في ثواب محبته صلى الله عليه وسلم

حدثنا أَبو محمد بن عَتّاب بقراءتي عليه، حدّثنا أَبو القاسمِ حَاتم بن محمد، حدّثنا أَبو الحسن علي بن خَلَف، حدثنا أَبو زَيْد المَرْوزيّ، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إِسماعيل، حدّثنا عبد الله، حدثنا أَبي، حدثنا شُعْبَة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن سالم بن أَبِي الجَعْد، عن أَنس رضي الله عنه – أن رجلا أَتى النّبي صلى الله عليه وسلّم، فقال: متى السّاعة يا رسولَ الله؟ قال: “ما أَعْدَدْتَ لها؟” قال: ما أَعددتُ لها من كثِير صلاةٍ ولا صومٍ ولا صدقةٍ، ولكني أُحبُّ اللهَ ورسولَه. قال: “أَنتَ مع مَنْ أَحْبَبْتَ” 6.
وعن صَفْوان بن قُدامة: هاجرتُ إِلى النبِي صلى الله عليه وسلم فأَتَيْتُه، فقلت: يا رسولَ الله، ناوِلْنِي يَدَكَ أُبايعك. فناوَلَني يَدَهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله؛ إِني أُحبُّك. قال: “المرءُ مع مَنْ أَحَبَّ” 7.
ورَوى هذا اللّفظَ عن النبِي صلى الله عليه وسلم عبدُ الله بن مسعود، وأَبو موسى، وأنس؛ وعن أَبِي ذرّ بمعناه 8.
وعن علي أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَخذ بيد حَسن وحُسين، فقال: “مَنْ أَحبَّني وأَحبَّ هذَيْن وأَباهما وأُمَّهما كان معي في دَرَجَتي يوم القيامة” 9.
ورُوِي أَنَّ رجُلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ لأنتَ أَحبُّ إِليّ مِنْ أَهلي ومَالي؛ وإِني لأَذكرُكَ فما أَصبِر حتى أجيءَ فأَنظُرَ إِليك؛ وإِني ذكرتُ مَوْتي ومَوتَك، فعرفتُ أَنّك إِذا دخلْتَ الجنّةَ رُفِعْتَ مع النبيّين، وإن دخلْتُها لا أَراكَ. فأَنزل اللهُ تعالى: ومن يطع الله والرّسولَ فأُولئك مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداءِ والصالحِين وحَسُنَ أولئك رَفيقاً 10 فَدعا به فقرأَها عليه.
وفي حديث آخر: كان رجلٌ عندَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلم ينظُرُ إِليه لا يَطْرِفُ، فقال: ما بالُكَ؟ قال: بأَبي وأمّي! أَتَمَتَّعُ من النظر إِليكَ، فإِذا كان يومُ القيامةِ رفعك اللَّهُ بتفضيلِه؛ فأنزل اللهُ الآية.
وفي حديث أَنس رضيَ الله عنه: “من أَحبَّني كان معي في الجنّةِ”.
كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض، ج2، ص18-19. الطبعة الثالثة: 1461هـ – 2001م.
[2] انظر: المقاصد الحسنة (1011)، والشذرة (869).
[3] حديث عبد الله أخرجه البخاري (6168)، مسلم (2640/165)، تحفة الأشراف (9262)، وحديث أبي موسى الأشعري: مسلم (2641)، تحفة الأشراف (9002).
[4] الترمذي (3733) وقال: “حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه”، تحفة الأشراف (10073).
[5] سورة النساء/4، الآية: 69، وهذا الحديث عزاه السيوطي للطبراني وابن مردويه عن عائشة وابن عباس.
[6] أخرجه البخاري (6171، 7153)، مسلم (2639/ 164)، تحفة الأشراف (844).
[7] انظر: المقاصد الحسنة (1011)، والشذرة (869).
[8] حديث عبد الله أخرجه البخاري (6168)، مسلم (2640/165)، تحفة الأشراف (9262)، وحديث أبي موسى الأشعري: مسلم (2641)، تحفة الأشراف (9002).
[9] الترمذي (3733) وقال: “حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه”، تحفة الأشراف (10073).
[10] سورة النساء/4، الآية: 69، وهذا الحديث عزاه السيوطي للطبراني وابن مردويه عن عائشة وابن عباس.