مومنات نت

Top Menu

  • اتصل بنا
  • الرئـــيسة
  • الرئيسية
  • مقالات مثبتة

Main Menu

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
  • نساء صدقن
  • مع الأسرة
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات

logo

  • الرئيسة
    • ومضات
    • وسائط
    • ملفات
  • عين على الآخرة
    • "ادعوني أستجب لكم"

      25 فبراير، 2021
      0
    • حديثُ نظرة..

      23 فبراير، 2021
      0
    • الزهد في الدنيا

      22 فبراير، 2021
      0
    • رحمته صلى الله عليه وسلم

      14 فبراير، 2021
      0
    • محبته صلى الله عليه وسلم

      12 فبراير، 2021
      0
    • سعادة المؤمنين

      8 فبراير، 2021
      0
    • "وددت أني لقيت إخواني"

      5 فبراير، 2021
      0
    • من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة

      1 فبراير، 2021
      0
    • البحث عن الحب

      30 يناير، 2021
      0
    • مع كتاب الله
    • أساسيات في العبادة
    • روح العبادة
  • منطلقات
    • العربية.. لغة تواصل أم أمانة قيم؟

      2 فبراير، 2021
      0
    • الأسس الفكرية لقضية المرأة

      31 يناير، 2021
      0
    • المرأة وجهاد التعليم.. رؤية منهاجية

      21 يناير، 2021
      0
    • المرأة والتعليم.. ندوة علمية عن بعد من تنظيم الهيئة العامة للعمل النسائي ...

      20 يناير، 2021
      0
    • لا تخرجوهن من بيوتهن

      18 يناير، 2021
      0
    • الكمال الخلقي عند الإمام: كمال في الدين وأساس للدعوة

      7 يناير، 2021
      0
    • حرية المرأة في الفكر المنهاجي

      5 يناير، 2021
      0
    • الأخلاق في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى

      3 يناير، 2021
      0
    • البعد الإنساني في مقاربة قضية المرأة عند الأستاذ عبد السلام ياسين

      31 ديسمبر، 2020
      0
  • نساء صدقن
    • فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق

      4 فبراير، 2021
      0
    • خير نساء العالمين | فاطمة الزهراء بنت أبيها (1)

      3 فبراير، 2021
      0
    • من بين فرث ودم

      24 يناير، 2021
      0
    • رب السماء يمطر الذهب والفضة.. قصة من وحي الواقع

      22 يناير، 2021
      0
    • نساء ونساء

      19 يناير، 2021
      0
    • اختارت ما عند الله

      9 ديسمبر، 2020
      0
    • في بيت النبوة (2) | السيدة خديجة سند الدعوة

      10 نوفمبر، 2020
      0
    • نفيسة العلم

      9 نوفمبر، 2020
      0
    • دثريني يا خديجة

      31 أكتوبر، 2020
      0
  • مع الأسرة
    • العلاقة الزوجية وصفارات الإنذار

      21 فبراير، 2021
      0
    • مودة ورحمة| التغافل خلق الكرام

      11 فبراير، 2021
      0
    • أحتاج إليك زوجي

      4 فبراير، 2021
      0
    • الحزام السحري (قصة قصيرة)

      3 فبراير، 2021
      0
    • الإشباع العاطفي ودوره في صناعة طفل سوي

      1 فبراير، 2021
      0
    • مسؤولية المصاب بداء السكري في التكفل بمرضه

      28 يناير، 2021
      0
    • في بيت النبوة (3) | الاجتماع على الله حصن الأسرة الحصين

      26 يناير، 2021
      0
    • "يا بني اركب معنا"

      25 يناير، 2021
      0
    • رسالة إلى الوالدين.. كونوا أصدقاء أبنائكم

      25 يناير، 2021
      0
    • أبناؤنا
    • الزواج
    • خلق وذوق
    • صحتك
  • قضايا وحوارات
    • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

      24 فبراير، 2021
      0
    • كن قويّاً.. فقد خُلِق النجاح للأقوياء

      17 فبراير، 2021
      0
    • التطبيع جبن وضعف وانهزامية

      16 فبراير، 2021
      0
    • تعددت الأشكال والغرق واحد

      11 فبراير، 2021
      0
    • الفنيدق.. المغرب الصغير

      10 فبراير، 2021
      0
    • "الديوانة".. اقتصاد اهتز أم لغم انفجر؟

      10 فبراير، 2021
      0
    • طنجة الغارقة!

