أنين الروح

أنين الروح يعلو صوته من جديد.. يعتصر الفؤاد، يلهبه بسياط الوجع.. يطبق على العينين بغشاوته السوداء…
يستحيل الوجود من حولي إلى ظلام ورماد.. ويرتجف داخل نفسي الأمل.. ينزوي.. تحاصره شرنقة الأوجاع…
قلبي التائه في البيداء يصطلي رمضاء الهجير.. يلتفت حوله يمينا وشمالا لعله يتنسم عطر تيار بارد يضمد جراحه.. فيرتد إليه بصره مصدوما بمرأى السراب الملتهب… ولازال أنين الروح يعلو.. يرتفع.. يصم الآذان..
الأذان؟!!!! أحقا سيخرس في مآذني؟!!! أحقا ستغلق أبوابي في وجوه المصلين؟!!! أحقا ستعلو صوامعي نجمة بني صهيون ؟!!! حاشا وكلا… لا عشتم ولا كنتم يا من بعتم وفوضتم وأعلنتم… أرضي العطشى سترويها.. تطهرها دماء الحرية.. هؤلاء أبنائي تصدح حناجرهم في كل البقاع هاتفة بإسمي لاهجة بحبي.. أنا لست ترابا محتلا فقط..أنا أرض مقدسة.. أنا أولى القبلتين وثاني الحرمين.. أنا مهد الأنبياء.. أنا مسرى العدنان.. أنا كرومي وزيتوني سقيت بدماء الشهداء.. أنا الأقصى.. أنا القدس.. أنا فلسطين.. أنا وعد الآخرة يا حكام بني صهيون وأذنابهم.