ونحن في مستهل سنة جديدة…

تمر الأيام تلو الليالي ولا يدري المرء ولا يبالي…أن وقته ملك لا يجاريه ذهب ولا سوار، متى فطن للسؤال، وما أجاب عنه بموال، بل بتشمير واستعداد لما ينتظره، حين تنتهي حياته، وتعرض على مولاه أعماله.
قبل فوات الأوان، لابد من بداية صحيحة في سنة هجرية جديدة، العمل فيها ينمو ويزداد، حسنات وأجر وعداد يعمل على جمع نقطك لتبلغ السداد.
لكن يبقى السؤال كيف نبدأ السنة الهجرية الجديدة، وهل علينا ولا بد أن نطوي ما فات لنسير بخطى و ثبات.
هكذا إذن، بماذا نبدأ ماذا نقدم وماذا نؤخر؟
أنبدأ بالصلاة لوقتها، أم بوضوء تام قبلها، وخشوع لا بد لها، أنطرق باب العبادات، أم نسير مسلك المعاملات، أم نبحث عن صحبة نقية طاهرة تدلنا على الله.
أسئلة محيرة لكن حتى لا نبقى في ترددات لا بد أن نقول أن ديننا هو دين يسر و كرم ورحمات.
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الابتسامة في وجه أخيك صدقة، نطرق باب الصدقة كمثال لوجه من أوجه البر في ديننا الحنيف الذي اعتنى بهذا الباب وجعله مفتاحا لأبواب الخير والإحسان والسؤدد.
نقف مع الصدقة لنغلق باب الشح والبخل، ونتعلم كيف أن هذه الشعبة توصلك إلى مقامات كبرى، تجعل طريقك يسيرا سهلا ميسرا ما دمت قدمت محبوب الله على ما تحب فبذلت المال والوقت… قال تعالى: “فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فنيسره لليسرى” وللصدقة أوجه متعددة في ديننا الحنيف فالكلمة الطيبة صدقة، واماطة الأذى عن الطريق صدقة والتبسم في وجه أخيك صدقة والإنفاق على الأهل صدقة… لا نحقرن وجها من أ وجهها، فهذه الكلمةالطيبة توحد القلوب وتولد الرغبة في الوجود وتدفعك للعمل لمولاك بحب وسخاء وخفاء لا تنتظر مقابلا من أحد سوى منه سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 2
ولعل قلوبا خاشعة تستجيب للتوجيه الإلهي الذي يدعو إلى ثلة من أمهات الفضائل فتستفتح سنة جديدة بتوبة أكيدة وأوبة منيبة إلى رحاب الله القائل جل وعلا: وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين 136
جعلني الله و اياكم من المتصدقين الصادقين.آمين.