الكمري: القاعدة الأخلاقية عند الإمام تعتمد البعد الإيماني وثمرتها مجتمع العمران الأخوي

قالت خديجة الكمري، عضو المجلس القطري للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، في تعقيب لها في ندوة يوم الأحد 18 ربيع الآخر 1441ه الموافق لـ 15 دجنبر 2019م حول موضوع “سؤال الأخلاق في فكر الإمام رحمه الله تعالى وسيرته”؛ إن “الأستاذ عبد السلام ياسين حينما يتحدث عن التغيير من خلال نظرية المنهاج لا يجعله هدفا مجردا، إنما يجعله مسارا تكون فيه قيمة الوسائل بنفس قيمة الهدف في حد ذاته”.
وأوضحت أن الإمام رحمه الله تعالى “بسط لطرحه من خلال مجموعة من الثنائيات المفاهيمية، من قبيل: الخلافة والملك، الدعوة والدولة، الإسلام واللاييكية، الشورى والديمقراطية…. لكي يقطع الصلة عن أي لبس من شأنه أن يشوش على وضوح الفهم. فقد بين رحمه الله تعالى أن لكل قطب من قطبي الثنائية أسسه وقواعده البنائية، ليخلص إلى أن الخيار الإسلامي ينبني أساسا على القاعدة الأخلاقية”.
وذهبت الكمري إلى أن هذا الخيار لم يطل البعد الإنساني فقط “خاصة بعدما فشلت المواثيق الأخلاقية التي كانت منتوجا خالصا للعقل البشري في سد ثغرات تسلط الإنسان واستبداده، وانجذاب النفس نحو أنانيتها، وبعدما بدا من سوء إدارة الإنسان لدوائر المنفعة”، بل كانت القاعدة الأخلاقية عند الإمام “تحتاج للبعد الإيماني ودعامته، تغيير يبدأ من النفس قبل أن يشع على العالم، دافعه وضابطه وحافزه إطار تتحدد فيه علاقة الإنسان بالله عز وجل من خلالها يفهم التزاماته ومسؤولياته، أما باكورته وثمرته فهي مجتمع العمران الأخوي بما فيه من رحمة وتكافل وتآزر، يتأسس على ثنائية العدل والإحسان، إن كان على المستوى الأفقي الاجتماعي أو على المستوى العمودي السياسي”.
وتأسيسا على ما سبق “لم تكن الإجابة عن سؤال الأخلاق في مشروع الإمام رحمة الله عليه مسألة حيادية تتعلق بخيارات الأفراد وحسب، وإنما مسألة مصيرية تتعلق بمستقبل الأمة وبمآلات التغيير” تختم الكمري.