آثار قيمة عند آمنة اللوه

آثار قيمة عند آمنة اللوه
سيدة مغربية من مواليد مدينة الحسيمة، نشأت في منغرس كريم، على صورة الثمرة الحلوة اجتمع لها من طبيعة مغرسها ومرتبتها ما تتعين به من حلاوة ونكهة ومذاق، تعد من رائدات التعليم في فترات الاستعمار الإسباني للمنطقة الشرقية.
كانت فاضلة تقية صالحة، تعلمت وكان علمها التقوى والفضيلة، تنظر إلى الحياة نظرات تحل مشاكل وتخلق قضايا، تنظر إلى الدنيا ببصيرة متلألئة بنور الإيمان تقر في كل شئ معناه السماوي.
طالما دافعت عن قضية المرأة، وحاولت تغيير النظرة التقليدية إليها، وأعطت حلولا لمعالجة الشروخ التي أحدثتها الهيمنة الاجتماعية للتقليص من دور المرأة ومن مردودية عطائها.
تحدث العلامة المختار السوسي عنها في كتابه “المعسول”، في معرض ترجمته لشقيقه الأستاذ إبراهيم الإلغي، فقال: “أتاح الله للمترجم سيدة عالمة لا نظير لها في فتياتنا، وهاك ترجمتها بقلم زوجها الكريم، إلى أن يقول: “ولإلغ أن تشمخ بأن أعلم آنسة مغربية في فجر نهضتنا أضيفت إلى إلغ أوأضيفت إلغ إليها.”
أسست مجلسا أسمته مجالس النساء، على اعتبار أن المرأة هي همها الشاغل وقلقها الدائم، في وقت لم تكن للنساء مجالس، وجعلت لهذا المجلس مميزات يرصد حاجيات المرأة للوصول إلى الكمالات الأربع.
تقول السيدة آمنة اللوه:
“سيداتي:
يقول المثل: أهل مكة أدرى بشعابها، ومن أدرى بأحوال النساء من النساء؟ فإذا تناول حديثي اليوم مجالس النساء، فإنما هو حديث عن مجالس أحضرها باستمرار، و أدعى إليها كل حين، مما جعلني مستوعبة لنواصيها عارفة بما يدور فيها، محيطة بحقائقها وخفاياها”
ثم تنتقل للحديث عما ينبغي أن تصبو إليها المرأة من المعالي في طلب العلم الرصين والأدب الكريم والتربية الزكية فتقول: “فكان الأجدر بهذه المجالس أن تكون مثال المروءة، ومعرضا للأخلاق الحسنة ومظهرا لائقا بآداب المرأة المغربية، هذه المرأة العريقة في الأحساب والأنساب… زيادة على أن المرأة المغربية أصبحت اليوم تضرب بسهم وافر في الحضارة القائمة، آخذة في التثقيف والتهذيب”
هكذا إذن كانت تصبو إلى إدراك الكمالات وحمل من معها عليها، حريصة على طلب وجه الله الكريم والتحلي بالأخلاق الحسنة وأخذ قسط من التكوين العلمي، أما الجهاد فقد كان منبع الكمالات لديها، فقد كان هم الوطن وتحقيق الحرية والكرامة حاضرا في كيانها ووجدانها، متيقنة بنصر لله لقضاياها ودعوتها.