زيارة أسرة في ذكرى أسير

بلسان صادق وبالحق دافق، تنحت كلمات قصيدة ” زيارة أسرة في ذكرى أسير” للأستاذ سيدي منير الركراكي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان خص بها موقع نساء العدل والإحسان، قضية المعتقل المظلوم الأستاذ عمر محب في قالب شعري مميز وبلسان ثرار يصور زيارة الأسرة العمرية الكريمة في ذكرى الاعتقال السابعة وينطق بلسان الحال قبل المقال أن أوقفوا الظلم وارفعوا الباطل عن أسرة ستظل شاهدة على ظلم الظالمين وباطل المبطلين.
للسَّيْفِ دِينٌ ليس يُبْقي أو يَذَر
ومُحِبُّ “سيف الدّين” إن تسأَل “عُمَر”
والسّيف دين للظّلوم ومَن فَجَر ومُحِبُّ دِين السَّيْف خَوّانٌ أَشِر
و”صَلاحُ” “سَيف الدّين” “أَشرف”[1]
لو أَطَر حُطَماً وأَكْرَمُ أن يُدانَ بلا وَزَرَ
ذي أُسْرَةٌ “عُمَريّة” دُرَر غُرَر
حُرِمَت “مُحِبّاً” والِداً زوجاً أبَرّ
في سِجن ظُلْمٍ عَشَرَةً يا لَلبَطَر
مِن بعد ما اتُّهِم البريء بأن غَدَر
أدْمى القتيلَ وبعدما أرْداه فَرّ
كذبوا لم يكن “الـمُحِبّ” له أَثَر
في مَسْرح الأحداث لا أحدٌ أقرّ
بل كان في البيضاء ضيف المؤتمَر
راموا بسِجْن “مُحِبِّنا” صَرْفَ النَّظَر
عن جُرم مَن قَتَلوا وتَسْويقَ الخَبَر
عَن عُنْفِ مَن بالسِّلْم والحِلْم اشْتَهَر
بئس القَضاء وقد رضينا بالقَدَر
عَشْرٌ على وَهْمٍ مَزاعِمُه نُكُر
والفاعِلُ الجاني ضَميرٌ مُسْتَتِر
تقديرُه هو بالـمُفيد المـُختَصَر
مَن صَيَّر التّعليم سوقاً للغَرَر
حَقْلاً لحَصْدِ الشَّوْك لا جَنْيِ التَّمَر
ساحاً لحَرْبٍ بالخناجِر والحَجَر
وَكْراً لمفتونٍ ومغرور كَفَر
قَبْراً لـمُجتهِدٍ تقاذَفُه الغِيَر:
جَوْرٌ وإضْرابٌ وأشياء أُخَر
*******
زُرْنا خديجة في إقامَتِها المَقَرّ
في سابِعٍ مِن سِجْنِ صاحِبِها عُمَر
كانَتْ كعادَتِها الثَّباتَ بلا ضَجَر
بِشْراً على الوجه المُضيء سَنى قَمَر
والقول محمودٌ مَليءٌ بالعِبَر
*******
“مَسْئولُ” رَحَّبَ و”الأمينُ” بِمَن حَضَر
وبـــ”أَرْسَلانَ” “الفتحُ” جاء على قَدَر
حَيّى المَصونَ على الوَفاء لِمَن أُسِر
وتَحَمُّلِ الأعباء في ظرفٍ عَسِر
أثْنى على مَن كابَدوا تَعَبَ السَّفَر
مَن أكَّدوا خَبَراً يَسُرُّ
ولا يَغُرّ أنّ السّراح غدا وشيكاً يُنتَظَر
حَقّاً مُشاعاً دون رَهْبٍ أو جَزَر
ذا قولُهم، والحَسْمُ يُرجَأُ للنَّظَر
لن نَسْتكينَ ودَأْبُنا أخْذُ الحذَر
*******
زار الـمُحامون الأسير وهُم نَفَر
أَلْفَوْهُ مُنبَسِطاً وقد زال الضَّرر
لم يَنْهَزِم للدّاء قاوَم وانتصَر
حِفْظُ الكتاب غدا الـمُرادَ الـمُعتبَر
للعِلم والتّحصيل شَمَّر وابتَدَر
في خُلوةٍ نال الحبيب بها الوَطَر
والكُلّ في سِجْن النِّظام به افْتَخَر
مَن ذا يُسَوّي طالِباً حَسَن السِّيَر
بمُجَرَّمٍ عَبْدِ الهوى عُجَرٍ بُجَر؟!