      9 فبراير، 2021
      0
    • احتجاجات الفنيدق.. نداء استغاثة فهل من مجيب؟

      9 فبراير، 2021
      0
    • نحن الوطن

      8 فبراير، 2021
      0
    • قضايا وأحداث
    • حوارات
    • شهادات
منطلقات
Home›منطلقات›ثمار” التربية الإيمانية الإحسانية…” على المستوى العملي والعلمي-1-

ثمار” التربية الإيمانية الإحسانية…” على المستوى العملي والعلمي-1-

بقلم فاطمة الزهراء الدويب
26 ديسمبر، 2018
298
0

 مدخل

إن الحديث عن ثمار تجربة الإمام رحمه الله وآثارها في بث معاني ” السلوك الجهادي” على المستوى العملي والعلمي يجرنا قسرا للكلام عن صاحب مشروع “السلوك الجهادي” الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله؛ الولي العارف بالله، الإمام المجدد لهذه الأمة دينها وفريد زمانها، سليل السلسلة النورانية النبوية الشريفة الغراء نسبا وعلما وعملا، ينطبق حاله مع مقاله، رجل محسن من الذين إذا ذكروا ورؤوا ذكر الله عزوجل ، فبمجرد النظر إليه يأسر المرء ويبقى حبيس أنواره وأسراره ورفقه وإحسانه ونقائه وصفائه، يخطف أبصار قلوب من عرفه أوجالسه في حضرته فيرتبط بقلبه المغناطيسي الجامع فترى رؤوسا تطأطأت وكأن فوقها الطير، وعيونا دمعت، وقلوبا لربها خشعت.
كان رحمه الله إذا تحدث أنطق العقول وأجاد وأفصح؛ يختار من أطايب الكلام ما هو مؤصل بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ينتقي من جميل النثر ولذيذ الشعر ما يسحر العقول ويأسر الأفئدة، فيربي ويعظ ويوصي ويحنو. معاني راقية تصل بالله عز وجل وتبشر برحمته وبنبيه المصطفى عليه السلام ومحبته، وبهم الأمة والدعوة في سبيل الله، وبالآخرة والشوق إليها. تتداوى الجروح، وتتبدد الهموم الثقال، وتتذلل الصعاب، وتقضى الحاجات وتبلغ الغايات. إنها صحبة العارف بالله.
يقول رحمه الله: “الخطوة الأولى على طريق التربية والتنظيم، على طريق المنهاج المؤدي إلى الله عز وجل بالنسبة للمؤمن، وإلى الخلافة بالنسبة للأمة وإلى سيادة الحضارة الإسلامية بالنسبة للعالم هي الصحبة والجماعة، هي لقاء رجل يُربيك وجماعة مؤمنة تؤويك وتحضنك، حتى يسري بصحبة المربى والجماعة إلى قلبك وسلوكك أول سلك من أسلاك نور الإيمان، وأول نفحة من عبيره، وأول فيض من مائه” . إذن هي: صحبة وجماعة وسلوك، فكيف هو هذا السلوك؟ هل هو سلوك التبرك والتهمم بالخلاص الفردي ومن بعدي الطوفان؟ أم هو أمر آخر؟
إن السلوك الذي تبناه الإمام لم يقتصر فقط على التربية الروحية الصرفة والانزواء في الزاوية، وإنما أخرجها من حيطانها إلى رحابة الأمة؛ سلوك قرآني جهادي على منهاج النبوة الشريفة “الذي يكون فيه الدعاة صابرين مع الذين يدعون ربهم كما أُمر رسولهم صلى الله عليه وسلم، ويكون فيه المسلمون صابرين على مخالطة بعضهم ” . سيرا على نهج السابقين الذي تشربوا معاني الصحبة الغضة الطرية عن إمامهم الأعظم عليه السلام. “كان الصحابة رضي الله عنهم في جهاد الذلة على المؤمنين والشدة على الكافرين والإنابة لرب العالمين. وانْحَسر السادة الأماجد النورانيون من بعدهم عن الميدان الجهادي، جلُّهم لا كلُّهم، فكانوا أحلاس بيوتهم، فرغوا من الشأن العام ليتفرغوا لشأن التربية الخاص”.
فمن ثمرات السلوك الجهادي عند الإمام رحمه الله بناء الشخصية المؤمنة الجامعة وفق النموذج الصحابي والتربية على الخصال العشر وبناء الجماعة المؤمنة المجاهدة المقتحمة لعالم الأنفس والآفاق وذلك بربط الصحبة بالجهاد والعدل بالإحسان والخلاص الفردي والجماعي. عمل رحمه الله على اكتشاف وصياغة المنهاج النبوي الجامع للتربية والتنظيم والزحف، والكامل في الدعوة والجهاد والبناء حيث تم وصل الاجتهاد بالجهاد. إن السلوك الجهادي في زماننا هو اقتحام للعقبة إلى الله على مستوى الفرد والجماعة والأمة كما أشار الإمام في مقدمات في المنهاج “فحركة الفرد المؤمن في سلوكه إلى الله عز وجل، وحركة الجماعة المجاهدة في حركتها التغييرية، وحركة الأمة في مسيرتها التاريخية” . المشروع المنشود هو مجتمع العمران الأخوي الجامع بين العدل والإحسان، وشعب الإيمان والخصال العشر هي معالم هذا السلوك الجهادي، والقومة الجامعة هي الصورة النموذجية له كما جاءت سنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وسيرته.
ومن ثمار تجربة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله التي أينعت واستوت بإذن ربها حتى أخذت لب الناظرين رغم المنع والتضييق والاعتقال والسجن والحصار والزجر والتخويف تكوين جماعة إسلامية من أكبر التنظيمات محليا ودوليا وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ونحن من الشاكرين لنعمائه وآلائه، حيث “اتخذت منذ نشأتها أسماء متعددة من أسرة الجماعة إلى جمعية الجماعة فالجماعة الخيرية لتعرف ابتداء من سنة 1987 باسم العدل والإحسان وهو شعارها الذي أخذته من الآية القرآنية:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون .)
من خلال التوطئة السابقة يمكن طرح الإشكالات التالية؟

