خواطر حول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

بقلم: فاطمة الدخيل
أظلنا اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وسماؤه لا تزال ملبدة بالغيوم، وأرضه لا تزال موحلة تجذب إلى مستنقعها نساء بلادي الغارقات في براثن الفقر والجهل الحكرة.
تموت في حلقي الكلمات، وتعتصرني غصة الألم، وكلما فرت من بين شفتي عبارة مستنكرة تراءى إلى عين عقلي أن الضحية والجاني سيان تحت مقصلة عنف الاستبداد المسلط على رقبة الأمة بالقهر والظلم.
ولأن المرأة الحلقة الأضعف في السلسلة، فإنها تنال النصيب الأوفى من العنف، إذ لا يجد الجاني المستضعف المقهور متنفسا عن قهره و انكساره إلا “الولية” ليسقط كرامتها ذليلة قتيلة.
إن واقع المرأة في بلادنا يفند كل دعوات النهوض بالنساء، ويذيب حبر كل القوانين الصادرة باسم إنصافهن.
كيف لقانون أجوف أن ينصف امرأة تموت كل يوم على معابر الذل، وتستباح كرامتها وتذبل أنوثتها في أسواق البحث عن لقمة العيش، بل يصبح جسدها مشاعا مقابل الاستمرار بالـ”حياة”؟
كيف لنا أن نصدق ادعاء التنمية والمرأة ما تزال تحمل على نعش تجره الدواب لتصل إلى مستوصف ليس له نصيب من فعله إلا الاسم لتضع مولودا تموت قبله؟
كيف وكيف وكيف…
إن معضلة العنف ضد النساء لا يمكن حلها بمقاربة قانونية محضة، إذ أن العنف الذي يجعل من أجساد النساء ونفسياتهن مسرحا للتنفيس عن الضغوطات ما هو إلا الشجرة التي تخفي الأكمة.
لابد من الرجوع إلى أصل الداء وجذوره؛ القضاء على الاستبداد وما يلحقه من فروع وتوابع، وتربية الإنسان على قيم الإنسانية واحترام الغير وتقديره، وعلاج ما تراكم في نفسيته من عقد ورضوض، مع محو عوالق الفقه المنحبس عن المرأة والرجل على حد سواء.