لك سلامي

لكِ يا زهرةَ الرُّبوعِ سلامي ** أنتِ فخري ومُنيتي ومُقامي
لحنُ قلبي جريحةٌ كيف يحلو ** عيشُنا بعد حزنك المستدامي
فيكِ عمقُ التاريخِ والعمرُ سارٍ ** ولعهدٍ يبقى الرجا فيكِ نامي
عهدُ نصرٍ تلاهُ فينا كتابٌ ** وارتضاهُ ربُّ الورى للأنامِ
هذه القدسُ تشهدُ اليومَ غَصبا ** واحتلالا من خِسّةٍ وانتقامِ
قد أعارتها ثوبَها الرّثَّ سودٌ ** من شديدِ الأحزانِ والأيّامِ
كم تحلّت أرجاؤها بالمعالي ** واستطابتْها همسةُ الأنغامِ
والتقت في أفنائها شاهداتٌ ** تذكرُ الأنسَ في رُبى الإنعامِ
في دفاعٍ ضحّى ذوو العزم عنها ** وافتداها أحرارُها في اهتمامِ
همُّهمْ بعثُ الدينِ والأرضِ والعرضِ بها يسعد الشقيّ الدّامي
وجلا همًّا عنهمُ صدقُ قولٍ ** وفعالٍ قد سدّدوها عِظامِ
مهّدوا للمستضعفين سبيلا ** يرتجون الأخرى لخير خِتامِ
ونساءٌ جدّدنَ عهدا وثيقا ** سعْيُهنَّ المحمودُ فيه مرامي
في بقاعٍ وغزةٍ وخليلٍ ** وجليلٍ وضفّةٍ ومقامِ
قصدُهُنَّ البيتُ الكريمُ المفدّى ** يرتجينَ الحُسنى بكلّ اعتزامِ
ما لها هذه الحياةُ استحالت ** ظلمةً ما يبين فيها ظلامي
كِذبة صدّقَ الدعيُّ افتراها ** نسجتْ وهنَها دُمى الأوهامِ
ومضتْ تذبح الأماني جهارا ** تزرعُ الحِقدَ في قلوبٍ ذِمامِ
قد سعت في ثباتها للمعالي ** صادقاتٌ يلهمن كلّ هُمامِ
مقدسيّاتٌ قد صدقنَ عهودا ** وحملنَ الأكفانَ فوق الحطامِ
قمنَ يرفعن نحو نصرٍ لواءً ** ماضياتٍ لعزةٍ في وئامِ
صلواتُ الله على المصطفى منْ ** نوّر الأقصى في دجى الأحلامِ
وكذا الآل من أناروا سبيلا ** وصحابٍ أعلوا لواءَ السلامِ