 كيف تأسست نواة “أسرة الجماعة”؟
 ما هي ظروف تأسيس الجمعية الخيرية ثم جمعية الجماعة الخيرية؟
 لماذا رفعت الجماعة شعار العدل والإحسان؟
 ما هو المنهاج النبوي؟ ما أهميته ومقاصده وغاياته؟ كيف استقبل الناس سلسلة دروس المنهاج النبوي في بداية تأسيس أسرة الجماعة؟
 ما هي بعض الثمار العلمية التي أنتجها السلوك الجهادي؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة حول موضوع ثمار السلوك الجهادي عند الإمام عبد السلام ياسين أقترح التصميم التالي:

مدخل
المبحث الأول: ظروف تأسيس أسرة الجماعة وجمعية الجماعة الخيرية
               المطلب الأول: تأسيس “أسرة الجماعة”
               المطلب الثاني: إعداد رجال الدعوة والدولة
               المطلب الثالث: جمعية الجماعة الخيرية
               المطلب الرابع: دور المجال الإعلامي
المبحث الثاني: دروس المنهاج النبوي: السياق والمفهوم والمقاصد
               المطلب الأول: سياق ظهور دروس المنهاج النبوي
               المطلب الثاني: مفهوم المنهاج النبوي
               المطلب الثالث: مقاصد المنهاج النبوي ونظام الخصال العشر
المبحث الثالث: ثنائية العدل والإحسان
المبحث الرابع: بعض الثمار العلمية للسلوك الجهادي

 
المبحث الأول: ظروف تأسيس أسرة الجماعة وجمعية الجماعة الخيرية

المطلب الأول: تأسيس “أسرة الجماعة” 

