انهيار الأخلاق

ذهل الحياء من الخنا مستاء *** وشكا العفاف إلى الورى أدواء
ورمى الأسى نور القلوب وأظلمت *** دنيا الخلائق قُطعت أشلاء
وبدا المجاهر بالمعاصي سيدا *** ومبجلا بين الورى معطاء
وغدا مثالا يقتدى في سوءةٍ *** تغري البريء تزيده إغراء
ومضت ذوات مفاتن في عريها *** تبدي المساوئ تنشر الأسواء
وتكتمت عنها المناظر واحتمت *** من خوفها إذ تستطيب بذاء
باسم التحرر هدّمت أخلاقها *** وطوت مكارم عزةٍ إنفاء
قد ألهبت نار المشاعر شهوة *** وتوسلت بالقاضيات غطاء
ورمت ثوابت شرعة لا تستحي *** والحر يسعى للبرور حياء
عريا تكشفت النساء ونافست *** أهواءها في خسةٍ إغواء
قد أثقلت سود الصحائف من أذى *** واستحسنت كشف الخدود طلاء
وتخنثت شبه الرجال وصادرت *** أنقى الخصال تسمم الأجواء
يمضي لها بين الأنام نكايةٌ *** من ذلةٍ والذل صار بلاء
فانهارت الأخلاق تشكو وهننا *** والدين من أسفٍ يذوق عناء
أين المروءة تحفظ العهد الذي *** حفظ الكرام لواءَه وضّاء
رفع النفوس إلى المراتب والعلى *** فارتاح قلبٌ بالجميل أضاء
أوصى الرسول بكل فعلٍ فاضلٍ *** ونهى النفوس عن الخبيث دواء
صلى الإله على النبي طبيبنا *** من طيّب الأنفاس والأنواء
وعلى الكرام ذوي الندى من آله *** وصحابه من جمّلوه بناء