ضحايا سقوط منازل بالبيضاء وتدعو إلى فتح تحقيق

      9 يناير، 2021
      0
    • لا أمي عادت.. ولا البحر رأيت

      7 يناير، 2021
      0
    • المرأة المغربية.. حصيلة سنة خيم عليها شبح الوباء (تقرير)

      4 يناير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
روح العبادة
Home›عين على الآخرة›روح العبادة›في علامة محبَّته ﷺ

في علامة محبَّته ﷺ

بقلم هيئة التحرير
6 ديسمبر، 2019
518
0

اعْلَمْ أَنَّ من أَحَبَّ شَيْئًا آثرهُ وَآثَرَ مُوَافَقَتَهُ، وَإلَّا لَمْ يَكُنْ صَادقًا فِي حُبّهِ، وَكَانَ مُدَّعِيًا. فالصَّادِقُ فِي حُبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تَظْهَرُ علامةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ وَأوَّلُهّا: الاقْتِدَاءُ بِهِ، وَاسْتِعْمَالُ سُنّتِهِ، وَاتّبَاعُ أقْوَالِهِ وَأفْعَالِهِ، وَامْتِثَالُ أوَامِرِهِ، وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، وَالتَّأَدُّبُ بِآدَابِهِ فِي عُسْرِهِ وَيُسْرِهِ، وَمَنْشَطِهِ وَمَكْرهِهِ، وَشَاهِدُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ (سورة آل عمران، الآية: 31).

 وَإِيثَارُ مَا شَرَعَهُ وَحَضَّ عَلَيْهِ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ، وَمُوافَقَةِ شَهْوَتِهِ؛ قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَالَّذِينَ تبوّؤُا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خصاصة (سورة الحشر، الآية: 9).

وإسْخَاطُ الْعِبَادِ فِي رِضَى اللَّه تَعَالَى.

حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سعيد بن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: قال أَنَسُ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا بُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ” (1).

ثُمَّ قَالَ لِي: “يَا بُنَيَّ، وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أحْيَا سُنَّتِي فقد أحبني، ومن أحبني كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ”.

فَمَنِ اتَّصَفَ بِهِذِهِ الصّفَةِ فَهُوَ كَامِلُ الْمَحَبَّةِ لله وَرسولِهِ، وَمَنْ خَالَفَهَا فِي بَعْضِ هَذِهِ الأُمُورِ فَهُوَ نَاقِصُ الْمَحَبَّةِ، وَلَا يَخْرُجُ عَنِ اسْمِهَا.

وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي حَدَّهُ (2) فِي الْخَمْرِ فَلَعَنَهُ بَعْضُهُمْ، وَقَالَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُؤْتى بِهِ ! فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَلْعَنْهُ، فَإنَّهُ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ”.

وَمِنْ عَلَامَاتِ مَحَبَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثْرَةُ ذِكْرهِ لَهُ؛ فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ ذِكْرَهُ.

وَمِنْهَا كَثْرَةُ شَوْقِهِ إلى لِقَائِهِ؛ فَكُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِه.

وَفِي حَدِيث الأشْعَرِيّينَ عِنْدَ قُدُومِهِم الْمَدِينَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَجِزُونَ: غدا نَلْقى الْأَحِبَّهْ * مُحَمَّدًا وَصَحْبَهْ (3).

وَتَقَدَّمَ قَوْلُ بِلَالٍ.

وَمِثْلُهُ قَالَ عَمَّارٌ قَبْلَ قَتْلِهِ. وَمَا ذَكَرْنَاهُ من قِصَّةِ خَالِد بن مَعْدَانَ.

وَمِنْ عَلَامَاتِهِ مَعَ كثرة ذِكْرِهِ تَعْظِيمُهُ لَهُ وَتَوْقيرُهُ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَإظْهَارُ الْخُشُوعِ وَالانْكِسَارِ مَعَ سَمَاعِ اسْمهِ.

قَالَ إِسْحَاق التُّجِيبِيُّ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ لَا يَذْكُرُونَهُ إلَّا خَشَعُوا وَاقْشَعَرَّتْ جُلُودُهُمْ وَبَكَوْا.

وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمْ من يَفْعَلُ ذَلِكَ مَحَبَّة لَهُ وَشَوْقًا إليْهِ، وَمِنْهُمْ من يَفْعَلُهُ تَهيُّبًا وتَوْقِيرًا.

وَمِنْهَا مَحَبَّتُهُ لِمَنْ أَحَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ بِسَبَبهِ من آل بَيْتِهِ وَصَحَابَتِهِ من المهاجرين والأنصار، وعداوةُ من عاداهم، وَبُغْضُ من أبْغَضَهُمْ وَسَبَّهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَحَبَّ من يُحِبُّ.

وَقَدْ قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا” (4).

وَفِي رِوَايَة فِي الْحَسَنِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ”.

وَقَالَ: “مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ” (5).

وَقَالَ: “اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تتخذوهم غَرَضاً (6) بَعدي؛ فمن أحبَّهم فبِحُبي أحَبَّهم، ومن أبغضهم فبِبُغْضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذى اللهَ، ومن آذى اللهَ يُوشِكُ أن يأخذه” (7).

