ذة حفيظة: أطفال يولدون من نزوة عابرة..لتسلب منهم الحياة وأدا في استخفاف بالروح البشرية

تعليقا على ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها عن المغرب كشفت فيه أن 50 ألف ولادة خارج إطار الزواج في السنة، و24 رضيعا متخلى عنهم يوميا. و300 رضيع يعثر عليهم في حاويات في العاصمة الاقتصادية البيضاء، قالت المهندسة حفيظة فرشاشي عضو الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان ” إحصاء مرعب قدمته لومند عن الأطفال المتخلى عنهم بل والنسبة المهولة منهم التي ترمى في حاويات الأزبال لتلقى حتفها.
أطفال يولدون من نزوة عابرة ودون حساب للعواقب، بل ودون إحساس بالمسؤولية عن حياة طفل جيئ به للحياة لتسلب منه وأدا في استخفاف بالروح البشرية، أو يترك ليلقى مصيره وسط مجتمع لا يرحم.
أمام هذا الواقع المفجع، نتساءل عن مسؤولية الدولة ودورها في التوعية الاجتماعية وخلق الوعي المجتمعي الضروري للتصدي لهذه الظاهرة، والوسائل التي من المفروض أن توظفها لهذه الغاية من حماية الأسرة وخلق توعية أسرية لدى الأم والأب عن مسؤوليته اتجاه أبنائه وعن دور المدرسة والبرامج التي تتلقاها الناشئة كوقاية من هذه الآفات والإعلام والمجتمع المدني…
للأسف نجد أن الدولة لم ترفع يدها فقط وتتخلى عن المسؤولية فيما يقع، بل تنتهج سياسات تخريبية تشجع على الانحلال وتزين له عوالمه وتنتج مواطنا غير مسؤول على تصرفاته وفاقد لوعي مجتمعي يجنبه الكثير من المآسي.
نعم العلاقات خارج الزواج ظاهرة لم يخل منها مجتمع لكنها كانت حالات معدودة وعواقبها محدودة يتم احتواؤها بسهولة، لكن أن يتم التشجيع عليها وتزيينها في عيون شباب غر فاقد للقدرة على التمييز والدعوة لجعلها نمط حياة طامة كبرى وأول من يصلى نارها هو هذا الشباب وجحافل الأبناء المتخلى عنهم بدون أدنى حماية لا قانونية ولا اجتماعية ولا نفسية ولا اقتصادية.
كوارث اجتماعية لن تزيد النسيج المجتمعي إلا ضعفا وتشتتا وتغييرا جذريا في بنيته باستحداث فئة من الأطفال المتخلى عنهم والذين سيكبرون ويكبر معهم الحقد على مجتمع كتب عليهم أن يعيشوا فيه بوصمة العار ولا ذنب لهم.
الأطفال مسؤولية ويجب أن يقدم لهم الدعم المجتمعي والحكومي الضروري ليعيشوا وسط أسرة طبيعية من أم وأب وهذا أبسط حقوقهم غير هذا فهو تجن على أول حق من حقوقهم”.
#أسرتي_جنتي