إلى أين يتجه ذوق العالم؟

في مغبة الأجواء الخانقة، والأزمات المحرقة، والأصوات المدوية، والآهات الصامتة، والأشلاء المتناثرة، وأعمدة النيران المتصاعدة انبرت الأسئلة من مكمنها، وانجلت الدهشة عن أعين العالم. إلى أين يتجه ذوق العالم؟.
إلى رِؤية جثامين الصغار دون استنكار؟ أم إلى استساغة مناظر الدمار؟. هذا العالم الذي يلوك عبارات الوحشية والهمجية والعدوانية واستنكارها من منابر تؤسس لذوق عالمي يقوم على التعايش ورفض كل ما لا ينسجم مع الحس الإنساني، وما جبلت عليه فطرة الإنسان الذي تحققت فيه شروط الإنسانية،
هو نفسه الذي أسس لذوق يقبل بالمجازر الجماعية، والإبادة الفورية والتطهير العرقي، هو نفسه الذي يبني سلطته و سطوته على دماء الأبرياء. لم يستثني غزة من هذا الذوق الهمجي الذي لم تعرف له البشرية مثيلا في العصور الوسطى ولا في حملات الصليب. لتؤسس بدورها لذوق لم يعتد عليه العالم كثيرا من الصمود والإباء والتحدي من خلال أشاوس المقاومة الباسلة،
وأبناء الانتفاضة الخالدة، هؤلاء جيل يضع بصمة من ذهب على أرض الأنبياء، ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيب من الأرض والسماء. لقد استنكرت الملائكة إفساد الخلق في البسيطة قبل خلق آدم عليه السلام، فعلمت أن من أبناء آدم من يفسد وهم قلة، ومن يصلح هم الكثرة،
ولهم الدوام لأنها سنة الله في الأرض. وها هي ذي السنة تتكرر إذ عتا بنو إسرائيل عتوا كبيرا، فقتلوا وذبحوا ولم تأخذهم بضعفاء الأمة إلا ولا ذمة، بل وجعلوا أذنابهم يستلذون حصاد أيديهم الدامية، فسار العالم إلى ذوق يخرجه عن إنسانيته بأن يجعل قادة العالم طريقهم إلى كرسي الحكم على رقاب المستضعفين.
ولكن هيهات هيهات !! فثمة رجال ونساء وأطفال أبى ذوقهم الراقي إلا خيار المقاومة ونصرة المظلومين ورفع لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله عاليا، فلله العزة ولجنوده.