عائشة رضي الله عنها ( معلمة الرجال )

قامت على مرّ العصور دعاها ***أمٌّ تحلت بالعلوم سماها
دامت لعائشة الصَّدوق محبّة ***بين العباد تحققت بشراها
أدّت أمانتها بكل تأدب ***وسعت إلى نشر الرشاد رؤاها
ليل الجهالة بالسواد مضرّجٌ ***وعلى الورى ألقى النهار ضياها
تحمي النفوس من الضياع علومها ***ومن النبوة تشرّبت تقواها
والنفس تسعى للمكارم جهدها ***ترجو التسابق للفلاح قواها
ما أنجبت رحمٌ لها ذرية ***فغدا الرجال أمانة ً ترعاها
تبني النفوس بكل علم نافع ***نعم المعلمة التي تلقاها
سارت على عهد النبيّ ونهجه ***يرعى الرسالة بالهدى مسعاها
يسعى إليها كل صوبٍ طالبٌ ***علما سناه في الأنام سناها
والعلم نورٌ يرتجيه صادقٌ ***متجرّدٌ من قوّةٍ زكّاها
والعلم سعيٌ بالتواضع والرجا ***والقلب فهمٌ للعلوم وعاها
قد حققت صدق الحديث ونوره ***فتواترت في العالمين رؤاها
وتبتلت بعد الفراق لحِبّها ***ترجو اللحاق بصحبةٍ ترضاها
في يومها صومٌ طويلٌ قائظ ***في ليلها ذكرٌ حلا رقّاها
تعطي العطايا من نوال وافر ٍ ***من بيت مال ربنا أعطاها
قالت لها مولاتها إن لنا ***في الأعطيات حاجة ً نحياها
لو كنت قد ذكرتني في لحظةٍ ***فلقد نسيت حاجتي أولاها
يا سعدها قد أعرضت في صومها ***فلها احتمالٌ في الجوى أنساها
ترنو بعينٍ للقاء وترتجي ***ضم الحبيب بروضةٍ سقياها
أجزلْ لها يا ربنا كل المنى ***واكتب لنا في جنةٍ نلقاها
ثم الصلاة على النبي محمد ***خير الورى في دعوةٍ جلّاها
والآل والصحب الكرام مديحهم ***يحيي القلوب فربّنا أحياها