وقال فِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: “إِنَّهَا بِضْعَةٌ مني، يُغضِبني ما أغضَبَها” (8).

وَقَالَ لِعَائِشَةَ فِي أسامة بن زيد: “أَحِبِّيهِ فَإنّي أُحِبُّهُ”.

وَقَالَ: “آيَةُ الْإِيمَان حُبُّ الْأَنْصَارِ؛ وَآيةُ النّفَاقِ بُغْضُهُمْ” (9).

وَفِي حَدِيث ابن عُمَرَ: “من أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ؛ فَبِالْحَقِيقَةِ مَنْ أحب شيئا أحبَّ كلَّ شيءٍ يُحبُّه” (10).

وهذه سِيرةُ السَّلَفِ حَتَّى في الْمُبَاحَاتِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ.

وَقَدْ قَالَ أَنَسٌ حِينَ رَأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبّاءَ (11) من حَوَالي الْقَصْعَةِ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ من يَوْمَئِذٍ (12).

وَهَذَا الْحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبد الله بن عَبَّاسٍ، وَابْنُ جَعْفَر أتَوْا سَلْمى وَسَألُوهَا أنْ تَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامًا مِمَّا كَانَ يُعْجِبُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَكَانَ ابن عُمَرَ يَلْبَسُ النّعَال السِّبْتِيَّة (13)، وَيصْبُغُ بالصُّفْرَةِ، إِذْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ نَحْو ذَلِكَ (14).

وَمِنْها بُغْضُ من أبْغَضَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمُعَادَاةُ من عَادَاهُ، وَمُجَانَبَةُ من خَالَفَ سُنَّتَهُ وَابْتَدَعَ فِي دِينِهِ، وَاسْتِثْقَالُهُ كُلَّ أمرٍ يُخَالِف شَرِيعَتَهُ؛ قَالَ الله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورسولَه (سورة المجادلة، الآية: 22).

وَهَؤلَاءِ أصْحَابُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَتَلُوا أحِبَّاءَهُمْ، وَقَاتَلُوا آباءَهُمْ وَأبْنَاءَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ.

وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّه بنُ عَبْد اللَّه بن أُبيّ: لَوْ شِئْتَ لأتَيْتُكَ بِرَأْسِهِ – يَعْنِي أبَاهُ (15).

وَمِنْهَا أَن يُحِبَّ الْقُرْآنَ الَّذِي أتى بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَدَى بِهِ وَاهْتَدَى، وَتَخَلّقَ بِهِ حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ، وَحُبُّهُ لِلْقُرْآنِ تِلَاوَتُهُ، وَالْعَمَلُ بِهِ وَتَفَهُّمُهُ.

وَيُحِبُّ سُنَّتَهُ، وَيَقِفُ عِنْدَ حُدُودِهَا.

قَالَ سَهْلُ بن عَبْد اللَّه: عَلَامَةُ حُبّ اللَّه حُبُّ الْقُرْآنِ، وَعَلَامَةُ حُبّ الْقُرْآنِ حُبُّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَامَةُ حُبّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبُّ السُّنَّةِ، وَعَلَامَةُ حُبّ السُّنَّةِ حُبُّ الآخِرَةِ، وَعَلَامَةُ حُبّ الآخِرَةِ بُغْضُ الدُّنْيَا، وَعَلَامَةُ بُغْضِ الدُّنْيَا أنْ لَا يَدَّخِرَ مِنْهَا إلَّا زَادًا وَبُلْغَةً (16) إِلَى الآخِرَةِ.

وَقَالَ ابن مَسْعُودٍ: لَا يَسْألُ أَحَدٌ عَنْ نَفْسِهِ إلَّا الْقُرْآن؛ فإنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ.

وَمِنْ عَلَامَةِ حُبّهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَقَتُهُ عَلَى أمَّته، وَنُصْحُهُ لَهُمْ، وَسَعْيُهُ فِي مَصَالِحِهِمْ، وَرَفْعُ الْمَضَارّ عَنْهُمْ، كَمَا كان صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُؤْمِنينَ رؤوفا رَحِيمًا.

وَمِنْ عَلَامَةِ تَمَامِ مَحَبَّتِهِ زُهْدُ مُدَّعِيهَا فِي الدُّنْيَا، وَإيثَارُهُ الْفَقْر، وَاتّصَافُهُ بِهِ.

وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي: “إنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْكُمْ أسْرَعُ مِنَ السيْلِ مِنْ أَعْلَى الوادي، أَوِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ” (17).

وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بن مُغَفَّلٍ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّه؛ إِنِّي أُحِبُّكَ. فَقَالَ: “انْظُرْ مَا تَقُولُ”.  قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّكَ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: “إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا (18)” (19).

ثُمَّ ذَكَرَ نَحْو حديثِ أبي سعيد بمعناه.

من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ج2، ص22-25. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.


(1) الترمذي (2678) وسنده ضعيف، تحفة الأشراف (865)، النكت البديعات (89).

