حوار أجراه الموقع مع الأ ستادة وفاء توفيق

لسلام عليكم
1- كيف تنظرون لفكرة عقد أول مؤتمر دولي خاص بفكر وتصور الأستاذ عبد السلام ياسين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
بدء، أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على هذه الالتفاتة المعبرة، وتقبل الله منكم جهدكم وجهادكم…
فيما يخص فكرة عقد أول مؤتمر دولي خاص بفكر وتصور الأستاذ عبد السلام ياسين، فإني أعتبر الأمر خطوة تاريخية جبارة سيدين لها العديد من الفضلاء ولا شك، ذلك أن عقد مثل هذا المؤتمر يعد فرصة لإزالة الحجب المادية التي تحول دون الاطلاع والتعرف على الفكر الفذ لهذا الرجل الجهبذ… لتكون مثل هذه الملتقيات محطة علمية أكاديمية يتم فيها مدارسة ومناقشة النظريات والأفكار، بعد أن يكون الباحث قد درس وتعمق في جانب أو في جزء من المجال المرتبط بموضوع المؤتمر….
2- ما هي أهم الخلاصات التي توصلتم إليها في بحثكم حول “الرؤية القرآنية لتحرير المرأة وتنويرها من خلال نظرية المنهاج النبوي”؟
مهما قلت، فلن أوفي الأستاذ عبد السلام ياسين حقه، فهو بحق مجدد… فأنا أدرس الرؤية المنهاجية للأستاذ عبد السلام ياسين منذ مدة – باعتبار تخصصي باحثة في هذا المجال – ولا أخفيكم سرا إن أكدت لكم أنه كلما درست جزء من هذه الرؤية كلما اتضحت لي معالم ديننا أكثر، وانفتحت على رؤى تجديدية وددت لو تعرف عليها كل الناس، مسلمين وغير مسلمين… فالرجل نفض الغبار عن الكنوز التي يزخر بها القرآن الكريم والسنة المشرفة… تعهدنا بحكمته ورفقه وطول نفسه حتى أزال الغشاوة عن أعيننا لنفهم ما أراده الله تعالى للمرأة ( ولغيرها طبعا ) من سمو المرتبة وعلو المكانة… وما أناط بها من عظم المسؤولية المنبثقة عن أمانة الحافظية… وإن أردت الاختصار فأقول إن الفكر المنهاجي أعاد لنا – معشر النساء – الثقة في ربنا، وفي ديننا، وفي أنفسنا، بعدما كرس الفقه ” الموروث ” في أنفسنا الدونية والإحباط والقعود والكسل…
أما الخلاصات التي توصلت إليها من خلال مداخلتي في المؤتمر فعديدة ومتنوعة أهمها:
– اعتبار الفكر المنهاجي في قضية المرأة فكر تجديدي بامتياز باعتباره ينهل مباشرة من النبع الصافي: القرآن والسنة واجتهادات الصحابة.
– اعتبار الرؤية المنهاجية لقضية المرأة بكل عناوينها طفرة نوعية واجتهاد تجديدي بامتياز.
– حرص الأستاذ ياسين على ربط قضية المرأة، بل قضية الإنسان بالعلاقة مع الله تعالى وبالمصير الأخروي.
– تميز الفكر المنهاجي للأستاذ عبد السلام ياسين بالبحث عن أسباب الداء لغاية اجتثاثه، والحرص على وصف الدواء إحسانا وعدلا، كما يمتاز بالعمق والشمولية والبعد عد عن التجزؤ.
– إعادة الفكر المنهاجي للمرأة المكانة التي أرادها الله تعالى، مشاركة للرجل – لا تابعة له – في تحمل مسؤولية الاستخلاف في الأرض، والقيام بتكاليفها في إطار من التكامل بينهما.
– إنصاف المرأة من ظلم من حكموا عليها بفقه ” سد الذرائع”، وشرعة ” لا يجوز “، وحكم ” كونها عورة وفتنة “، وأن ” عليها السمع والطاعة ” و نحو ذلك… بالدعوة إلى النهل من النبع الصافي قرآنا وسنة، لنعي وجوب مراجعة أحكام أصدرها الأولون في زمان غير الزمان، وفي أحوال غير الأحوال، فنفتح باب الاجتهاد في شأنها.
– إنصاف المرأة من ظلم دعاة اللائكية الذين أقنعوها بوجوب الانعتاق من ربقة حبستها قعيدة البيت، وكانت فيها كما مهملا وسلعة، حتى تكون سيدة جسدها تحذو في ذلك حذو مثيلاتها في الغرب…
3- ماذا تتوقعون لمستقبل هذا المؤتمر ولنظرية الأستاذ ياسين عموما؟
هو لما بعده، فبعون الله وقوته لن يكون الأول، بل هو حلقة في سلسلة طويلة – إن شاء الله -طول ما أنتجه هذا الرجل من مشاريع مجتمعية، وفكر تنويري تجديدي..
أعتبر عقد هذا المؤتمر وما يليه بحول الله واجبا شرعيا، باعتبار وجوب نشر العلم وعدم كتمانه وعدم حرمان الناس منه، كيف لا وعلم الأستاذ عبد السلام ياسين علم مؤسس على نصوص الوحي، يجمع ما تجزء في الأمة، ويرد الجزئيات إلى الكليات، ويربط الخلاص الفردي بخلاص المجتمع، كما يربط وجوب تحقيق العدل في الأرض بالهم الأخروي…
إن نظرية الأستاذ ياسين كما تعد علما نافعا، هي صدقة جارية لكل من أسهم من قريب أو بعيد في نشرها في ربوع العالم، ولكل من كان له فضل في رفع الحصار عن هذا الرصيد الشرعي الإنساني، وخلى بينه وبين الناس حتى لا يحرموه، يطلعون عليه ويتأملونه، يدرسونه ويناقشوه.
إن ما نسمعه من مداخلات حول فكر الأستاذ ياسين، وما تبرزه المناقشات من ذخائر هذه الرؤى التجديدية، وما يعبر عنه هؤلاء الباحثون من شهادات تقديرية في حق هذا الرجل… كل ذلك يؤكد أن نظرية الأستاذ ياسين تجد إقبالا كبيرا من داخل المغرب كما من خارجه، لما تحمله من مشروع مجتمعي نابع من روح القرآن وجوهر السنة…