بورما أمة تباد …

المشاهد البشعة القادمة إلينا من بورما تهز المشاعر والوجدان، وتدمي القلوب و العيون، وتضع عبارة استفهام كبرى على إنسانية الإنسان، وإسلامية المسلم، وعلى آدمية المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته ….
لماذا هذا الصمت المطبق ؟
لماذا هذا التبلد في المشاعر؟
لماذا القبول بهذه الوحشية الهمجية المفرطة؟
ولكن بالمقابل ألا تنبهنا هذه المجازر التي يتعرض لها المسلمون في كل مناسبة على يد بني جلدتهم أو على أيدي أعدائهم إلى سنة الله الجارية منذ الأزل، في صراع الحق والباطل وفي ابتلاء أهل الايمان والحق؟!!
قال الله تعالى: لنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين سورة البقرة آية 155.
وقوله سبحانه: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا.آمنا وهم لايفتنون سورة العنكبوت آية 1
وقوله تعالى: قتل أصحاب الأخذوذ النار ذات الوقود …سورة البروج آية 4. قتلوا ونشروا بالمناشير …سنة الله الجارية في ابتلاء أهل الايمان واختبارهم تهييئا للتمكين والاستخلاف ….فمهما بلغت بشاعة المجازر ففي طياتها بشارات فجر جديد لن تطفئه قسوة قلوب البوذيين وحقدهم على الإسلام والمسلمين قال الله تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا…فطوبى لمن صبر وصابر واحتسب ونعم المسلم الذي يهتم لأمر المسلمين وينصرهم ويدافع عنهم قال صلى الله عليه وسلم َُ: خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً عَلَى الدِّينِ فَلا تَأْخُذُوهُ، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ يَمْنَعُكُمُ الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ، أَلا أَنَّ رَحَى الإِسْلامِ دَائِرَةٌ فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ فَلا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلا إِنَّهُ سَيكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا لا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ “، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: ” كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى بْنِ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.