عمل المرشد رحمه الله على مدى عامين « 1979-1980» وهو يحاول توحيد العمل الإسلامي ولم شعث الحركات الإسلامية على كلمة واحدة وتصور جامع، لكن الأمر لم يفلح وباء بالفشل. ” فبعد أن ردت الحركات الإسلامية على محاولات الرجل جمع الشمل وتوحيد الكلمة بعبارتها الشهيرة:« اذهبوا فكونوا»، ناسفة بذلك مطلب توحيد العمل الإسلامي، بدا واضحا أنه لا يتيسر، فقال لمن معه: -فلنكن. و« فلنكن »، هذه، كانت كلمة شفوية ألقاها هو في الحفنة من الناس التي كانت معه منتصف عام 1980م، وبدأ العمل في الميدان بمقتضاها، وخرجت مكتوبة معلنة لعموم الناس في العدد السابع من مجلة « الجماعة » « نونبر 1980م»، حيث أعلن في افتتاحيته عن اسم التنظيم الجديد وأهدافه وسياق تأسيسه وسط الحالة الإسلامية التي شخصها آنذاك” . انتقل رحمه الله إلى النزول إلى أرض العمل المنظم وهو ما أعلن عنه في العدد السابع من مجلة الجماعة بقوله: “وقد آن أن ننزل إلى أرض العمل المنظم بعد أن مارسنا جهاد الكلمة وحدها ما شاء الله“. جاء هذا الإعلان بعد اللقاء التحضيري «لأسرة الجماعة» فكان ” بمثابة بلاغ إلى الرأي العام، ورسالة إلى العاملين في الحقل الإسلامي الذين انتهى أمله في توحيدهم إلى خيبة، وإخبار للسلطات بما عزم عليه وهي أكثر من امتحن عزمه ǃ ولعل هذه أعلى درجة من درجات الوضوح والمسؤولية والإحسان في بناء المستقبل يمكن أن يتمثل بها رجل“. لكن لماذا سماها المرشد رحمه الله ب« أسرة»؟ ما الداعي لاختياره بالضبط دون غيره؟

نجده يجيبنا بقوله: “وما سمينا عملنا أسرة إلا إشارة لمكان المحبة ومعانيها والتعاون ومقتضياته عندنا، لكن الشباب المسلم في حاجة لإطار واضح المعالم يشخص المنهاج حتى يطمئن بعضه إلى بعض، ويقترب بعضه من بعض وينضم آخر الأمر بعضه إلى بعض.” ويقول أيضا: ” وكان الاسم الذي أطلقناه على جماعتنا «أسرة الجماعة» ينم عما نويناه من انتسابنا للجماعة القطرية المرجوة” . يقول الداعية الإسلامي والشاعر الأستاذ منير الركراكي:” هي إذن دعوة قطرية بقيادة ربانية ومنهاج نبوي ومشروع عمران أخوي استند أول العهد على لقاءات مفتوحة، ومجاس أسرية معلمة مربية، ورباطات للترقي والتزكية“. طموح شامخ سامق لا يطمح إليه إلا ذوي الهمم العالية التي عانقت الثريا، ونظرت للمستقبل بفراسة ثاقبة.
وبعد انصرام عام تم انتخاب مجلس إرشاد “أسرة الجماعة” وذلك أثناء عقد لقاء تأسيسي لها حاز فيه المرشد رحمه الله بالأغلبية المطلقة للإخوان وكان ذلك في شتنبر 1981م. وبدأت تلوح في الأفق منارات العمل المنظم، لكن هذا العمل المنظم يقتضي إعداد الرجال المؤمنين الذين لايخافون في الله لومة لائم وذلك لحمل هم الدعوة إلى الله والسير قدما بالمشروع. فكيف السبيل لتحقيقه؟

