الإطار المنهاجي الذي وضعه الأستاذ عبد السلام ياسين لقراءة الفقه الإسلامي 2

:
الأصالــة
أسها ولبها خطاب قرآني له أصوله الربانية، يذكر الإنسان بأم الحقائق، حقيقة وجوده ومنتهى مصيره، يخاطب فيه فطرته التي فطره الله عليها سبحانه، فيعرفه وجهته ويخبره أن لحياته معنى ورسالة، ليجتمع ما تشتت منه، ويأتلف شعته ويتوحد همه ويطمئن قلبه، خطاب مليح صريح، وحديث عن الآخرة والموت، حقائق طالما سكت عنها الكثيرون، واستحيا من ذكرها من يحسبون على الإسلام، خجلا من أن يوصموا بالرجعية والماضوية. فالفقه الإسلامي لا ينبغي أن يحيد قيد أنملة عن هذه الصبغة الربانية في الفتوى أو الاجتهاد.
الشمولية:
تجسدها نظرة للفقه شاملة رصينة لها ارتباط بهموم الأمة وواقعها، تعرف آلمها و جراحها، فتسعى جاهدة لنصرتها، وحمل أمانة الدفاع عنها والتخفيف من معاناتها، فقه له فهم للواقع و معرفة دقيقة بتفاصيله، حتى لا يتهم بمثالية حالمة، منسحبة من الواقع المرير ومستقيلة من جراحات المستضعفين، فهو واقعي يدرك ضرورة المواءمة بين المثال و الممكن.
الوضوح:
وضوح في الرؤية والقصد، وضوح في الأهداف والمنطلقات التي تقترحها على الأمة كمداخل للمصالحة مع الله والتوبة والإنابة إليه سبحانه، وضوح يسمي الأشياء بمسمياتها في غير التواء أو تقية، منهاج ليس همه استرضاء الحاكمين و التودد إليهم بالفتوى على حساب شرع الله أو حقوق المستضعفين في الأرض.
الإجرائية:
لها القدرة على تنزيل الأفكار والمشاريع على أرض الواقع، لا تسبح في مثالية عاجزة حالمة، وإنما لها قوة اقتراحية قابلة للتفعيل والتطبيق على أرض الواقع متى تهيأت لها الظروف، وتفتحت لها الأبواب لتستقبل جهود الصادقين، للعمل على إخراجها للناس في مشاريع واعدة، من شأنها أن تؤسس لعمران أخوي يجمع الجهود ويدفع بها لوجهتها السديدة.
المستقبلية:
نظرة استراتيجية، لا تقف عند اللحظة والحدث، وإنما تنظر إلى المستقبل بتحدياته، وتقترح له الحلول المناسبة لكل مرحلة، حاديها في ذلك موعود الله عز وجل للمؤمنين بالتمكين في الأرض، وبشارتها بشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخلافة الثانية على منهاج النبوة.
يتبع