قاهرة سجون الاحتلال

سجد العائدون من سجون الاحتلال– في إطار صفقة التبادل التي أجرتها حماس مع سلطة الاحتلال- فدغدغت مسامعهم هتافات الربيع العربي المطالبة بالحرية، فرفعوا من سجود الشكر لتعانق أنظارهم سماء ربيع مزهر بالياسمين. هكذا أبت أغلال الأسر الجائر إلا أن تنكسر مجلجلة في تناغم بديع مع انكسار أغلال الاستبداد والفساد بالعالم العربي والإسلامي، فعانق المحررون أرض الوطن الجريح،عادوا ليضمدوا جراحاته ويمسحوا دمعته ويشاركوه فرحة بزوغ فجر الحرية حواليه.
ومن بين المفرج عنهم قاهرة السعدي التي اعتقلت هي وزوجها في يوم واحد عقب معركة جنين سنة 2002 في حملة مداهمة مأساوية، حيث تركت أبناءها الأربع، كبراهم لم تتجاوز عشرة سنوات فيما لم تتجاوز البنت الصغرى ثلاث سنوات: ظلم وعسف يناقض كل المواثيق الدولية ويدحض مزاعم سلطة الاحتلال التي تفاخر في كل المحافل بأنها الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم كانت قاهرة قد وهبت نفسها فداء للوطن حين التحقت بمنظمة الجهاد الإسلامي وساهمت في إحدى عملياته الفدائية مؤكدة على أن دور المرأة الفلسطينية في المقاومة لا يستهان به.هي اسم على مسمى، فقد قهرت الأسر وتحدته وهي المحكومة بثلاث مؤبدات وثلاثين سنة، قضت منها عشر سنوات كابدت فيها صنوف الامتهان والحبس الانفرادي لمدة ثلاث سنوات، غير أن البعد عن فلذات كبدها ومنعهم من زيارتها كان يذكي آلام الأسر ويؤججها. كان الإفراج رغم أنف المحتل الذي توعد قاهرة بعدم الإفراج عنها تحت أية ظروف أو ضمن أية صفقة تبادل الأسرى، لكن القدر شاء غير ذلك، فكان الانعتاق وكانت معانقة الوطن ومعانقة الأهل والأحباب واحتضان الأبناء… كان ربيعا بطعم الحنان والدفء ولم الشمل… ربيع بطعم ثمار المقاومة وبطعم الحرية وبزوغ فجر الكرامة واسترداد العزة لفلسطين وشعب فلسطين.