حسن التجلي

في القلب ألحانٌ يذيع صداها نغماتها في الكون راق شداها
ودعا المواجيدَ اشتياقٌ دافقٌ منها ارتوى مستلهمٌ ورواها
وتلا الفؤادُ مرددا أنشودةً عبرت بها للعالمين رؤاها
هتفت إلى أذن الكريم تبثّه ألحانها طربا يبوح نِداها
مشتاقةً ترنو إلى حضن الرضى ويقودها نحو الحبيب هواها
وعلا السنا أفق السماء وغرّدت دنيا الخلائق تنجلي بلواها
كشفت بوارق ثغرها قسماتِها في لهفةٍ تدعو المنى للقاها
لقيا الأحبة بالوفاء تودّدوا فاستلهموا أشواقها ومناها
إشراقةٌ عنّت لمن طلب الهدى فتمثلت للطالبين صُواها
وضّاءةً وضّاحةً سرّ الهوى كشّافةً لمن اكتوى نجواها
حسن التجلّي من حبيب صادقٍ ملأ الدنى من علمه وسقاها
بحر العلوم تألقت صفحاتها فتجددت في العالمين بُناها
وسعى إليه كل راعٍ حافظٍ يدعو العباد لقومةٍ فرعاها
فنمى على غصن المحبة طاعةٌ وتألقت من حكمة دعواها
وتفتحت لدن الخصال وأثمرت في روضها أفضالها أعلاها
وتلألأت درر المكارم والنهى تهدي إلى حِكم الورى أسناها
من قائمٍ ملك الورى بوقاره وبحكمةٍ عنه البصيرُ حكاها
في ذوقه سرٌ تمثّل صادقا أشعاره من طبعه أهداها
تدنو الدواوين القطاف ثمارها شذراتها في نظمه أحياها
وبنثره فيه تردد شأنه قد خلّدت أقواله معناها
كم جمّل القرآنُ فيه بلاغَه والسنة الغرّاء نال سناها
صلى الإله على الذي عبر المدى إحسانه وصفاته زكّاها
للآل والصحب الكرام تحمّلوا عنّا الأذى أُهدي المُنى أحلاها
بعد إلقاء هذه القصيدة ضمن فعاليات الندوة التي نظمتها هيأة الثقافة والفنون يوم الأحد 24 دجنبر 2017 بمناسبة الذكرى الخامسة لوفاة الإمام المجدد رحمه الله وتفاعلا مع القصيدة رد الباحث محمد الخواتري على عفوية بما يلي :
سكبت عيونيَ دمعةً في حسرةٍ منّي على من هيّجوا مجراها
البيت أقفر غير أن سلوتي في جمعكم من طبّها ودواها