تاء التأنيث فخر أوطم وفخر القضية الفلسطنية

إذا ما تحدث متحدث عن واقع الحال في فلسطين دون أن يشخص أصل الداء، ودون أن يتحدث عن الأنظمة العربية المستبدة، فقد لغا، إذا ما تحدث متحدث قاعد ذليل بصيغة المتعاطف المتضامن مع القضية فقد أجرم في حق هويته، إذا ما تحدث متحدث بحديث يخلو من الإيمان بأن القضية قضية كل إنسان مسلم عربي فقد ضاع وجوده وإنسانيته معا، إذا ما تحدث ولم يستوعب بعد أن القضية الفلسطينية هي قضية كونية أممية فقد ظل الطريق. كن ما شئت، إسلاميا يساريا قاعديا أمازيغيا علمانيا أو ملحدا، فقط إعلم علم اليقين أن القضية الفلسطينية هي أوسع دائرة تجمعنا وهي أصل عنوان الأحرار.
مذ أقبلنا على الدنيا كبرنا على صوت ملؤه الهيبة والوقار ملؤه القوة والإرادة ملؤه العزم واليقين ملؤه القول الحكيم مرددا “أناديكم أشد على أياديكم و أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم…” فكانت المضغة التي ظلت تكبر فينا وتعشعش في وجداننا حتى أدركنا ما معنى أن تكون مسلما عربيا فلسطينيا. نعم أضف إلى هويتك أيا كانت “فلسطينيا” و اصدح بصوتك عاليا: فلسطين عربية إسلامية.
لتاء التأنيث في القضية بصمة كبرى، أتحدث عن المرابطة المجاهدة القوية في فلسطين تلك التي أنصفت المرأة بفهم عميق سليم وفكر سديد ناضج، تلك التي حملت الحجارة، تلك التي صرخت في وجه الغاصب تلك التي …..تعجز الكلمات عن الحديث عنها.
ثم دعني أحدثك عن معشر الأوطميات المناضلات اللواتي حملن مشعل القضية في الساحة الجامعية وعيا وفهما وإدراكا ويقينا، اللواتي كن ولا زلن حاضرات بقوة بحافظية خصوصيتهن، وقوامة عزيمتهن وإصرارهن، اللواتي تصدين للباطل بكل جرأة واقتحام، اللواتي جسدن معنى الرجولة الأنثوية.
هي الأوطامية التي إذا بادرت أحسنت، وإذا عملت أوضحت، وإذا وعدت تحملت كامل المسؤولية، وإذا بصمت في حدث ظلت بصمتها بصمة قوة ووقار واحترام.
إن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت قضية مركزية جوهرية أقام لها معشر الأوطاميين والأوطاميات حدثا وطنيا عالميا سنويا يليق بمقامها، حدثا من تنظيم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، يحج إليه كل طالب وطالبة يحمل شعار: “القدس عاصمة فلسطين” الذي يوافق شعار ملتقى القدس الرابع الذي تحتضنه جامعة عبد المالك السعدي.
فطوبى لمن اغتنم و أعلى كلمة الحق.
وطوبى لمن نصر قضية ربه.
وطوبى لمن ضحى وبذل واقتحم لتسجيل بصمته في تاريخ النصر.