*******
و”حبيبةُ” الأخوات نَوَّرَتِ الفِكَر
نابَت عن الهيئات بالقول النَّضِر
في كِلْمَةٍ حَيَّتْ بها مَن قَد بَهَر
مَن رامَ إذلال “الجماعة” فانْدَحَر
وحِصارَ فِتْيَتِنا فأخْفَقَ وانحَصَر
لا لن نهونَ، ولن نذِلَّ، ولن نَخِرّ
مهما اعتدَوا فالله ناصِرُ مَن نَصَر
********
قبل اخْتِتام الـمُلتقى أُخِذَت صُوَر
ذكرى تُؤرّخ لابتسامَةِ مَن جَبَر
كَسْرَ النِّظام قضاؤُه خَيْر الأُسَر
هيهات تأسو لحظةٌ جُرْح العُمُر!
لكنّ أجْر الصّبر كنزٌ يُدَّخَر
ويَقينُنا أنّ الفلاح لِمَنْ صَبَر
صبْراً خديجة والمزيد لِمَن شكر
وسيعلمون غداً لمن كان الظَّفَر
للخَبِّ عاقبةُ مَكْرِهِ أدْهى أَمَرّ
أَمْ للسَوِيِّ الـمُستقيم على الأثَر
أثَرِ “الإمام” الـمُستجيب لمن أمَر
بالعدل والإحسان في إحدى السُّوَر
مُتأسِّياً بمحمّدٍ خَيْرِ البَشَر
*******
هِمْ بالصّلاة على الحبيب إذا ذُكِر
والْهَجْ بذِكرِ المصطفى قَطْر الـمَطَر
وإذا ظَعَنْتَ لطيبة جوّاً فَطِر
شوقاً إلى طَه وساكِنَة الحُجَر
فإذا أتَيْتَ لِقُبّة الهادي ابْتَدِر
مِن خوخَةِ الصِّدِّيق كُن ممّن عَبَر
في روضة الماحي صلاتَكَ لا تَذَر
فإذا وَقَفْتَ أمام شُبّاكِ النّظر
سلِّم وصلّ على الحبيب ومَن ظَفَر
بجواره، مُستغفِرا غُضَّ البَصَر
وأزِل برحمته عن الصّدْر الوَحَر
بلَذيذِ مَا ناجى الـمُحِبّون اعتذِر
لعظيم ما استجدى الـمُريدون اسْتَخِر
بالعُروة الوُثقى تَمَسَّك واسْتَجِر
إن لاَمَكَ الحَمْقى فصانِع واصطَبِر
قُل رحمةً رِفْقا بقلْبٍ مُنْكَسِر
نَقْراً ونَقْراً ضارِعا حتى يَقِرّ
أنّ الشّفيع الـمُرتضى حقّاً عذَر
واستغفر المولى لنا حتى غَفَر
فاس الأربعاء 13 محرم الحرام 1439ه الموافق لـ 4 أكتوبر 2017م يوم الغد من زيارة هيئة الدّفاع المباركة للأسير الحرّ، والوالد الزوج الأبَرّ “عُمَر مُحِب”، وزيارة أهله وولده مِن قِبَل ثلّة من أعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، وصفوة مُمثِّلين عن هيئاتها الراعية، ومؤسساتها المسؤولة – مؤمنين ومؤمنات -مُواساة ومؤازرة وتجديد عهدٍ على الوفاء والصّمود إلى أن يُطلَق سراح كلّ المعتقلين، وعلى رأسهم “مُحِبّنا” السّجين، وتُقام الحُجّة البالغة الدّامِغة على الظالمين؛وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ صدق الله العظيم. مجرّد تذكير، والذّكرى تنفع المؤمنين، وكلّ عام وأنتم صامدون، وبفتح الله القريب، ونصره الـمَكين موقنون. والحمد لله رب العالمين.
[1]- تلكم أفراد أسرة عُمر مُحبّ الأسير الصَبّ؛ الأهْلُ سيفُ الدّين، والولدان: صلاحٌ وأشرف.