الجوري: الأبوة ارتباط عاطفي يمنح الأمان ويكسر الحواجز

قدّم الأستاذ منير الجوري في حلقته الرابعة من سلسلة #رسالة_الأب، التي ينشرها على صفحته في فيسبوك، تعريفا جميلا للأبوة، ونصيحة قيمة؛ اختزلها في كلمتي “الارتباط العاطفي”، مفادهما حب وحنان يلامسان وجدان الأولاد فتسلس قيادتهم، بعيدا عن لغة الأمر والنهي والإرغام وضغوط القوامة المادية، المنوطة بالآباء نعم، لكنها تبقى جافة إن لم تقترن بحب ورحمة يجعل تعلق الابن بأبيه يسمو فوق الماديات، فيصبح تعلقا قلبيا وجدانيا، وحاجة نفسية يخاف عليها ويحميها، تكون الحافز للأبناء على العطاء والامتثال الإيجابي الذي يحفظهم من الوقوع في المعاصي طواعية وحبا.
يقول المستشار التربوي والباحث في علم الاجتماع التربوي:
“أن تكون أبا يعني أن أكبر رابط يجب أن يجمعك بابنك أو ابنتك هو الارتباط العاطفي، ارتباط يمنحه الأمان والشعور بالانتماء إليك والافتخار أنه جزء منك، ارتباط يجعلك ملاذه من نوائب الحياة”.
ويضيف ناصحا الآباء بالإيجابية المنوطة بالأب في تعامله مع أبنائه، فهو لا ينتظر تفاعلهم بل يبادر إليها:
“اكسر الحواجز بينك وبينه، واجعله دائما قريبا منك بأن تكون أنت دائما قريبا منه، دون أن يعني ذلك إلغاء وجوده وكينونته. ابن معه رابطا عاطفيا لبنة لبنة وغير أساليبه كلما كبر عمره، فالعاطفة وحدها ما يذيب الحواجز وإن كانت من حجر”.
ولأن الأمر لا يأتي طفرة يوجه الجوري إلى الاعتناء بهذا الأمر منذ الولادة:
“تكون البداية لحظة الولادة، عندها يكون عالم المولود هو الأم التي خرج لتوه من رحمها، وعليك أن تجد مكانك بينهما. توجد تقنية مشهود لها عند السيكولوجيين لتحقيق ذلك؛ الجلد على الجلد peau à peau، حيث تضع طفلك ليلامس جلدك جلده بدون حواجز، ويتكرر ذلك نصف ساعة يوميا طيلة الشهور الأولى.
ابدأ بذلك واجعله عنوانا لمسار طويل لأبوتك”.