(2) (قوله الذي حَدُّهُ فِي الْخَمْرِ) في صحيح الْبُخَارِيّ هو عبد الله الملقب بحمار وقال الحافظ الدمياطي في حواشيه على البخاري: هذا وهم واسمه نعيمان تصغير نعمان شهد العقبة مع السبعين وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد، وأتي به في شرب الخمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلده أربعا أو خمسا، فقال رجل من القوم: اللهم العنه مَا أَكْثَرُ مَا يشرب وأكثر ما يجلد، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَلْعَنْهُ فَإنَّهُ يُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ، وكان صاحب مزاح. انتهى.

(قوله قَالَ عَمَّارٌ قَبْلَ قتله) الذي قتل عمارا هو أبو العادية يسار – بالمثناة التحتية المفتوحة والسين المهملة – ابن سبع، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام وسمع منه (لا ترجعوا بعدي كفارا) الحديث.
وكان إذا استأذن على معاوية يقول: قاتل عمار بالباب.

(3) البيهقي في الدلائل (5/351) عن أنس.

(4) الترمذي (3782) عن البراء، تحفة الأشراف (1793).

(5) ابن ماجة (143) عن أبي هريرة، تحفة الأشراف (13396).

(6) قوله “غَرَضاً”: أي هدفا يرمى عليه.

(7) الترمذي (3862) عن عبد الله بن مغفل، تحفة الأشراف (9662).

(8) أخرجه البخاري (3714) عن المسور بن مخرمة، مسلم (2449/93)، تحفة الأشراف (11267).

(9) أخرجه البخاري (17، 3784) عن أنس بن مالك، مسلم (74/128، 128م)، تحفة الأشراف (262).

(10) شعب الإيمان للبيهقي (1393)، وابن عدي في الكامل (6/200) وفي سنده محمد بن ذكوان قال البخاري: “منكر الحديث”.

وانظر: ميزان الاعتدال (7506).

(11) قوله “الدباء”: جمع دباة وهو القرع.

(12) مسلم (2041/144، 145)، تحفة الأشراف (198، 418).

(13) قوله “السبتيه”: السِّبت هي جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال.

(14) مسلم (1187/ 25، 26، 27)، تحفة الأشراف (7316).

(15) مسند البزار (2708 – كشف).

(16) قوله “وبُلغةً”: ما يُتبلغ به من العيس.

(17) الترمذي (2350) من حديث عبد الله بن مغفل، تحفة الأشراف (9647).

(18) قوله “تجفافا”: شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا.

(19) الترمذي (2350)، تحفة الأشراف (9647)، وهو الحديث السابق.

Tagsرسول الله صلى الله عليه وسلمكتاب الشفاكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى
السابق

سيدة نساء العالمين -4-: الزواج الميمون

التالي

الجوري: الأبوة ارتباط عاطفي يمنح الأمان ويكسر ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • روح العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    فصل فِي حكم زيارة قبره ﷺ وفضيلة من زاره وسلم عَلَيْه وكيف يسلم ويدعو له

    4 ديسمبر، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • يا حبيبي يا رسول الله

    ذكرى مولد النبي المطهر

    19 أكتوبر، 2020
    بقلم صفاء طريبق
  • أساسيات في العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    فصل فِي الاختلاف فِي الصَّلَاة عَلَى غَيْر النَّبِيّ ﷺ وسائر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَامُ

    27 نوفمبر، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • خلق وذوق

    طيب معشره صلى الله عليه وسلم

    29 مايو، 2020
    بقلم حفيظة فرشاشي
  • يا حبيبي يا رسول الله

    محبة الرسول ﷺ الطريق الموصلة

    27 أكتوبر، 2020
    بقلم أمينة السعدي
  • روح العبادةيا حبيبي يا رسول الله

    رسالة شوق إلى الجناب الشريف سيدنا رسول الله

    27 مارس، 2020
    بقلم السعدية كيتاوي

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    منزلة حسن الخلق من الدين

  • منطلقات

    تهنئة

  • منطلقات

    في جلسة الظهيرة.. الأستاذ فتحي يبسطُ “سنة الله وحركة التاريخ”

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • ضَممْتُ طفلي.. حتى ارتويتُ

    بقلم عبد الرحمن أحمد خيزران
    19 يناير، 2021
  • نساء ونساء

    بقلم كلثوم أيت أزوبير
    19 يناير، 2021
  • لا تخرجوهن من بيوتهن

    بقلم فاطمة لعسيري
    18 يناير، 2021
  • إنها شجرة مباركة

    بقلم نادية كوتي
    18 يناير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • المرسبون في الذكرى الرابعة: الترسيب “خطيئة” ستلاحق الدولة ما لم يتم إنصاف الضحايا
  • الهيئة المغربية للنصرة تُصدر تقريراً وطنياً عن الفعاليات المنظمة تنديداً بالتطبيع
  • الفِعل السيّاسي بين “التدافُع” و”التدحرُج”
  • مفهوم الدين وبناء المراتب (4)
  • سيدي أحمد الملاخ.. الرجل المحب 
  • رقيقة في دقيقة.. “ولا تكن من الغافلين”
  • تأسيس شبكة للإعلاميين المغاربيين المناهضين للتطبيع
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020