المطلب الثاني: إعداد رجال الدعوة والدولة

يقسم الأستاذ منير الركراكي الرجال إلى ثلاثة: “رجل دعوة، رجل دولة، ورجل دعوة ودولة. فرجل الدعوة هو رجل كتاب الله والعلم بالله وشرعه، ورجل بيت الله وذكره والانتهاء عن نهيه قبل ومع الائتمار بأمره، وهو رجل توبة وزهد وعفة وثبات وصدق، ورجل رشيد ذو هم وإرادة وسعي. أما رجل الدعوة فهو القوي الأمين، بما حباه الله من إعداد واستعداد لحمل أعباء الجهاد. أما رجل الدعوة والدولة معا فهو المؤمن الشاهد بالقسط” انطلاقا من قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ. ويعرفه الإمام في المنهاج النبوي بقوله:” الشاهد بالقسط القائم لله هو المؤمن القوي الأمين الثابت في رباطه لا يتزعزع عن خط سيره مهما كانت العقبات. هو المجاهد الذي لا ينكشف عن الصف إن هرب الناس، ولا يقعقع له بالشنان. هو المؤمن المسؤول. حوله تتألف الجماعة يشيع فيها بنورانية قلبه معاني الإيمان، وبلطف معشره ولين جانبه المحبة، وبصرامة إرادته وضبطه الثقة. هو المجاهد القادر على بعث الإرادة الجهادية في الآخرين، وعلى توجيه التربية والحركة قبل قيام الدولة الإسلامية وبعدها. إنه تغيير واقع أمة فلا بد له من رجال أوتاد يمنعون الخيمة أن تعصف بها الرياح. حامل أعباء التربية والجهاد ينبغي أن يكون مركز إشعاع إيماني، ونموذجا للنشاط والإنجاز والضبط لمن حوله. هذا هو النقيب المرشد. هو حجر الزاوية في البناء لا قيام للجماعة بدونه. هو رجل الدعوة والدولة معا” .
عمل الإمام المجدد رحمه الله على تربية الثلة الأولى من الإخوان الذين ساروا على نهجه وحذوا حذوه وآمنوا بقضيته وكان لهم أجر السبق في الخير تربية إيمانية ترسخ بها الأقدام في طريق السلوك إلى الله، حيث “تتنزل التربية الإيمانية منزلة مركزية في “المنهاج النبوي”- وهو ثمرة الاجتهاد الفكري للإمام المجدد – إذ كان اهتمامه بها واضحاً في جميع مراحل بناء “الجماعة” عبر تثبيت الجلسات التربوية الأسبوعية، والرباطات الدورية المخصصة للعبادة والتزود بالعلم والتقوى» الصلاة والصيام والذكر وتلاوة القرآن الكريم». كما كان الإمام رحمه الله مواكباً للسير التربوي داخل الجماعة، حريصاً على المعالجة الحكيمة للاختلالات التربوية لبعض الأعضاء، سواء أكان ذلك على مستوى التصور أم على مستوى السلوك“. وفي هذا الصدد نجد محمد بشيري رحمه الله وهو أحد الإخوان الأوائل الذين كانوا في هذه المرحلة يسرد لنا بعض تفاصيلها يقول: “كنا نبحث عن وسيلة نخرج بها إلى الناس لنبلغ الدعوة، واتفقنا في بداية محاولاتنا أن نبدأ بقيام الليل والمواظبة على النوافل والرواتب والإكثار من الذكر ومحاولة قيام الليل جماعيا مرة كل أسبوع على أمل أن يصبح هذا القيام ديدننا وطبعا فرديا حتى نلقى الله عز وجل..” ويتحدث مصطفى الحاتمي عن ذلك أيضا: “وصرنا نزور الأستاذ ياسين مرة في الشهر، وصرنا نقوم الليل ونذكر الله. فتغير عندنا الجو، حيث إننا لم نكن نقوم الليل ونذكر الله فيما قبل، حيث لم نكن نلتقي إلا في مآدب الطعام… ولما صحبنا الأستاذ ياسين تغير حالنا، وصارت أزواجنا تقمن معنا الليل“. إنها لمنة عظيمة أن يجلس المرء مع زوجه لذكر الله عزوجل وتلمس النفحات الربانية النورانية في الطريق الجهادي بمعية صحبة الولي الكامل المجاهد في سبيل الله، الذي بدوره كان يحرص على آخرة زوجه وسائر أهل بيته أن يسلكوا نفس المسلك، كيف لا وهو من تشرب هذه المعاني على صغر سنه في كنف أمه الجليلة لالة رقية رحمها؟ هذه المرأة الذاكرة لله عز وجل، المتهممة بهموم الأمة بشهادة أحفادها وكل من عرفها. يقول عنها سيدي كامل وأخته لالة ندية: “كانت لالة رقية سيدة ذات شخصية قوية ، ذاكرة لله لا تفتر عن ذكره، صابرة ولا تخاف في الله لومة لائم، وكانت محبتها لابنها سيدي عبد السلام لا توصف…وتضيف ندية: كانت شديدة الحرص على ذكر الله، حادة الذكاء بالنسبة لسيدة أمية، وكانت إذا جلست أمام التلفاز تهتم اهتماما كبيرا بالأخبار وتتابعها“. و تحكي السيدة خديجة المالكي رحمها الله عن صحبتها للإمام وهي التي عاشت المرحلة بكل تفاصيلها الحلوة والمرة :” صحبتي لسيدي عبد السلام أضافت لي أشياء كثيرة في درب سلوكي إلى الله عز وجل، فهو يوقظني لأقوم معه الليل ويوصيني كل يوم بقراءة القرآن الكريم وأن لا يفتر لساني عن ذكر الله عز وجل، ويذكرني بالآخرة في كل وقت وحين“. ولا ننسى جميع المؤمنات الأوائل اللواتي انخرطن في عزمة السلوك الجهادي آنذاك والصبر على مكاره الدعوة إلى الله عزوجل جنبا إلى جنب المومنين.

المطلب الثالث: جمعية الجماعة الخيرية

استشعر المؤمنون حلاوة صحبتهم لولي عارف بالله خبر الطريق، لامست قلوبهم نسمات الخير الذي عقدوا العزم على خوضه برفقة دليلهم، وسرت دبيب الدعوة في العديد من المدن كآسفي والبيضاء وبدأوا يحضرون مجالس الثلاثاء و اللقاء الشهري في سلا وبعض اللقاءات التكوينة في المنهاج النبوي كالذي أقيم صيف سنة 1982 وغيرها، فأخذت أسرة الجماعة تتوسع ويلتم عقدها. و”لم تتوقف جهود الجماعة لفتح أبواب الدعوة على مصراعيها عند هذا الحد بل سعت إلى تأسيس إطار جديد تعبر من خلاله عن نفسها وكان المولود الجديد تحت اسم جمعية الجماعة الخيرية” .
إلا أن الضرورة أصبحت ملحة في إضفاء التغطية القانونية لأسرة الجماعة وخاصة بعد تعرض الإخوان لمضايقات من طرف السلطة وهي تسأل عن صبغتها القانونية أثناء قيامهم بأنشطة إشعاعية فتتصيد الفرص لنسفها. يصف لنا الأستاذ عبد الجبار وهو من الذين عايشوا أحداث المرحلة بعض ما لاقوه من المضايقات أثناء رباط تكويني لهم : ” وكان سي الملاخ المشرف على تلك الخرجة، وكان نائبه سي بشيري. وتحدث سي الملاخ عن المنهاج النبوي والخصال العشر وشعب الإيمان ومفهوم الصحبة والجماعة. كان عدد الحضور ما بين ثلاثين وأربعين. وكانت أعين السلطة علينا،فجاءت إلى عين المكان للتحقيق. وكان الحرج أنه لم تكن لنا أية تغطية قانونية، وحتى جواب سي الملاخ وسي بشيري بأننا «مالكية سنية…» لم يكن مقنعا بطبيعة الحال. ففرضوا علينا مغادرة المكان في تلك الليلة. كان من الحرج الذي واجهنا عند منع السلطة لمخيمنا هو أننا لم نجد جوابا لسؤالها إيانا: من أنتم؟ فكان هذا من الأسباب التي دعتنا إلى التعجيل بتأسيس الجمعية الخيرية.” وفي أبريل 1983 تم إيداع القانون الأساسي لجمعية “الجماعة الخيرية” لدى الإدارة المختصة والحصول على توصيل الجمعية كاعتراف قانوني بالجمعية، إلا أن المخزن كعادته استشاط غضبا ودبر حيلة لاسترجاع وصله، وأعاد الإخوة دفع الملف مرة أخرى وأيدهم الله بتوفيق من عنده.
وعن ضرورة هذا التأسيس وبعض أهدافه يتطرق البيان التوضيحي الذي خطه أعضاء مجلس الإرشاد لجمعية الجماعة الخيرية في سجن سلا سنة 1990 “كان من الواجب عقلا وشرعا، وليس ضروريا فحسب، أن يكون لنا نحن زمرة من أبناء هذا الوطن الكريم الطيب، موقف من هذا الغي الموفي بأهله على النار والضلال المبين، الذي لا يسكت عنه إلا كل خوان كفور، أو أفاك أثيم؛ فأسسنا جمعيتنا وفق القوانين المعمول بها في البلد من منظورنا الخاص للإصلاح، مدركين حق الإدراك جهود المصلحين الآخرين من المسلمين، قابلين عن طواعية كل نقد نزيه بناء، وموجهين ما نراه من نصح مفيد لإخوتنا. وحررنا القانون الأساسي لجمعيتنا، وراعينا أن يكون طابعها أو صبغتها، كما يقول قانون الحريات العامة، «صبغة سياسية»، ليكون مجالنا في الدعوة أرحب وأوسع.”

المطلب الرابع: دور المجال الإعلامي

لعب الإعلام أثناء تأسيس أسرة الجماعة -على بساطته آنذاك- دورا مهما في إيصال فكر المرشد إلى الطبقة المثقفة التي حاول محاورتها أو حاورها وكذا الرأي العام الذي كان يتلقى إشاعات مغرضة لا أساس لها من الصحة اتجاه الجماعة، ولا يخفى علينا أهميته عموما في كل مناحي الحياة وفي الدعوة إلى الله خصوصا؛ فهي تحتاج إلى منبر يكون بمثابة قنطرة تطوي المسافات وتبلغ الغايات ” في إطار أكثر اتساعا بغية التواصل مع الفئات المختلفة من المجتمع، وكان هذا الإطار هو الصحافة المكتوبة“. والإمام رحمه الله فطن لقيمة هذه الوسيلة فأصدر في فبراير 1979 العدد الأول من «مجلة الجماعة» . يتحدث أبو حزم محمد العربي عن أثرها ويقول: ” وقد كان لمجلة «الجماعة» في ذلك الوقت أثر كبير في التفاف الناس، الشباب منهم خاصة، حول الأستاذ ياسين، بسبب خطابها الجامع الواضح الجديد المتميز، ولم يكن فريق عملها ينتظر أن يأتي القراء إليها، بل كانوا يسعون هم إلى الناس للتواصل معهم من خلال زيارات مباشرة” وهذا يبين العمل الجبار الذي كان يقوم به فريق المجلة ليوصل النسخ إلى القراء والحرص على إيصالها يدا بيد قصد مد جسور التواصل. وفي هذا السياق يقول الأستاذ فتح الله أرسلان أحد أعضاء مجلس الإرشاد الذين انتخبوا في أسرة الجماعة :” كنا نستقبل القراء في مجلة «الجماعة»، وبحكم أننا كنا نبحث عمن نتواصل معه، لم نكن نجيب القراء الذين ذلك؟يراسلوننا من البيضاء، بل كنت آخذ الرسائل وأطرق أبوابهم مباشرة” ونجد أيضا الأستاذ عبد الواحد المتوكل يخبرنا عن شكل المجلة في ذلك الوقت يقول:” كنت دائم التردد على المكتبات والأكشاك، وفي مرة من المرات وجدت من بين العدد الكبير من المجلات الصقيلة الورق المتقنعة الطباعة الزاهية الألوان مجلة مسكينة بسيطة الطباعة ب «الأبيض والأسود»، قلت هذه مجلة مغربية يبدو أن أصحابها فقراء، فاشتريت نسخا من العدد المعروض للبيع دعما لها من غير أن أعرف أصحابها أو توجهها الفكري. فلما بدأت في قراءتها انبهرت بطرحها العالي“.
لكن للأسف لم يدم إصدارها طويلا وتعرضت للمنع ومصادرة ” عددها الخامس في مارس 1980، وتعقب المسؤولون المجلة بالمصادرة وانتزاع النسخ بالقوة من أيدي القراء، والاستيلاء على ما كان موجودا منها بالمطابع وتهديد أرباب المطابع وتخويف كل من تعاون مع الجماعة، كما وئدت جريدة “الصبح” منذ عددها الأول الذي صدر في دجنبر 1983، واعتقل بسبب ما جاء في افتتاحيتها الأستاذ عبد السلام ياسين وحكم عليه بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال بسنتين نافذتين وغرامة مالية قدرها 5000 درهم” كما طال المنع أيضا صحيفة الخطاب. وعن هذا الأمر يؤكد الأستاذ منير الركراكي:”فتحت بعدها الجماعة- وقد قوي المدد وكثر العدد- على لون جديد من الإشعاع الخارجي، والتواصل الشعبي من خلال جريدتي “الصبح” و” الخطاب” الموؤودتين، وقوى صفها الداخلي برنامج تربوي مرحلي؛ أسهم كل ذلك في تكثير السواد“.
 

السابق

ذة. جرعود: ستظل أبوابنا مفتوحة لكل غيور ...

التالي

دة. الدويب: السلوك الجهادي للإمام المجدد على ...

مواد ذات صلة لنفس الكاتب

  • منطلقات

    د. أمكاسو يستهل الجلسة الافتتاحية بشرح سياقات انعقاد المؤتمر وأهمية موضوعه

    19 ديسمبر، 2020
    بقلم هيئة التحرير
  • منطلقات

    سقوط الأقنعة

    5 يونيو، 2011
    بقلم رضوان رشدي
  • منطلقات

    نواة المجتمع

    21 مارس، 2018
    بقلم  تماضر ادريوة
  • منطلقات

    أم لم يعرفوا رسولهم

    28 يناير، 2013
    بقلم لطيفة علوش
  • منطلقات

    يا جميل الخِلال… ما أعظمك!

    15 يونيو، 2010
    بقلم ثورية البوكيلي

مواضيع قد تهمك

  • منطلقات

    في ذكرى رحيل الإمام الثامنة.. العدل والإحسان تنظم مؤتمرا دوليا في موضوع: “البعد الإنساني في فكر الإمام عبد السلام ياسين”

  • منطلقات

    صبرا أهل سورية

  • منطلقات

    … أيتهـا الأمـل

  • الجديد

  • الأكثر مشاهدة

  • “ادعوني أستجب لكم”

    بقلم السعدية كيتاوي
    25 فبراير، 2021
  • من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى.. نساء ضد التطبيع

    بقلم هيئة التحرير
    24 فبراير، 2021
  • حديثُ نظرة..

    بقلم صفاء طريبق
    23 فبراير، 2021
  • الزهد في الدنيا

    بقلم حليمة يقوتي
    22 فبراير، 2021
  • إضاءات في تربية الأبناء

    بقلم ثورية البوكيلي
    8 يونيو، 2020
  • في وداع شهر رمضان (12)

    بقلم هيئة التحرير
    6 أكتوبر، 2008
  • في وداع شهر رمضان (22)

    بقلم هيئة التحرير
    11 أكتوبر، 2008
  • الزمن

    بقلم وليام شكسبير
    27 أبريل، 2010

RSS الجماعة.نت

  • التربية النبوية المتوازنة وآثرها في درء المفاسد وجلب المصالح (2)
  • هكذا حبَّبنا الإمام ياسين في رسولنا الكريم (9)
  • تعلم لغتك العربية.. كل ما ينبغي معرفته عن الخبر
  • شبيبة العدل والإحسان: فاجعة غرق قارب للهجرة السرية بالشرق يقل 17 شابا سببه فساد السلطة وعزلة المنطقة وتهميشها
  • ذ. أيت عمي: حقي ثابت ولن أتنازل عنه رغم كل المعاناة حتى أسترجع بيتي المشمع ظلما بالجديدة
  • د.عكرمة صبري: ارتباطنا بأرضنا عقيدة ومواطنتنا مستمدة من الله وليس من مجلس الأمن أو أمريكا وغيرها
  • الدكتور أمكاسو يرصد الأبعاد التاريخية والاستراتيجية للتطبيع
  • موقع جماعة العدل والاحسان
  • موقع الإمام المجدد عبد السلام ياسين
© جميع الحقوق محفوظة لموقع مومنات نت 2020